الخميس 2015/06/18

آخر تحديث: 17:53 (بيروت)

الفاتيكان يكلف بكركي.. والراعي إلى أربيل

الخميس 2015/06/18
الفاتيكان يكلف بكركي.. والراعي إلى أربيل
تفويض فاتيكاني لبكركي من أجال حماية مسيحيي الشرق (المدن)
increase حجم الخط decrease

لم يعد دور البطريركية المارونية محصوراً بين الملفات اللبنانية، إذ يظهر جليا من دينامية حركة رأس الكنيسة المارونية، البطريرك الكاردينال بشارة الراعي، أن هناك قراراً كنسياً، أوكل مهمة احتضان مسيحيي الشرق للراعي وتحديداً الكنيسة المارونية، في توقيت صعب، ووسط ما تتعرض له شعوب المنطقة بأقلياتها وأكثرياتها من عنف عسكري نتيجة الحروب الدائرة.

 

في هذا الإطار تأتي الزيارة المقررة غدا للراعي إلى أربيل برفقة الموفد البابوي الكاردينال انجيلو سكولا، الذي وصَل إلى لبنان مساء أمس الأوّل، وشاركَ في سينودس المطارنة من أجل مواكبة أوضاع المسيحيين العراقيين الذين هجَروا بلادهم في العراق إلى المنطقة هرَباً من "داعش".

 

يبدو أن الفاتيكان أعطى تفويضاً معنويا للبطريرك الراعي كي يقوم بما يستطيع من أجل حماية مسيحيي الشرق، يتجلى ذلك من خلال إرسال الفاتيكان سكولا الى المنطقة، وهو المكلف تنظيم العلاقات المسيحية – الإسلامية.

 

وفي هذا الإطار، يشير مصدر كنسي مطلع لـ"المدن" إلى أن هناك إجماعاً مسيحياً  على ضرورة إيجاد استراتيجية، لمواجهة  مخاطر العنف والتطرف في المنطقة على كل الأقليات وليس فقط على المسيحيين.

 

مؤشرات القرار الفاتيكاني، بتسليم "مفاتيح حماية" مسيحيي الشرق إلى الكنيسة المارونية، تظهر من كلام المطران سمير مظلوم الذي أكد لـ"المدن" أن لدى البطريرك الراعي والكنيسة المارونية واجبات تجاه الكنائس الاخرى. ويقول ان "دور البطريريك الراعي معروف وحرصه على ضرورة عدم إفراغ هذا الشرق من مسييحيه واضح". ويكشف أن زيارة الراعي وسكولا إلى أربيل هي بمباركة فاتيكانية للاطلاع على أوضاع مسيحيي الموصل الذين هجرهم تنظيم "داعش"، في محاولة لتحويل قضية تهجير المسيحيين إلى قضية رأي عام عالمي.

 

سبقت الزيارة إلى أربيل، زيارة بعيد هجوم "داعش" وإحتلاله قرى مسيحية شمال العراق، وفي السياق ذاته أيضاً تأتي الإجتماعات المكثفة في لبنان، وزيارة دمشق الأخيرة التي تخللها مؤتمر مسيحي، كما زيارة الراعي سابقاً بغطاء فاتيكاني للأراضي المحتلة في فلسطين.

 

وفي هذا الإطار، لا يرى رئيس مؤتمر الأقليات ادمون بطرس، في زيارة الراعي إلى إربيل "أي شيء خارج المألوف، لأن الكنيسة المارونية لم تتوانَ يوما في الوقوف إلى جانب الفئات المهددة". ويقول لـ"المدن": "في ظل ما تشهده المنطقة من مخاطر تهدد اتباع مختلف الديانات والطوائف، لم تجد الكنيسة المارونية التي تعتبر ركناً أساسياً في توفير شبكة الأمان لمسيحيي الشرق، مهرباً من لعب دور تاريخي، في محاولة منها لايجاد كل السبل الآيلة لعدم إفراغ المنطقة من الحضور المسيحي". ويؤكد أنه "على مدى السنوات الأربع الماضية، كان مسيحيو الشرق يلعبون دور المتفرج لكن الأحداث المتسارعة وعمليات التهجير التي تتزايد، دفعت بالبطريركية المارونية، إلى أن تقوم بجهود لا تقتصر على الصعيد اللبناني بل تتعداه إلى الساحة العربية، تصب في سبيل حماية من تبقى من التهجير ومحاولة وضع استراتيجية لمواجهة "داعش" ليس عسكريا بل إجتماعيا".

 

وعلمت "المدن" أن الزيارة التي لن تتجاوز اليوم الواحد،  سيقوم الراعي والوفد المرافق خلالها بجولة تفقدية على مخيمات النازحين من الموصل إلى إربيل، وسيلتقي كلاً من بطريرك بابل للكلدان لويس روفائيل ساكو، وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كوردستان كمال مسلم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها