الخميس 2015/07/30

آخر تحديث: 16:22 (بيروت)

سقط النظام اللبناني ولم يسقط

الخميس 2015/07/30
سقط النظام اللبناني ولم يسقط
increase حجم الخط decrease

لطالما سرت الحكمة التي تقول إن النظام اللبناني بالغ القوة، وأنه عاند حرب أهلية طويلة كان هو أحد أسبابها، وخرج منها أقوى. خرج منها أكثر مأسسة طائفية وأكثر صلابة وانغلاقاً.

هذا النظام سقط في الاسابيع الاخيرة ولم يسقط في آن معاً.

سقط في تظهير صورة فشله كنظام سياسي مذهبي مافيوي محاصصاتي، على صناعة اي فضيلة للناس.

سقط في الكهرباء والنفط والبيئة والنفايات ، والتعليم وحتى في تشغيل نفسه كنظام سياسي. لا رئيس للجمهورية ولا مجلس النواب يعمل ولا حكومة قادرة على ادارة جلسة دعك عن ادارة بلد. لا خدمات ولا بنية تحتية ولا قدرة على توفير فرص عمل.

سقط النظام السياسي في كل شيء تقريباً.

سقطت ثنائية التعايش بين مشروعي الاعمار والمقاومة. فإنتهينا بلا اعمار وبلا مقاومة. البلد يهترىء كبناية مهجرين. والمقاومة تتصدر الحروب الاهلية العربية بدءاً من سوريا وتعلن النأي بنفسها عن إسرائيل الا حين تستلزم مناسبات المنابر التذكير بالقضية الفلسطينية.

ثم سقطت ثنائية الثامن والرابع عشر من آذار.

إنتهينا أن لا سوريا لحماية العلاقة معها ولا حرية وسيادة واستقلال في وجه احتلال البلاد من كل انواع النازحين والمليشيات والسلاح المتفلت، دعك عن اللصوص وشذاذ الافاق.

سقط النظام، لا سيما مع سقوط “قوى العبور الى الدولة” التي قررت من اليوم الاول أن قوى السيادة هي غير قوى الاصلاح. فكان ان تصدر فاسدون ومفسدون قيادة السياديين. وحرص هؤلاء على إبقاء النظام على ما هو عليه. بلا اصلاح وبلا تجديد وبلا اي اقتراح عصري يوازي عصرية خطاب السيادة والحرية. نعم سلاح حزب الله كان ولا يزال من أكبر المشاكل التي تعيق اقلاع الدولة. لكن من يثق أن هؤلاء قادرون أو راغبون في ما هو مختلف لو تبخر سلاح حزب الله؟؟؟

سقط النظم ولم يسقط. لم يسقط لأن النظام يشبهنا. وهو تعبير حقيقي ودقيق عن اللبنانيين. اللبنانيون المذهبيون، الذي لا يهم أن لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات يأتي بها الزعيم طالما أن التحقق من هويته المذهبية الصافية جاء مطابقاً للمواصفات. يتساوى الدرزي والسني والشيعي والماروني والارثوذوكسي في هذا التمترس خلف التمثيل المذهبي بصرف النظر عن المصالح الفردية التي تصنع السياسة في العالم.

سقط النظام ولم يسقط. المشكلة في اللبنانيين، غير الافراد، الذين يستأهلون الغرق في نفاياتهم التي هي الانتاج الحقيقي والمباشر لنفايات طوائفهم ونفايات النظام السياسي الذي يعيدون “تدويره” بإنتخابات ومن دونها. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها