الأربعاء 2015/03/04

آخر تحديث: 16:18 (بيروت)

عهد الحكومة الرئاسي .. ولاية كاملة أو أقل؟

الأربعاء 2015/03/04
عهد الحكومة الرئاسي .. ولاية كاملة أو أقل؟
ملف الرئاسة على الرف داخلياً وأقليمياً ودولياً
increase حجم الخط decrease

كل ما يجري يدلّ على أن لا جديد سيطرأ على الوضع السياسي في لبنان. الهدوء الذي يعيشه البلد الصغير نسبياً، وسط اشتعال المنطقة كلّها من حوله ينعكس جموداً في السياسة. وكل المؤشرات تشير إلى أن الإستحقاقات الرئيسية مؤجّلة، ولا أفق للخرق، خصوصاً في الملف الرئاسي، وأن الحوارات، واللقاءات الجارية بين الحلفاء والخصوم، لم ولن تقدّم شيئاً حتّى الآن، بإستثناء الإستقرار النسبي، في ظل غموض مساراتها. وحرص الجميع على تسوية الوضع الحكومي، لتسيير شؤون البلاد، هو الدليل الأوضح إلى أن الرئاسة بعيدة، ولا يمكن تسليم البلد للفراغ.

 

على مسار حوار "حزب الله" – "المستقبل"، بدا أن الأفق الرئاسي، مسدود. يخجل الطرفان من طرح الملف وبحث سبل إنجازه، يحيلونه على الأفرقاء المسيحيين، الذين لم يحرزوا أي تقدّم في حوارهم المزعوم حتى الآن.

 

"حزب الله" يرفض الإعتراف بالعرقلة. يكرر موقفه المعتاد: "نحن لا نتدخّل في الإستحقاق الرئاسي، وهو شأن مسيحي"، ويحدد شروطه التعجيزية: "إن أردتم حلّ الموضوع ليس لكم سوى الحديث مع النائب ميشال عون".

 

في القراءة السياسية فإن موقف "حزب الله"، يفيد بأن الحزب غير مستعجل في إنتخاب رئيس جديد، رغم تصريحاته المعاكسة، باعتبار أن الجميع متيقّن من أن عون لن يتزحزح ولن يكون مستعداً في أي شكل من الأشكال للتراجع عن ترشيحه، والبحث في مرشّح تسووي.

 

لا يتأخر تيار "المستقبل" عن الردّ على موقف الحزب. أحد وزراء "المستقبل"، يشير عبر "المدن"، إلى أن "حزب الله يحاول فرض إرادته على اللبنانيين وهذا ما يعرقل كل شيء في البلد"، ويلفت أن الإستحقاق الرئاسي مؤجّل، لأن "اللبنانيين عاجزون عن القيام بأي تحرّك، وكل ما يفعلونه هو مراقبة التطورات الإقليمية والدولية إلى حين تغيّرها وإنعكاس ذلك على الواقع الداخلي، ولربما ذلك حين يحصل يؤدي إلى حلحلة رئاسية وسياسية".

 

تنقسم المنطقة اليوم، إلى محورين متنافسين متناقضين، يتصارعان في ميادين عدّة، وإن كان لبنان بعيد نوعاً ما عن هذا الإشتباك عسكرياً، إلّا أنه في السياسة لا يمكن فصل أي حركة فيه عن هذا الواقع الإنقسامي الحاد، وفي ظلّ تعويل اللبنانيين على الخارج لإنجاز إستحقاقهم، يبقى هذا الخارج غير مكترث للهموم اللبنانية.

 

يؤكد ديبلوماسي أوروبي متابع لمجريات الأمور والملف الرئاسي لـ"المدن" أن "لبنان ليس على جدول الإهتمامات، مشيراً إلى أن "ما حصل من تحركات بين المبعوثين الروسي والفرنسي إلى لبنان هو محاولة لاستشراف مدى صعوبة اجتراح اللبنانيين حلّاً لازمتهم، وحين لمسا أن ذلك مستحيل كان التأكيد أمام الجميع بأن الدول الكبرى غير مهتمة لأمر لبنان". ويقول: "إن لبنان هو في آخر درجات الإهتمام، الإشتباك الدولي والإقليمي وما يرافقه من حوارات تنحصر في الموضوع النووي الإيراني والوضع الأوكراني، إضافة إلى محاربة الإرهاب، والأوضاع في العراق، سوريا، واليمن، لبنان يأتي في خاتمة هذه اللائحة". ويجزم أن "الإنتخابات الرئاسية ما زالت بعيدة، لأن العين يجب أن تبقى على التطورات في الخارجية وأبرزها الوضع السوري"، ولكن ماذا إذا استمرت الأوضاع السورية لسنوات؟ يقول: "يبقى لبنان معلّقاً بإنتظارها".

 

خبر الساسة اللبنانيون كيفية الإستثمار في الأوقات الضائعة. المرحلة الآن تدور في وقت مستقطع، لا قدرة لأحد على بلورة أي جديد، ولا على تقديم أي طروحات لحلّ الأزمة السياسية. يقف الجميع عاجزاً عن إبتكار أي جديد باستثناء إطلاق المواقف، والإستمرار في الحوار، وفي حماية الحكومة التي، وفق ما يقول مصدر مطلع بسخرية: "قد تكمل ولاية رئاسية إن لم يمدد لها لفترة ثانية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها