السبت 2015/06/20

آخر تحديث: 13:59 (بيروت)

مخيمات عرسال باقية: العقبات كثيرة

السبت 2015/06/20
مخيمات عرسال باقية: العقبات كثيرة
"حزب الله" يريد إبقاء الورقة بيده (Getty)
increase حجم الخط decrease

قبل أشهر قيل إن طاولة الحوار بين تيار "الممستقبل" و"حزب الله" قد حققت إنجازاً جديداً، متمثلاً بالإتفاق على نقل اللاجئين في مخيمات عرسال الى مناطق أخرى. أشهر مرت من دون أن يدخل هذا الإتفاق حيز التنفيذ، ولتندلع بعدها معارك جرود القلمون، من دون أن يقارب هذا الملف جدياً، خصوصاً أن في قوى "8 آذار" من يروج لنظرية الخوف من تسرب المسلحين الى هذه المخيمات وتحويلها الى دروع بشرية.

لا يبدو ان المسألة حاليا على جدول أولويات النقاش السياسي الداخلي، خصوصاً أن البحث عالق عند الطرح الذي قدمه وزير الداخلية نهاد المشنوق لنقل عدد من تجمعات اللاجئين من عرسال، بإنتظار موافقة الأطراف السياسية، ولا سيما "حزب الله"، على خريطة الأماكن المقترحة لنقلها في مختلف المناطق البقاعية.

ويوضح النائب عاصم عراجي لـ"المدن" ان "الرفض المبدئي على نقل مخيمات عرسال الى أماكن أخرى، جاء من قبل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لأن الأول يحتاج الى "مسمار جحا" في عرسال، ليشير إلى البلدة بشكل دائم بوصفها منطقة تأوي الإرهاب".

في المقابل، يلفت منسق تيار "المستقبل" في عرسال بكر الحجيري لـ"المدن" ان "المخيمات الموجودة في عرسال أصبحت تقريبا في الدائرة الامنية للجيش المنتشر حول عرسال ولم تعد تشكل حالة ضاغطة كالسابق"، ويؤكد أن "التيار واضح في اخضاع التعاطي مع المخيمات داخل عرسال لما يرتئيه الجيش مناسبا، وهو بالتالي ليس حارسا على المخيمات ولا يتخذ موقفا عدائيا منها"، مضيفاً: "لسنا محامي دفاع عن اي شيء افتراضي، ولا يمكننا ان ننفي انه في ظرف امني محدد يمكن ان تتحول هذه المخيمات الى بؤر أمنية تأوي الارهابيين، وبالتالي كل شيء يحتاج الى دراية ورقابة وانتباه".

ويشدد الحجيري على ان النظرة الى المخيمات تختلف من الموقع السياسي لكل جهة، معتبراً ان "اي مكان فيه فقر وظلم، من الطبيعي ان يصبح مصدر قلق في هذه الظروف، وكان يجب منذ البداية معالجة الموضوع، لأن اهماله تم عن سابق تصور وتصميم، خصوصاً أن "حزب الله" من موقعه السياسي رفض نقل المخيمات لأنه يعول عليها عسى أن تتسبب بخلل في عرسال، يستدرج الحركات الإرهابية، ما يبرر بالتالي تدخل الجيش وقصف عرسال"، ويرى أن "حزب الله يستفيد من حالة الفلتان الأمني في عرسال، وهو الأمر الذي يخدم رؤيته حول تقسيم المنطقة".

غير ان ثمة معضلة أخرى لنقل هذه المخيمات من عرسال، يكشفها أكثر من رئيس بلدية في البقاع عند التطرق إلى الموضوع، خصوصاً في ظل التخمة التي وصلت اليها القرى، السنية تحديداً، حيث أصبح عدد اللاجئين فيها أكبر من أعداد أبنائها، فيما الإنتقال الى القرى الشيعية محفوف بنظرة "عدائية"، تجاه معارضي النظام في سوريا، تفرض حذراً امنياً تجاه اي محاولة لنقل اللاجئين من عرسال الى بيئة مغايرة سياسيا، كما أن التحفظ في القرى المسيحية، مبدئي، حيث القلق دائم من "الخلل الديمغرافي"، اذا ما تحول النزوح المؤقت الى هجرة دائمة، على غرار اللجوء الفلسطيني الى لبنان.

وفي ظل هذا الواقع، يعتبر عراجي ان حل مشكلة مخيمات اللاجئين في عرسال، وتدارك الخطر الأمني الذي قد تتسبب به يكون "بإقامة المخيمات على الحدود، وهناك اراض مشتركة بين لبنان وسوريا يمكن اللجوء اليها"، شارحا أنه لدى طرح الوزير المشنوق المخيمات في إجتماع لكتلة "المستقبل" قبل أشهر، أعربتُ على صعيد شخصي كنائب البقاع عن معارضتي الشديدة لنقل نحو 30 الف لاجئ الى بر الياس التي صارت تحوي نحو 70 الف لاجئ".

ميدانيا، توقف في بر الياس العمل منذ اسابيع في مجمع جديد كان يتم تجهيزه بالبنى التحتية حكي حينها انه سيستقبل أعدادا من اللاجئين الى عرسال ويكون تابعا لمخيم قرية العودة أكبر تجمع للسوريين في البقاع  انشأه اتحاد الجمعيات الإغاثية. وبعد ان صّون وبدأ رصفه بالحجارة، منع المشرفون على المخيم من استكماله، تزامنا مع مداهمات نفذها جهاز مخابرات الجيش لمخيم قرية العودة اسفرت عن توقيف يعرب العيسى الملقب بـ"أبو جبل"، وهو مفتي في تنظيم "داعش"، ومتهم بإنشاء خلايا ارهابية في الأراضي اللبنانية.

منذ ذلك الحين، لم تلوح في أراضي البقاع أي بوادر لإنشاء تجمعات جديدة، وهو ما يعزز فرضية ان يكون نقل مخيمات عرسال مؤجل في الوقت الحالي، ما لم يتم ذلك تحت ضغط ظروف أمنية قاهرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها