الثلاثاء 2015/03/03

آخر تحديث: 16:37 (بيروت)

القلمون:"الحر" و"النصرة" ينهيان صدمة "داعش"

الثلاثاء 2015/03/03
القلمون:"الحر" و"النصرة" ينهيان صدمة "داعش"
"النصرة" و"الحر" يعيدان رص الصفوف (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

فيما الإنظار كلها تتركز على استعدادات الجيش اللبناني وإجراءاته الحدودية تمهيداً للمعركة المقبلة بعد فصل الشتاء، ثمة متغيرات رئيسية تحصل في الجهة المقابلة، خلف جرود البقاع، وفي جرود القلمون. وعلى الرغم من أن الأنباء لا تزال متضاربة، لكن الواضح أن المنطقة تمرّ، منذ أيام، بمرحلة إنتقالية، عنوانها إنحسار نفوذ "داعش" في تلك المنطقة، واعادة "الجيش السوري الحرّ" وجبهة "النصرة" تنظيم وتأطير صفوفهما للمواجهة.

 

قبل أشهر، أحدث دخول تنظيم "داعش" إلى القلمون صدمة معنوية وعسكرية بالنسبة للتنظيمات والفصائل الأخرى. في ذلك الوقت دخل ببطشه وماله وعتاده، مما دفع، بالعديد من الفصائل التي كانت تعاني من شحّ المال والدعم والسلاح والمواد الغذائية، إلى التسليم فوراً للتنظيم القادم حديثاً، ومن لم يسلّم بالطاعة لتنظيم كانت المواجهة العسكرية مصيره، مثل قائد المغاوير في الجيش الحرّ عرابة ادريس، الذي رفض مبايعة التنظيم، فاعتقله.

 

سريعاً، نجح التنظيم في التمكن والتمدد في الجرود، على حساب الفصائل الأخرى. وصل الجيش الحرّ إلى مرحلة الإضمحلال، فيما النصرة حافظت على وجودها في مناطق معيّنة، وفي خضمّ حرب التكفير التي شنّها التنظيم ضدها، حافظت على صمتها ورفض أميرها في القلمون أبو مالك التلّي، الدخول في هذه المجابهة.

 

أمام الواقع في القلمون، كان أمير "داعش" أبو بكر البغدادي في حيرة من أمره وفي كيفية التعاطي مع الوضع المستجدّ، خصوصاً مع "النصرة" أو كيفية سيطرة التنظيم على كامل المنطقة هناك. دفع ذلك بالبغدادي إلى إصدار العديد من القرارات لتعيين إما قائد عسكري تارة أو أمير شرعي وفقهي طوراً، وهو ما مهد لاحقاً لخلافات قد تقضي على التنظيم في هذه المنطقة.

 

منذ فترة، أصدر البغدادي قراراً بتعيين أبي عائشة البانياسي، أميراً شرعياً للتنظيم في القلمون. خلف البانياسي، الآتي من خارج القلمون، سلفه أبو الوليد المقدسي، الذي كان أجبر العديد من الفصائل على مبايعة التنظيم فور تعيينه، وسارع إلى تكفير جميع الفصائل التي لم تنضو تحت راية البغدادي، كما أدى ذلك إلى الكثير من التوتر والإشتباكات، ما دفع إلى تعيين البانياسي خلفاً له.

 

لم يمر خبر تعيين البانياسي على خير. اذ أدّى فور الإعلان عنه إلى حصول إنقسامات داخل "داعش"، خصوصاً أنه من المعروف عن البانياسي، قربه من أمير "النصرة" أبي مالك التلّي، وسط إختلاف واضح في توجهات المقدسي والبانياسي، قبل أن تتراكم الخلافات، التي أدت أخيراً إلى اغتيال المقدسي لسلفه في حادثة إطلاق النار على موكبه قبل أيام على معبر ميرا في القلمون. وبعد اغتيال البانياسي، تم تعيين قائد عسكري جديد لـ"داعش" يعرف بأبي السوس، وفق ما تؤكد مصادر "المدن" في المنطقة، وتكشف أنه فور تعيينه قام باعتقال المقدسي وسجنه، خصوصاً أنه أيضاً مقرب من "النصرة" مثل البانياسي.

 

ما يحصل في صفوف "داعش" في القلمون" أدى عملياً الى تشتّته، ويمكن اعتباره، وفق ما تقول "المصادر"، ضربة موجعة قد تقضي على التنظيم في هذه المنطقة. وتلفت المصادر إلى أن هذه الخلافات شجّعت الكثير من الفصائل التي بايعت "داعش" مسبقاً، على الإنشقاق، والعودة إلى الإنضواء أو التحالف مع "النصرة" و"الجيش الحرّ"، خصوصاً أن هذه "الإستفاقة"، بحسب المصادر، تأتي "بعد إكتشاف أن أهداف داعش ليست إسقاط النظام السوري، بل السيطرة على أكبر مساحة ممكنة، لتحقيق مصالح مختلفة عن التي حملوا السلاح بهدف تحقيقها".

 

في المقابل، ينتهز "الجيش الحرّ" وجبهة "النصرة"، هذا الواقع، لتعزيز وجودهما، وبناء قوتهما من جديد، عبر التنسيق مع بعض الفصائل التي بايعت التنظيم سابقاً، بغية استمالتها مجدداً، بعد كل الخلافات التي حصلت بين الكتائب المنضوية في "داعش". وتعتزم "النصرة" و"الحرّ"، بحسب المصادر، إستعادة السيطرة الكاملة على الجرود القلمونية، وتركيز الضربات ضد مواقع النظام و"حزب الله" في المناطق السورية.

 

حتى أبو السوس لا يبدو بعيداً عن هذا التوجه، اذ تفيد مصادر "المدن" أن أبو السوس، يستدعي جميع الفصائل التي تمّت مصادرة سلاحها عند غزوة "داعش"، ويعيد إليها عتادها، وبالأمس خلال اجتماع مع  وعدد من الفصائل، أكد أبو السوس أنه في السابق بايع "داعش" بغية قتال النظام السوري وليس لأجل قتال "النصرة" و"الجيش الحر" وداخل الأراضي اللبنانية.

 

يعاد في القلمون اليوم ترتيب الأوراق من جديد. ترتيب يأتي في توقيت تقرع فيه طبول الحرب الحدودية، ويعيد خلط كل الأوراق، خصوصاً أن هذه التطورات مفتوحة على كل الإحتمالات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها