السبت 2015/06/06

آخر تحديث: 17:41 (بيروت)

"حزب الله" يستعجل التسوية في القلمون

السبت 2015/06/06
"حزب الله" يستعجل التسوية في القلمون
نصرالله يؤكد تراجع الحزب (المدن)
increase حجم الخط decrease

تخف وتيرة معارك القلمون حيناً وتعنف أحياناً، ولا يتوانى “حزب الله” عن اعلان الانتصارات المتلاحقة، في المنطقة الجردية، التي تصل الى حدود جرود عرسال.

الواضح أن ثمة ما يوحي أن هناك خطوة تراجعية اتخذها "حزب الله" بعد كل المواقف المجابهة له والرافضة لدخوله الى جرود البلدة اللبنانية، ووسط هذه المعارك يبرز حديث عن محاولات لإيجاد تسوية في المنطقة تخفف خسائر الطرفين، ولا تخرج عن سياق ترسيم حدود جديدة.

ليس صحيحاً أن قدرة "حزب الله" على التحمل أو تقدمة القرابين، غير محدودة، ففي وقت يتراجع فيه سقف مواقفه المرتفعة والتصعيدية حول سوريا، وحده عداد القتلى يتقدم، اذ إن حجم الخسائر أصبح كبيراً جداً، وهناك الكثير من التساؤلات بدأت تطرح عن الجدوى من كل هذه المعارك والتضحيات التي تقدم على مذبح القلمون وعرسال، فيما النظام السوري في حالة تراجع وانحسار في مختلف المناطق السورية.

المؤكد أنه بالنسبة لـ"حزب الله" فإن معركة القلمون بلا أفق، والنصر ليس حاسماً ولا كاسحاً، وهذا ما جاء باعتراف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، الذي قال إن المعركة تتحدث عن نفسها، وليس هناك مدة زمنية لإنتهائها، ما يعني أنها طويلة، وكل يوم من أيامها سيحمل الكثير من التكلفة.

في ميزان تغيّر الوقائع والقوى، كان نصر الله وعلى مدى السنوات التي سبقت يتحدث عن السيطرة على كامل سوريا، والحسم العسكري. بدا اليوم، أن التراجع أوضح، فغابت الوعود بالإنتصارات الحاسمة، أكثر من ذلك، تحول السيد في خطابه من "سنكون حيث يجب أن نكون، وسنقاتل في مناطق لم نقاتل فيها من قبل"، الى الحديث عن المعارك في القلمون بداية لحماية الأراضي والمناطق اللبنانية من أي اعتداءات، ليصل الأمر اليوم الى الحديث عن تطهير جرود عرسال من قبل الجيش اللبناني.

تعتبر مصادر مطلعة عبر "المدن" أن خطاب نصرالله الأخير، في إحتفال كشافة المهدي، يشير إلى تراجع واضح مشهود بأم العين ومعترف به، وإن غلّفه نصرالله بالحديث الشعبوي المليء بالحماسة، والحث على الإنتصار، وما كلامه الأخير عن أن الحزب لم يقل أنه يريد تحرير عرسال، وليس بحاجة الى مقاتلين، على الرغم من أنه قبل أيام اعتبر أنه في حال لم يقم الجيش بعملية تحرير المناطق الجردية فإن العشائر ستقوم بذلك، وهذا ليس سوى دليل اضافي على التراجع.

وسط هذه التراجعات المرئية تعتبر مصادر "المدن" أنه لا إمكانية للوصول الى حل في تلك المناطق إلّا بالتفاوض، وتشير الى أن هناك بعض القنوات التي فتحت مؤخراً بين الحزب والمسلحين من أجل الانسحاب من المنطقة.

وفي السياق، تؤكد مصادر "جيش الفتح" لـ"المدن"، المعلومات التي تتحدث عن صفقة قيد الإعداد، مشيرة الى أن هذا الطرح جوبه برفض مطلق، وهو لن يحصل الآن، وفي حال كان لا بد منه فسيكون اتفاقاً شاملاً على أمور عديدة.

ووسط هذا الحديث تعتبر مصادر متابعة عبر "المدن" أن "حزب الله" هو من يستعجل تسوية كهذه لتخفيف خسائره التي بلغت منذ شهر وحتى اليوم، ٥٦ قتيلاً بينهم قياديون قضوا في القلمون، ويصرّ على مبدأ التسوية بعد أن رفض الجيش اللبناني خوض معارك لا تصب في مصلحة لبنان وتشتت قواه لخدمة أطراف خارجية.

المؤكد أن هذه المعارك التي تخاض من قبل جميع القوى المتقاتلة على الأرض السورية، تهدف الى رسم حدود نفوذ كل قوة، ففي الشمال يسعى "جيش الفتح" الى السيطرة على أوسع مساحة ممكنة، وتنظيم "داعش" يتوسع من الشرق باتجاه البادية والوسط، فيما النظام يدعّم حدود دولته "المفيدة"، وليس قتال "حزب الله" في القلمون إلا لهذه الغاية، بالاضافة الى حفاظ النظام على مناطقه الساحلية، ولا ينفصل  الساحل والقلمون عن إرسال إيران سبعة آلاف مقاتل للدفاع عن دمشق، لا سيما في ضوء ما يحكى عن معركتها القادمة اذ سيكون الصراع عليها في المقبل من الأيام، وأمام هذه الجغرافيات المبتكرة يسعى الأفرقاء الى الدخول في تسوية ترعاها الدول تحفظ للجميع حدود سيطرتهم، وإن صح هذا الكلام فإن تسوية القلمون قد تكون آتية، بحيث ينسحب المسلحون الى الغوطة تحضيرا لمعركة دمشق، غير المحسومة بعد، لأي جهة، ولن تحسم إلا بالقوة والسيطرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها