السبت 2014/10/25

آخر تحديث: 13:34 (بيروت)

معركة طرابلس انطلقت!

السبت 2014/10/25
معركة طرابلس انطلقت!
مخاوف جدية من تطور الإشتباكات وامتدادها إلى مناطق أخرى لتخفيف الضغط عن مجموعة "داعش" (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

منذ ليل أمس الجمعة تحولت مدينة طرابلس إلى كرة من النار. اشتباكات بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة حولتها إلى عبرا 2 أو عرسال 2 أو نهر البارد 2، وسط مخاوف واضحة من أن يطول أمد المعارك للقضاء على هذه المجموعات خصوصاً أن المسلحين يتحصنون في الأسواق القديمة ذات الكثافة السكانية الأعلى في طرابلس ولبنان.

 

ولفتت مصادر ميدانية مطلعة في طرابلس إلى أن المعركة إنطلقت بعد إلقاء القبض على الارهابي أحمد سليم ميقاتي، المعروف بـ"ابو الهدى"  في الضنية، وبعد أن نفذ الجيش مساء الجمعة سلسلة مداهمات أفضت إلى توقيف مطلوبين من منطقة المنكوبين، ما تطور إلى إطلاق نار واشتباكات عنيفة جداً مع مجموعة مسلحة لم يعرف بعد من يقودها رغم أن البعض يشير إلى أنهما شادي المولوي واسامة منصور، فيما البعض الآخر يؤكد أنهما مقربان من "جبهة النصرة".

 

وأعربت مصادر "المدن" عن مخاوفها من إنتقال التوترات الى مناطق أخرى شمالية أو لبنانية، من قبل خلايا نائمة، من أجل الضغط على الجيش اللبناني في أكثر من منطقة وتخفيف الضغط على المجموعة المحاصرة في الأسواق القديمة، لا سيما في عرسال وجرودها.

 

وصباح اليوم السبت صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، بيان شرحت فيه ملابسات ما حصل، مشيرة إلى أنه "اعتبارا من مساء يوم أمس الجمعة، تعمل قوى الإرهاب على زعزعة الوضع الأمني في طرابلس وإثارة الفتن والتحريض المذهبي، فعمدت إلى نشر عناصر مسلحة في محلة الزاهرية. وعلى الفور تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة واشتبكت مع المسلحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حيث عملت على تطويقهم داخل الأسواق العتيقة. ونتج عن الاشتباكات اصابة 8 عسكريين بينهم ضابط اضافة الى عدد من المدنيين. ولا تزال وحدات الجيش تقوم بتنفيذ عمليات دهم للأماكن المشبوهة بغية توقيف مطلقي النار وإحالتهم إلى القضاء المختص".

 

وكان الوضع إستمر على ما هو عليه طوال الليل بين هدوء نسبي وتجدد للإشتباكات لتستفيق المدينة على حصيلة وقوع أكثر من 13 جريحاً بينهم 4 مدنيين و9 عسكريين بينهم ملازم اول واصابتهم جميعاً طفيفة. في المقابل، لم يعلم بعد عدد الإصابات التي تكبدتها المجموعة الإرهابية نظرا لعدم قدرة الصليب الاحمر على الوصول الى مكان الاشتباكات  بفعل غزارة النيران، لكنه بات من المؤكد وفق مصادر "المدن" مقتل عدد من قادة المجموعة.

 

وعلمت "المدن" أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في الاسواق الداخلية لطرابلس، وتحديدا سوق العريض، خان العسكر، التربيعة، سوق النحاسين، باب الحديد، حيث تحاول وحدات الجيش محاصرة المسلحين داخل الاسواق وتضييق الخناق عليهم بعدما استقدمت تعزيزات للمنطقة بينها طائرات استطلاع تحلق فوق المدينة طرابلس، بعد أن قطعت كافة الطرق المؤدية الى الاسواق.

 

ووفق مصادر ميدانية فقد احكم الجيش الطوق على المسلحين، وسط اصرار على حسم الأمر، رغم التروي بسبب طبيعة المنطقة العمرانية الضيقة والمكتظة بالسكان والتي يصعب فيها دخول الآليات الثقيلة وتسمح لمسلحين بالمناورة والهروب، مرجحة أن تستمر المعركة لأيام، ونافية كل الشائعات التي تتحدث عن توسع رقعة الإشتباكات واستهداف وحدات للجيش خارج نطاق الاسواق الداخلية، واضعة اياها في إطار محاولة توتير الأجواء وزعزعة الثقة وتشتيت الجيش اللبناني.

 

ولفتت المصادر إلى أن حدة الإشتباكات إلى ارتفاع، وانه استخدمت فيها القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة الثقيلة، المتوسطة والخفيفة، وسمع دوي عدد من القذائف الصاروخية اضافة الى رشقات نارية غزيرة، مما سبب حالة من الهلع والنزوح من المنطقة بعد أن خلفت الاشتباكات اضراراً جسيمة في السيارات والمحال التجارية والابنية.

سياسياً، علمت "المدن" أن خطوط التواصل مفتوحة بين أكثر من جهة سياسية وعسكرية، لتأكيد دعم الجيش اللبناني ومنحه الغطاء الكامل في معركته، وتدور هذه الإتصالات بين قيادة الجيش التي تنسق مع رئيس الحكومة تمام سلام ساعة بساعة، وبين دار الفتوى، وقيادات طرابلس السياسية وخصوصاً "المستقبل".

 

ولفتت المصادر إلى أن هذه الإتصالات أفضت إلى عقد اجتماع موسع في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ضم الرئيس نجيب ميقاتي، والنائبين احمد كرامي، ومحمد كباره وعدداً من مشايخ وفاعليات المدينة، بعد أن أعلن عن تأجيل لقاء طرابلس الجامع لإعلان وثيقة السلم الأهلي وثوابت المدينة الوطنية الذي كان مقرراً اليوم، إلى وقت يحدّد لاحقاً، فيما عقد إجتماع آخر في منزل وزير العدل اشرف ريفي، ضم، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، والنواب: محمد كباره، سمير الجسر، بدر ونوس، ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كباره.

 

وبعد الإجتماع، شدد الشعار على "حرص المجتمعين على الامن والاستقرار، واكدوا بحضور الجهات الامنية دعمهم للجيش والقوى الامنية مع الخطط التي يرونها". أضاف: "الجميع اعلن اليوم موقفا واضحا دعما للخطط الامنية ودعما لكل الخطوات، وثقتنا كبيرة بالجيش وحكمته وان طرابلس هي مدينته واهلها عائلته، وثقتنا كبيرة ايضا بالمواطنين الذين سيحسنون التعامل مع السياسيين والامنيين".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها