الثلاثاء 2015/09/01

آخر تحديث: 14:51 (بيروت)

سيناريو العسكر.. المراد الصعب!

الثلاثاء 2015/09/01
سيناريو العسكر.. المراد الصعب!
أوراق تنتظر الحسم (المدن)
increase حجم الخط decrease

ككل الأفرقاء الذين حاولوا الإستثمار السياسي في التحرك الشعبي المدني الذي تضج به بيروت منذ أيام، هناك من حاول الإستثمار فيه لصالح الجيش اللبناني. قد يكون مفهوماً الحماس الشعبي في "لحظة ثورية" أن تنتقل الهتافات من الشأن المطلبي البحت، إلى أمور سياسية وتعديلات دستورية، لكن ما لا يعتبر مفهوماً أو مبرراً وانطلاقاً من مدى انسجام الحراك مع نفسه، أن تبرز أصوات وتصدح هتافات تطالب بحكم عسكري، عبر إستقالة الحكومة وتشكيل حكومة عسكرية أو عبر تنفيذ إنقلاب عسكري يتسلّم السلطة.

من غير الفهوم أو المبرر حتى أيضاً، تخطي الأمر مسألة الهتافات في الساحات، للإنتقال إلى شبه الحملات المنظمة للتسويق لذلك، عبر الصور التي انتشرت في الشوارع تصف قائد الجيش العماد جان قهوجي بالمخلص، في إشارة إليه كخيار وحيد لحلّ الأزمات السياسية التي تعصف بالبلاد.

قبل الدخول في أي نقاش، فإنه من حق أي مستوف للشروط الطموح بالإرتقاء للوصول إلى المنصب الذي يريده، ولا ضير بانتخاب قائد للجيش رئيساً للبلاد، فهي سابقة لها سابقاتها، إنما غير المفهوم، الكلام عن إنقلاب أو عن حكومة عسكرية وما شاكل. ولا يعدّ طموح قائد الجيش بالوصول إلى الرئاسة مخفياً، اسمه متداول بين أسماء المرشحين. وصوره تنتشر وترفع عند كل مفصل أو مفترق.

ولا تخفى موافقة قهوجي على الإستثمار في كل ما يصب في صالحه، إن عبر حسن إدارته لمجمل الأمور ما تبقي علاقاته جيدة مع جميع الأفرقاء، حتى مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في فترة سابقة للتمديد الجديد لقائد الجيش، خصوصاً أن قهوجي كان موافقاً على السيناريو العوني لأنصار الجيش لأنه يخدمه، لكن هذا الامر تغير في ما بعد، إثر قلب البارودة العونية للتصويب على قهوجي بعد التمديد له، واتهامه بالتخاذل في عرسال والجرود.

وسط ذلك، تبرز التسريبات حول جواز تمرير سيناريو لبناني مشابه للسيناريو المصري، أي إستنساخ تجربة المشير عبد الفتاح السيسي على قهوجي، لكن ذلك لا يبدو ممكناً أو قائماً في لبنان لأسباب عديدة. ولا يمكن لعون أن يقبل بقهوجي رئيساً، فعدا عن أنه لا يرى غير نفسه مرشحاً وأهلاً للرئاسة، ويذهب بعيداً في تعطيل الإستحقاق وصولاً إلى طرح نظريات دستورية جديدة تحمل بعض التغيير في جوهر النظام على سبيل انتخاب رئيس من الشعب لعلّ ذلك يلبّي طموحه، وعدا عن ذلك، وليكن من المفترض أن عون بصدد القبول بالعزوف عن معركته الرئاسية الشخصية، والذهاب إلى البحث عن رئيس توافقي، فالأكيد أنه لن يرضى بترئيس قهوجي.

السبب أكثر من بسيط وواضح، لكنه بالنسبة لعون أكثر من جوهري، فمن غير الممكن ان يقبل بترئيس ثلاثة قادة للجيش فيما هو سبقهم في موقع قيادة المؤسسة العسكرية ولم تحالفه الظروف والحظوظ للوصول إلى بعبدا، قد يكون عون عضّ على الجرح بترئيس لحود، وملّح جرحه في الدوحة بإنتخاب ميشال سليمان رئيساً، اما اليوم فهو غير مستعد لذلك، في أعقاب خوضه ما يعتبرها آخر معاركه، وهنا التفريط بذلك ممنوع.

لكن وفق ما ترى المصادر لا يمكن لكل هذه السيناريوهات أن تمر، لأنها في حال حصلت يعتبر "حزب الله" يدق مسماراً جديداً في نعش عون، يضاف إلى المسامير العديدة التي دقّت، من إنتخاب ميشال سليمان رئيساً في العام 2008، إلى التمديد للمجلس النيابي مرتين متتاليتين وصولاً إلى التمديد للقادة الأمنيين، وبالتالي فإن حزب الله بحال السير بهذه الفرضية يكون يقضي على تحالفه مع عون.

إلا أنه في لبنان غالباً ما تعاكس مجريات الأمور التوقعات والتحليلات المنطقية، وعليه تشير مصادر واسعة الإطلاع لـ"المدن" إلى أن الحديث عن سيناريو السيسي في لبنان، جرى على صعد دولية وإقليمية، وتعتبر هذه المصادر أن فترة الشهرين المقبلين قد تكشف المزيد على هذا الصعيد، وعند السؤال عن موقف عون، فتشير المصادر إلى أنه لن يقبل بشيء لكن الأمور ستكون أكبر منه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها