السبت 2018/04/21

آخر تحديث: 07:24 (بيروت)

هكذا تعمل ماكينة التيار بالبترون: المال أقوى من التطوع

السبت 2018/04/21
هكذا تعمل ماكينة التيار بالبترون: المال أقوى من التطوع
لكلّ صوت قيمته في معركة البترون (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

عشيّة الانتخابات النيابيّة، يخوض التيار الوطني الحر معركته في دائرة الشمال الثالثة بكل ما أوتي من قوّة وطاقة، سعياً وراء الحاصل والصوت التفضيلي، وذلك من خلال شدّ عصب جمهوره، وإظهار جهوزيّته واستعداد محرّكه الانتخابي، انطلاقاً من منطق أن معركة اليوم هي معركة رئاسة الجمهورية غداً. لن يقتصر الأمر على ضرورة إثبات الوزير جبران باسيل تمثيله الشعبي في هذه الدائرة فحسب، بل يتعلّق بوجود منافس.

تؤكد مصادر الماكينة الانتخابية للتيار لـ"المدن" أنّ العمل الانتخابي جارٍ على قدم وساق، تماماً كما هو الأمر بالنسبة إلى سائر المناطق والدوائر الانتخابية، وذلك في إطار التصدّي للتسريبات التي تنال من هيبة التيار ورئيسه، وقدرته على مواجهة الاستحقاق بجسم موحَّد متين. ويُتوقّع أن يتجاوز الحاصل الانتخابي في قضاء البترون تحديداً، 12 ألف صوت، خصوصاً أنه من المرجّح أن تنال لائحة "الشمال القويّ" أصوات المقترعين السنة في البترون والكورة، إثر الاتفاق المسبق مع الرئيس سعد الحريري. ويتوقّع أن "تخرق اللائحة في البترون لمصلحة باسيل ونقولا غصن في الكورة، وفي زغرتا لمصلحة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض المتحالف أيضاً مع التيار في سابقة لم يكن يتوقّعها أحد".

ماكينة التيار في حالة جهوزية كاملة. وهي تنهمك بخوض المعركة الانتخابية بنشاط وحماسة واضحين. تعمل ساعات طويلة، لجهة التواصل مع الناس، ومع غرفة العمليات وعمل المندوبين. وتتولّى شرح القانون وآلية الانتخاب وطريقة التصويت، إضافة إلى وضع خريطة توزيع الناخبين السياسية والجغرافية.

إلى ذلك، ترصد ماكينة التيار حركة المرشحين على اللوائح المنافسة، وتراقبهم عن بعد. هي ماكينةٌ "مُتخمة"، محشوّة عناصر بشريّة موزّعين على كلّ شاردة وواردة، هدفهم الرئيسي ضمان حشد الأصوات الانتخابية المؤيّدة. في هذا السياق، تستند الماكينة إلى معادلة حسابية بسيطة مفادها أنه في حال بلغ عديد هذه الماكينة 10 الآف عنصر، فهذا يعني أنه بات في "جيب" محرّك هذه الماكينة 30 ألف صوت مقترع، لأنّ المبدأ المتعارف عليه بين خبراء الانتخابات يقضي بأن يمون كلّ شخص من هؤلاء على شخصين أو ثلاثة من عائلته.

وتكشف مصادر بترونية مطّلعة أنّ "سياسة شراء الأصوات الانتخابية تتكثّف مع اقتراب تاريخ 6 أيار 2018 أي موعد الانتخابات النيابية، وذلك مقابل وعود بتوظيفاتٍ أقلّ ما يُقال فيها إنها عشوائية ولا تراعي معايير الكفاءة، فضلاً عن كل أشكال الرشى الانتخابية الأخرى، التي تتخطّى المعقول، وكلّ ذلك على أمل أن تكلّل هذه العملية بالفوز بمقاعد نيابية".

وفي وقت لوحظ تراجع عدد المتحمّسين للعمل التطوّعي، تحاول قيادة التيار تغطية هذا النقص من خلال مخصّصات سيتمّ دفعها للمشاركين في الماكينة الانتخابية، والتي يتوزّع عملها على الشكل التالي:

- التواصل مع الناخبين والتعبئة، وإصدار الهويات، فضلاً عن العلاقات مع الجمعيات الأهلية والمدنية والفعاليات، وتنظيم المهرجانات واللقاءات للمرشحين.
- جمع الـ"داتا" الانتخابية بكل لوائح الناخبين، أرقام الهواتف، أماكن الإقامة، السجلات العائلية. وتتولى اللجنة المسؤولة عن هذا العمل الاتصال بكل العائلات لتأمين مشاركتهم اقتراعاً.
- متابعة عمل المندوبين.

تجدر الاشارة إلى التأثير المهم لأصوات المغتربين، الذين يبلغ عدد المسجّلين منهم نحو 3 آلاف ناخب بتروني مغترب، إلى جانب أصوات السنة والشيعة على مستوى الصوت التفضيلي، التي من شأنها أن تنعكس على الحاصل الانتخابي لأي لائحة، علماً أن هذه الأصوات قد تتوزّع على اللوائح الأربع بنسب متفاوتة. أما عدد ناخبي القضاء فيبلغ نحو 60128 ناخباً، منهم 41964 موارنة، 10070 أورثوذكسياً، 1994 كاثوليكياً، 3764 سنياً و1034 شيعياً.

في المحصّلة، لا شكّ أنّ لكلّ صوت قيمته في معركة البترون، لأنّ عدداً قليلاً من الأصوات قد يغيّر المعادلة. ويحذّر الخبراء من المبالغة في التفاؤل أمام الرأي العام بنتائج التيار بعد الانتخابات. ما قد يؤدي إلى إحداث صدمة سلبية بين المواطنين ويساهم في إحباط الناس إذا لم تأتِ النتائج على مستوى التوقّعات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها