السبت 2018/04/21

آخر تحديث: 07:11 (بيروت)

اتصالات هاتفية من سوريا لناخبين في عكار.. ماذا تطلب؟

السبت 2018/04/21
اتصالات هاتفية من سوريا لناخبين في عكار.. ماذا تطلب؟
يُنتظر من الانتخابات المقبلة أن تنهي أسطورة "البلوك العلوي" (بشير مصطفى)
increase حجم الخط decrease

يتحدث لبنانيون زاروا أملاكهم في سوريا أخيراً أنهم تلقوا اتصالات من جهة أمنية هناك، دعتهم إلى التعاون في موضوع الانتخابات في عكار من دون تحديد الجهة الواجب التصويت لها، ورد الجميل إلى سوريا، التي حافظت لهم على أملاكهم خلال فترة الحرب. هذه الواقعة تفتح المجال أمام الحديث عن الأوراق التي يمكن للنظام في سوريا استخدامها خلال الانتخابات، خصوصاً أن القانون الحالي يسمح لكل فئة تملك بلوكاً أو كتلة تصويتية وازنة ومتماسكة بالتأثير على النتائج.

اللبنانيون المقيمون في سوريا
في سوريا آلاف المواطنين الذين يحملون الهوية اللبنانية. لكن، قُدر لهم أن تقع بلداتهم داخل الحدود السورية على غرار أهالي دبين. ويمارس هؤلاء حياتهم الطبيعية داخل الأراضي السورية، وقد اعتاد من يعمل في لبنان منهم على الانتقال بصورة يومية عبر معبر العريضة وتسجيل إسمه عند الدخول والخروج.

استفاد هؤلاء من التقديمات التعليمية والطبية التي تمنحها الدولة السورية لمواطنيها، باستثناء الوظيفة العامة. ويمتازون عن المواطن السوري بعدم تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية. ويقدر عدد الناخبين من هؤلاء، الذين سينتقلون إلى لبنان للاقتراع، بستة آلاف صوت من الطوائف المسيحية والعلوية والسنية. ومن البديهي أن يتأثر هؤلاء بالنفس السوري. ويتنافس على هؤلاء كل من اللائحة المدعومة من 8 آذار ويترأسها وجيه البعريني، ولائحة تحالف التيار الوطني الحر وتحديداً المرشح محمد يحيى، ابن وادي خالد، الذي يملك شقيقه مصطفى استثمارات ضخمة، من دون أن يستثنى المرشح على لائحة تيار المستقبل محمد سليمان من هذه الأصوات. وهو يملك علاقات وثيقة مع اللبنانيين في سوريا من أبناء العشائر وفئة المجنسين.

ويمكن لهؤلاء التأثير في الحاصل الانتخابي للوائح المتنافسة، التي لها تأثير في سوريا، كما في اعطاء الأولوية للمرشح الذي سيمنح الأصوات التفصيلية.

البلوك العلوي
عند كل انتخابات تتوجه الأنظار إلى ما يسمى القرى العلوية في عكار، التي يبلغ عددها 17 قرية. وتلمس بين الناخبين في هذه القرى نوعاً من اللامبالاة بالانتخابات المقبلة، لأن الجنة مقفلة في وجههم منذ سنوات. كما أن تيار المستقبل تجاوزهم وصادر مقعدهم بتسمية طرابلسي، هو خضر حبيب، على غرار ما كان يحصل معهم إبان الوجود السوري، عندما كان النظام يسمي لهم عبدالرحمن عبدالرحمن وعلي عيد من دون العودة إليهم.

ويُنتظر من الانتخابات المقبلة أن تنهي أسطورة "البلوك العلوي"، الذي يترجم رغبة سوريا من دون الإلتفات إلى مصالح أبناء القرى العلوية في سهل عكار، التي يتجاهلها نواب المنطقة. وكذلك التأكيد أن "العلويين مواطنون لبنانيون أصليون"، ولديهم إيمان بأن "الاستعمار يهدف إلى تقسيم بلاد الشام خدمةً لمصالحه".

الأوساط العلوية والمفاتيح الانتخابية لا تتردد في تقديم حساب انتخابي بعيد من "الألو السورية". إذ تتوقع أن تنقسم فئة 13 ألف صوت بين حسن سلوم، إبن بلدة العريضة، المتحالف مع وجيه البعريني، ومصطفى الحسين، ابن بلدة الحيصة- تلعباس الغربي، المرشح على لائحة التيار الوطني الحر، وسيكون صاحب الحصة الأكبر. وتتوقع أن يحصل خضر حبيب على نحو ألف صوت. أما محمد رستم، الموجود على لائحة لبنان السيادة، فسيحصل على حصة من أصوات بلدة عين الزيت، لأن "بلدات السهل لا تحب خطاب أشرف ريفي".

ويستغرب العلويون اتهامهم علناً بالتبعية إلى سوريا. ويردون على هذا الاتهام بتوجيه اتهام إلى الرئيس سعد الحريري بالتحالف في عكار مع المرشح محمد سليمان، من أجل الدخول خلسة في عملية إعادة الإعمار في سوريا.

ولا يمكن حصر التأثير السوري باللبنانيين المقيمين داخل حدودها، أو بفئة وازنة من الطائفة العلوية. فالنظام يملك حلفاء، وليس مجرد "ودائع"، أقله في 3 لوائح رئيسية في دائرة الشمال الأولى. وهؤلاء قادرون على توجيه حركة الناخبين بطرق شتى ضمن لعبة المصالح المشتركة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها