الثلاثاء 2018/04/17

آخر تحديث: 07:51 (بيروت)

إيران ترد على حصارها في سوريا.. من جبهة لبنان؟

الثلاثاء 2018/04/17
إيران ترد على حصارها في سوريا.. من جبهة لبنان؟
هل تفتح إيران الجبهة في لبنان؟ (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن ما قبل ضربة مطار التيفور العسكري ليس كما بعده. واعتبر أن إسرائيل وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع إيران، التي ستردّ بالتأكيد على استهداف قواتها في سوريا. لا يمكن أن تمرّر إيران هذا الاستهداف دون ردّ، لكنها تتحيّن الفرصة واللحظة المناسبتين لذلك. تتضارب التقديرات إزاء الوضعية الإيرانية في سوريا. وفيما هناك من يرى صعوبة في تحجيم نفوذها، ثمة من يعتبر أن التصعيد ضدها بدأ وسيستمر.

تحصل بعض المتغيرات على الأرض السورية. من الواضح توسع النفوذ الروسي السياسي والميداني. منذ سقوط حلب، بدأ وضع خطوط حمر أمام الإيرانيين، فمنعت طهران من السيطرة على الأحياء الشرقية في المدينة. وقد دخلت قوات من الشيشان بالتنسيق بين الروس والأتراك. هذا النموذج تعمم في المعارك الأخيرة. فالشرطة العسكرية الروسية هي التي دخلت الغوطة، ولم تدخل إيران أو حلفاؤها. ولم تشارك إيران في معارك الغوطة، فيما هناك معلومات تفيد بضغط لانسحاب حزب الله من الزبداني ومضايا، لتقويض الوجود الإيراني في سوريا.

في المقابل، تستعد إيران لخيارات الردّ، وهي تدرس أكثر من احتمال لذلك. منها فتح الجبهة في لبنان، لأن فتح جبهة في سوريا أصبح صعباً إلى حدّ ما، في ظل التسيد الروسي. من بين الخيارات الإيرانية في لبنان، إلى جانب الخيار العسكري، هو الحصول على عدد كبير من النواب من مختلف الطوائف، بحيث تحظى بالأكثرية، للتقدم بإقرار قانون يشرّع وجود حزب الله ويحمي سلاحه ويبقيه رديفاً شرعياً للجيش اللبناني، على غرار النموذج العراقي. وذلك لمواجهة الضغوط التي تتعرض لها مع الحزب من جانب الأميركيين. ويعتبر البعض أن إيران لن تستطيع إطالة أمد الردّ، لأن الوقت ليس لمصلحتها، خصوصاً إذا ما استشعرت زيادة في تقلّصات نفوذها. إذ إن روسيا تتقدّم على حسابها. وهنا، يُطرح سؤال أساسي إذا ما ستلجأ طهران إلى قلب الطاولة في لبنان.

من بين الخيارات، العمل في اتجاه الجنوب السوري. تتجه إيران إلى الردّ في جنوب سوريا، لكن هذا الرد لن يكون قريباً بالنسبة إلى وجهة النظر هذه. هناك نصائح تتلقاها طهران، لا سيما من موسكو، بشأن ضرورة الحفاظ على الاستقرار في سوريا. في المقابل، تلفت المصادر إلى أن الإيرانيين وضعوا خطة عسكرية جديدة لسوريا. فبعد الغوطة، هناك توجه نحو الحجر الأسود وبابيلا، وفي اتجاه القلمون الشرقي بعدهما. وفيما بعد إلى إدلب، إذ إن الإيرانيين يهتمون بانهاء ملف كفريا والفوعة وفك الحصار عنهما.

لكن هذا لا يعتبر الردّ الإيراني على ضربة التيفور، إذ تحرص طهران على أن يكون الرد في جنوب سوريا. ولكن بعد ضربة التحالف هناك معطيات تشير إلى أن إسرائيل ستستكمل ضرباتها واستهداف مواقع لحزب الله وإيران في سوريا. قد تكون إسرائيل هي المايسترو في المرحلة المقبلة. تحت شعار إخراج إيران من الملف السوري. وهذا، إذا ما توسع، قد يمتد إلى لبنان وقد يُطلب من حزب الله الردّ في لبنان، لأن إيران لن تسلم بالخروج من سوريا.

ولكن للضربة الثلاثية مفاعيل سياسية، وفق ما يعتبر البعض. وهي إعادة النظام على طاولة التفاوض وفق مندرجات جنيف واحد، فيما محور روسيا وإيران يعتبر أن الحل السياسي أوقف. يتلاقى ذلك مع انتهاء ظاهرة أمراء الحرب، بعد سقوط قلاعهم كأحجار الدومينو، لا سيما جيش الإسلام في الغوطة. وهذه ستشكّل مناسبة لعدم قبول ذرائع النظام الرافض العودة إلى بحث الحل السياسي، والنقاش القانوني عبر تلطيه خلف شعار محاربة الإرهاب.

تنطوي المرحلة أيضاً على عودة المجتمع الدولي إلى الاهتمام بالشأن السوري، تترافق مع سعي حثيث لإعادة السعودية بقوة إلى الساحة السورية، تزامناً مع المفاوضات التي ستبدأ لتسليم ريف درع الشرقي وريف حمص الشمالي إلى روسيا. وهذا ما سيظهر في الأيام المقبلة، سواء أكان عبر التفاوض أو عبر توجيه ضربات.

هذه التطورات كلها غير مناسبة بالنسبة إلى الإيرانيين. فهم يقودون المعارك. ففي حلب التي قاتلت إيران فيها بشراسة، انتهت المعارك مع دخول قوات عسكرية روسية بالتنسيق مع الأتراك. وهذا يعني فشل إيران في السيطرة على مناطق عدة. وهو مؤشر يُبنى عليه في مسألة مواجهة سيطرة إيران بعد التغييرات الديموغرافية. وهناك مزيد من التسويات ستحصل على حساب النفوذ الإيراني. عليه، لا بد من انتظار الردّ الإيراني، الذي غالباً ما ينطوي على مفاجآت.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها