الأحد 2018/04/15

آخر تحديث: 09:17 (بيروت)

بيروت1: لهذه الأسباب لائحة "كلنا وطني" ستخرق

الأحد 2018/04/15
بيروت1: لهذه الأسباب لائحة "كلنا وطني" ستخرق
توافق ضمني داخل التحالف بأن يمنح كل طرف أصواته التفضيلية لمرشحيه (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

تبدو الماكينة الانتخابية للقيادي السابق في التيار الوطني الحرّ زياد عبس واثقة ليس من خرق لوائح قوى السلطة في دائرة بيروت الأولى فحسب، بل تعتبر أنّ لائحتها منافسة في تقاسم المقاعد. فمنذ مدة تنشط على جبهات عدّة، من إعداد وتدريب المندوبين إلى التواصل مع الناخبين ومعرفة احتياجاتهم.

ووفق مدير الماكينة الانتخابية لمجموعة صحّ، نزار رمّال، يتألّف عمل الماكينة من أقسام عدّة: تدريب المندوبين تحضيراً ليوم الاقتراع والتواصل مع الناخبين عبر عقد لقاءات انتخابية، واجراء الحسابات الانتخابية على الأرض المتمثّلة بتحديد ومعرفة الناخبين المناصرين أو المقربين ومناصري اللوائح المنافسة، وصولاً إلى المترددين للعمل على اقناعهم في المشاركة في الانتخابات. ويتضمن العمل شقاً لوجستياً لإرشاد الناخبين وتأمين انتقالهم يوم الاقتراع، لاسيما كبار السن أو الذين يعيشون خارج العاصمة. إذ تصل نسبتهم إلى نحو 30% من العدد الكلي للناخبين في دائرة بيروت الأولى.

تشمل دورات تدريب المندوبين التعرف إلى القانون الانتخابي وكيفية التعامل يوم الاستحقاق داخل أقلام الاقتراع وخارجها ورصد المخالفات والانتهاكات التي قد تحصل، وكيفية احتساب الأصوات خلال عملية الفرز. أما في ما يتعلق بالناخبين فتكتفي الماكينة الانتخابية بتمرير رسائل سريعة لهم في شأن كيفية الاقتراع وتنبيههم لتفادي بعض الأخطاء التي قد يرتكبونها خلال عملية الاقتراع.

يعتبر رمّال أن القانون الجديد ينتهك حقوق المواطن بأمور عدة. أولاً، حجم الدوائر الانتخابية لناحية عدد المقاعد والناخبين يجعل مرشحاً يفوز بنحو 6 آلاف صوت فقط بينما يحتاج مرشح آخر لنحو 23 ألف صوت. ثانياً، اعتماد الصوت التفضيلي ضرب عملياً فكرة "اللائحة" لكون الأخير نقل التنافس بين المرشحين إلى داخل اللائحة الواحدة. ليس هذا فحسب بل الطرف الذي يملك الكتلة الناخبة الأكبر داخل التحالف يقرر عملياً مصير فوز مرشحي بقية الحلفاء على ذات اللائحة. إلى ذلك خلق الصوت التفضيلي اشكالية حتى داخل الحزب الواحد الذي لديه أكثر من مرشح على اللائحة نفسها، لناحية كيفية توزيعه عليهم.

هذا الأمر، وفق رمّال، جعل جميع المرشحين منشغلين في كيفية الحصول على الصوت التفضيلي. حتى أن بعضهم رفع لافتات وصوراً كتب عليها "اعطيني صوتك التفضيلي" أو "من فضّلك صوتك فضّلني"، متناسين البرامج الانتخابية في توجههم للناخبين. أما بالنسبة إلى "صح" فلن تواجه مشكلة في توزيع الصوت التفضيلي في بيروت الأولى لكون نصيبها من لائحة "كلنا وطني" هو مرشح واحد. فالمجموعات التي شكّلت هذه اللائحة عملت في الآونة الماضية على توحيد الماكينات الانتخابية للمجموعات الثلاث الأساسية مثل "صح" ومجموعة "لبلدي" وحزب "سبعة".

لكن هناك توافقاً ضمنياً داخل هذا التحالف بأن يمنح كل طرف أصواته التفضيلية لمرشحيه. على مستوى توزيع الأصوات تعمل كل مجموعة على مناصريها وناخبيها، لكن في ما يتعلق بالحملات الانتخابية فجميع المجموعات تعمل للائحة ككل. وعلى مستوى يوم الاقتراع ستكون هناك ماكينة انتخابية واحدة تعمل للّائحة، سواء أكان على مستوى المندوبين (نحو 280 مندوباً) أو على مستوى تقاسم العمل في جميع أقلام الاقتراع. قد تواجه مجموعة "لبلدي" مشكلة في توزيع الصوت التفضيلي، لاسيما أن لديها 5 مرشحين من أصل 8 على اللائحة. لكن المجموعة قد تلجأ إلى الاستراتيجيات التي تلجأ إليها الأحزاب عادة في تقرير من يكون "الحصان الرابح" لمنحه الصوت التفضيلي، كما يؤكد رمّال.

طلبت المجموعات المنضوية في اللائحة اجراء استطلاع رأي وستصدر نتائجه في غضون أسبوع، لكن معطيات الماكينة الانتخابية ترجّح فوز اللائحة بمقعدين مضمونيين وسيكون هناك منافسة شديدة على مقعد ثالث. هذا التفاؤل، وفق رمّال، مردّه إلى كون أهالي بيروت اختبروا أحزاب السلطة على مدى 30 عاماً ولم يأتوا إلا بالخراب للبلد والنفايات والأمراض، وبالتالي ردّهم سيكون في 6 أيار 2018.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها