ما هو سر ماكينة العزم في طرابلس؟

مع اقتراب العدّ العكسي لاستحقاق 6 أيار 2018، تتحضر الماكينة الانتخابيّة لتيار العزم في دائرة الشمال الثانية لخوض معركتها لترسيخ زعامة رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، بنيله لقب "زعيم السنّة الأول" شمالاً.

يعتبر العزميون أنّ رئيسهم هو الأول في المدينة منذ سنوات، وأنّ لا أحد يُنافسه على موقعه ومكانته. وانتخابات 2018 بالنسبة اليهم، ليست أكثر من معطفٍ آن أوانه لترسيخ هذه الزعامة رسمياً وبرلمانيّاً، ووضع حدٍّ للتهميش والإقصاء، لاسيما أنّ ميقاتي يخوض معركة العزم من دون التحالف مع أحد، بهدف تشكيل كتلة نيابية خاصة به.

ويبدو أن الماكينة الانتخابية للعزم مطمئنة إلى إمكانيّة نيل ميقاتي "الرقم واحد" في نسبة الأصوات في دائرة الشمال الثانية. وتشير مصادر الماكينة، لـ"المدن"، إلى أنّها أصبحت جاهزة بالكامل. "لو بكرا الانتخابات نحنا جاهزين"، رغم أنّ مرحلة العمل في الشارع لم تنطلق بعد عند جميع اللوائح. المندوبون جرى تدريبهم وهم أكثر من 1400 مندوب، وهناك نحو 15 ماكينة انتخابية تتوزع على المناطق. لكن، ما هو النهج الذي تتبعه الماكينة العزمية في عملها؟ يكتفي المصدر بالإشارة إلى أنّ نهج العمل في ماكينتهم يعتمد على مبدأ "تنظيم الخلايا البشرية". إذ "ثمّة تفاصيل في العمل هي بمثابة سرّ الطبخة الناجحة الذي لا نستطيع البوح به".

دروسٌ كثيرة تعلمتها الماكينة الانتخابية للعزم من تجاربها السابقة، وآخرها الانتخابات البلدية. سابقاً، كانت الماكينة تعمل على صعيد مركزي. والآن، تعتمد اللامركزية في استراتيجيتها الجديدة. وبعدما كانت تربط عدداً من المناطق بمسؤولٍ واحد، لم يعد هناك ما يُسمى بـ"رئيس المنطقة"، إنّما هناك مسؤولون عدّة في كلّ منطقة، يتولى كلّ واحد منهم العمل مع جماعته، حتى تكون النتائج مضمونة وهامش الخطأ فيها ضيقاً. أمّا في ما يخص الصوت التفضيلي، فـ"قد يكون هناك عملية لتوزيعه على المرشحين"، رغم أنّ أولوية العزميين هي نيل ميقاتي أعلى نسبة أصوات تفضيلية. و"إذا صحّت تقديراتنا واستمر العمل على الوتيرة نفسها، نضمن فوز اللائحة بحاصلٍ يؤهلها إلى كسب 4 أو 5 مقاعد".

تدرك ماكينة العزم أنّ الوضع في المنية والضنية لا يشبه طرابلس. إذ "ندخلهما للمرة الأولى انتخابياً. ومهما كانت النتيجة فيهما نعتبر أننا كسبنا، حيث نؤسس لوجودنا السياسي فيهما". وما يساعد العزم على ذلك، هو أنّ قوى 8 و14 آذار انقسمتا في هذه الدائرة، وتحديداً تيّار المستقبل الذي شهد انشقاق أسماء ومفاتيح بارزة، سيستفيد العزم منها، خصوصاً مع انضمام النائب كاظم الخير إلى لائحته.