إقفال مدرسة زوطر الشرقية.. لماذا؟

قبل نحو شهرين من انتهاء العام الدراسي، اتخذت المنطقة التربوية في النبطية قراراً بإقفال مدرسة زوطر الشرقية الرسمية، وتوزيع تلاميذها وأساتذتها على القرى المجاورة للبلدة كشوكين ومفيدون، وأبقت على تلاميذ الروضات فحسب. فكيف لمدرسة في جنوب لبنان لم تُقفل في زمن الحرب الأهلية والحروب الإسرائيلية أن تقفل في منتصف العام الدراسي؟

وفق سكان البلدة، قرار الإقفال هو بسبب خلاف داخل حركة أمل على اسم المدير الجديد للمدرسة، بعدما أُحيل مديرها السابق على التقاعد. ويسأل السكان: "من سيتحمل تكاليف النقل إلى مدرسة ثانية بسبب ما فُرض علينا من قبل المعنيين في البلدة، وهل علينا أن نكون خاضعين لقرارات حزبية من دون حسيب أو رقيب؟". إذ تصل قيمة نقل التلميذ الواحد إلى المدارس المجاورة نحو 50 ألف ليرة شهرياً.

ترفض بلدية زوطر الشرقية الحديث عن خلاف داخل حركة أمل أدى إلى إقفال المدرسة، مرجعةً السبب إلى قلة عدد التلاميذ المسجلين في المدرسة، وتكبد الوزارة تكاليف مالية كبيرة. ووفق رئيس البلدية وسيم إسماعيل، يبلغ عدد التلاميذ نحو 110 تلاميذ، معظهم من السوريين. ويُشير إسماعيل إلى أنه طلب موعداً من وزير التربية مروان حمادة لمحاولة إعادة فتح المدرسة، لكونها كانت من أفضل المدارس في المنطقة، وتخرّج منها العديد من المعلمين والأطباء والمهندسين.

ولدى سؤال "المدن" عن سبب تأخر المنطقة التربوية بإتخاذ قرار الإقفال، إذ إن عدد التلاميذ معروف منذ بدء العام الدراسي، يقول إسماعيل إنه "بسبب تطبيق وزارة التربية سياسة الحد من الهدر والفساد في المؤسسات التابعة للدولة. وستسعى البلدية إلى مساعدة الأهالي بدفع جزء من تكلفة النقل إلى المدارس المجاورة".

لكن، لوزارة التربية رواية أخرى. ووفق ما يقول مصدر في الوزارة، لـ"المدن"، فإن قرار الإقفال وتوزيع التلاميذ على مدارس أخرى يعود إلى تراجع أداء التعليم في المدرسة، والعدد القليل للتلاميذ اللبنانيين.

ويفسر المصدر التأخر في الإقفال إلى عدم تقديم مدير المدرسة السابق عدد تلاميذه الحقيقي إلى المنطقة التربوية في النبطية. وينفي المصدر التدخل السياسي في ملف المدرسة، مشيراً إلى أن الهمّ الأساسي للوزارة هو إنقاذ العام الدراسي وإيجاد حل للتلاميذ لإكمال عامهم الدراسي. ويؤكد أن قرار الإقفال سيكون حتى العام الدراسي المقبل، إذ سيصار إلى تعيين مدير جديد وكادر تعليم ينهض بمستوى المدرسة.