الأحد 2018/03/04

آخر تحديث: 07:22 (بيروت)

هكذا تستعد القوات للانتخابات النيابية

الأحد 2018/03/04
هكذا تستعد القوات للانتخابات النيابية
أنشأت القوات أكاديمية عمل متخصصة للانتخابات
increase حجم الخط decrease
لم يكن مَسار الإعداد للانتخابات النيابية لدى حزب القوات اللبنانية وليد الأسابيع الفائتة، بل هو بدأ عمليّاً منذ أكثر من سنتين.. وكان هذا المسار منقسماً الى حدثين رئيسيين، تمثّل الأول بمواكبة عملية قانون الانتخابات الجديد، والذي كان للقوات بصمات واضحة في إنجازه بالشكل الذي أُنجِز فيه، ولو أنّ لها بعض الملاحظات عليه لأنه كان موضوعاً تفاوضياً مع بعض الأفرقاء السياسيين.. أمّا الحدث الثاني فتمثّل بتطوير العمل الانتخابي إبتداء من المرحلة التي سبقت الانتخابات البلدية، هذا ما أكّده رئيس جهاز الانتخابات في القوات جان خشّان، الذي أضاف: "طوّرنا منهجية العمل والإعداد للانتخابات، من خلال تَجزيء هذا الموضوع إلى مسارات عمل داخلية: إعداد المرشحين، استراتيجية الحملة الإعلامية والدعائية التي من المُفترض أن تواكب عملية الترشيح، إعداد فرَق العمل من مندوبين وكل المعنيين بالعملية الانتخابية وخصوصاً ما يتعلّق بالاعتناء  بالإحصاءات وإجرائها بالشكل المطلوب.. وكان من نتيجة عملنا هذا أنّ الحلقات الأولى من التركيبة الحزبية أصبحت جاهزة لكي تخوض المعترك الانتخابي".

ومن المعروف أنه على مستوى المرشحين، كانت القوات السبّاقة بإعلان مرشحيها في مختلف المناطق اللبنانية، كما أنها أقامت مؤتمرات تنموية عدة، لاقتناعها بأنّ المرشّح الحزبي يجب أن يكون مؤتمناً على رؤيا يكون جزؤها الأساسي وطنيّاً، كما أنه يجب أن يحمل الهموم المناطقية للمحيط الذي سيمثّله مستقبلاً في البرلمان. لذلك، طلبت القوات من الخبراء أن يُشَرّحوا وضع كل منطقة لكي يكون المرشحون عنها مُتيقنين بأنهم في المرحلة المقبلة سيشتغلون على تحقيق هذه المشاريع.

وعن وقائع العمل الانتخابي اليومي لماكينات القوات، يوضح خشّان: "بمجرّد ما يرشّح الحزب شخصاً في منطقة ما، يتكوّن إلى جانبه فريق عمل حزبي، ويكون مخوّلاً بأن يُشَرّح للمرشّح خصوصية كل منطقة ويطّلع على هموم الناخبين فيها وهواجسهم، ويقوم بتحضير مسودة مشاريع وأنشطة إنتخابية للتواصل معهم". ومن المعلوم أنّ فرَق العمل الاحصائية في حزب القوات تقوم بعمل يومي، سواء أكان هذا العمل مباشراً أم من خلال شركات وسيطة، لكي يكوّن الحزب فكرة واضحة كيف يمكن أن يستثمر تحالفاته". أمّا في خصوص المسار الإعلامي فقد انكَبّت القوات على حملة تدريبات مركزية لكي تواكِب قاعدتها مرشّحي الحزب. وهذا ما حصل على مستوى فرق العمل الانتخابية، التي خضع مسؤولوها لتدريبات لأدوارهم العملانية قبل الانتخابات النيابية وخلالها وبعدها، أي عند تحليل نتائجها.

وعلى صعيد المناطق اللبنانية كلها، فإنّ القوات طوّرت، في السنتين المنصرمتين، كل تركيبتها الحزبية من المركز إلى المنسقية، واستحدثت مراكز لكي تساعد بكل ما هو مطلوب انتخابياً. فأصبح لديها في لبنان 26 مكتباً انتخابياً، تتوزّع المسؤوليات في كل مكتب على 11 شخصاً، يشغلون مواقع إدارية (نائب رئيس المركز، أمين السر...) وعملانية (مسؤول عن المعلوماتية، ومسؤول عن الاحصاءات، إضافة إلى مسؤولين عن الشؤون القانونية والنقليات واللوجستية والمندوبين...). وبدلاً من أن تخلق هيكلية انتخابية في كل مركز، ركّبت "قبّعة إدارية" لمجموعة هذه المراكز، وأطلقت عليها اسم "المحور". ولقد قسّمت هذه "القبّعة الإدارية" عملياً إلى 158 محور عمل في لبنان.

أمّا بالنسبة إلى بشري، مسقط رأس رئيس القوات سمير جعجع، فلقد أوضح المهندس جوزف اسحاق، مرشّح القوات في بشري وقضائها بدلاً من النائب إيلي كيروز، أنّ منطقة بشري والقضاء قسّما اإلى "مَحاور" عدة، يضمّ كل محور 4 أو 5 قرى تِبعاً لمساحتها وأهميتها. وهناك منسّق مسؤول عن كل محور يتعاطى بشكل شبه يومي مع المرشح اسحاق ويطلعه على كل تفصيل يحصل في محوره، ويحضّر معه مشاريع مستقبلية.

وقد أنشأت القوات أكاديمية عمل متخصصة للانتخابات في جهاز الانتخابات، وهذه الأكاديمية تهتم بتدريب الكوادر البشرية، كلّ في نطاق عمله، لكي تقدر أن تواكب الانتخابات وتنفّذ المطلوب منها قبل المرحلة الانتخابية وخلالها وبعدها.

وعندما يصل الحديث عن البرنامج الانتخابي، يجيب خشّان: "برنامجنا الانتخابي سيكون مقسّماً إلى جزءين أساسيين: الأول، خطاب القوات الوطني وجملة المبادئ السيادية التي كنّا وما زلنا ننادي بها ونقوم بتنفيذها. والثاني، الهامِش المَناطقي الذي نترك فيه الأمور للمرشحين لكي يَرتأوا هم بأنفسهم جملة الشعارات التي تتواءم مع مناطقهم". أمّا الشعار المركزي الذي سيُظهِّر عملياً الموقف القوّاتي من هذه الانتخابات بشكل خاص ومن بناء الدولة بشكل عام، فلقد خَصّص الحزب له ورشة عمل داخلية مركزية تشتغل لكي تترجمه بكلمات وعبارات تعكس فِكر الحزب ورؤيته... وهذا يعني أنّ الشعار الإنتخابي للقوات، والذي سيُطلقه الحزب قبل العملية الاقتراعية، ما زال قيد الدرس والبحث.

تبدو القوات مؤسسة "تشتغل" الانتخابات النيابية بمنهجية واحتراف. فهل ستنجح في إيصال مرشّحيها إلى البرلمان؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

مقالات أخرى للكاتب