لماذا سيستقيل رئيس بلدية صيدا محمد السعودي؟

يجزم مقربون من رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي أنه قرر الاستقالة من موقعه، لا لسبب سياسي إنما لأنه يريد أن يرتاح ويعيش حياته بعيداً من المسؤوليات. الريس، الذي أطفأ قبل أيام شمعته 79، لم يضرب موعداً محدداً لخروجه من القصر البلدي. فهو يريد قبل المغادرة انجاز الملفات العالقة وحلها، مثل مشكلة جبل العوادم والميناء التجاري وتشغيل المستشفى التركي. عندها، ستكون ساعة الصفر لتركه الطوعي رئاسة البلدية.

لكن، قد يحتاج حل هذه الملفات إلى أشهر وسنوات. غير أن مقربين من السعودي يقولون عكس ذلك. إذ باتت جميعها قاب قوسين أو أدنى من التحقق.

وسياسياً، يُسأل هل لتغير خريطة التحالفات الانتخابية النيابية، التي فرقت عشاق تحالف ثلاثي جمع في الانتخابات البلدية العام 2016 تيار المستقبل والجماعة الإسلامية والرئيس الأسبق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري، علاقة في استقالة السعودي، خصوصاً في ظل احتمال انعكاس ذلك على مستقبل المجلس البلدي وعمله وتجانسه؟ ينفي المقربون هذا الأمر. فالقرار متخذ منذ وقت طويل ولا علاقة له بالسياسة. فهو يريد التفرغ أكثر لعائلته. ويشير هؤلاء إلى أن السعودي لم يكن راغباً في الأساس بالترشح لولاية جديدة للمجلس البلدي، لكن الظروف حينها أملت عليه الترشح وخوض الاستحقاق بناءً على تمنيات عدة.

عندما يترجم الريس رغبته بالاستقالة ستفتح معركة خلافته. لكنها لا تبدو شاقة أمام تيار المستقبل، الذي لن يذهب إلى تسويات في هذا الشأن، طالما أنه يضمن أكثرية عددية داخل المجلس البلدي المؤلف من 21 عضواً بمن فيهم الرئيس. وهو يعيد ترتيب الأوراق، خصوصاً مع خسارته المتوقعة مقعد نيابي من مقعدي صيدا النيابيين. بالتالي، يفترض أن يحل منسقه في صيدا والجنوب ناصر حمود (شقيق رئيس تجمع علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود) مكان السعودي رئيساً للبلدية.

ويقول المقربون من السعودي إن الكلام عمن هو خليفة السعودي سابق لأوانه. لكن في الأصل يفترض أن يستلم الرئاسة نائب رئيس البلدية إبراهيم البساط، فهو مؤهل لذلك، ويملك المواصفات المطلوبة، لا أن يكون الرئيس حزبياً مستفزاً فئة واسعة من الصيداويين.

قبل أيام زارت النائب بهية الحريري السعودي. وكذلك فعلت الجماعة الإسلامية. وتردد أن الطرفين تمنيا عليه التريث وتأجيل اتخاذ قراره. وقد حاولت "المدن" الاتصال بالسعودي، الموجود خارج لبنان، لمعرفة حقيقة موقفه هذا. فباءت المحاولات بالفشل.