الأربعاء 2018/03/21

آخر تحديث: 10:45 (بيروت)

بعد الانتخابات: ماذا سيجري بين حزب الله وباسيل؟

الأربعاء 2018/03/21
بعد الانتخابات: ماذا سيجري بين حزب الله وباسيل؟
يرفض عون البحث في الاستراتيجية الدفاعية خارج الحكومة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
رغم أن الرسائل الدولية الموجهة إلى لبنان كانت واضحة في مؤتمر روما 2 لدعم الأجهزة الأمنية، إلا أن هذه الرسائل ستتعزز في المؤتمرات المقبلة، وأولها مؤتمر سيدر 1. يريد المجتمع الدولي من لبنان تطبيق النأي بالنفس، والإتفاق على الاستراتيجية الدفاعية، ليحصل لبنان في المقابل على المساعدات التي يطالب بها.


تنقسم الآراء في شأن المطالب الدولية. البعض يعتبر أن هذه الشروط والأجواء ستنعكس تصعيداً في المستقبل تجاه حزب الله، فيما البعض الآخر يعتبر أن تلك الطروحات تمثّل غطاءً للحزب، وفّره له رئيس الجمهورية ميشال عون، حين اعتبر أنه سيباشر بحث الاستراتيجية الدفاعية بعد الانتخابات.

بمجرد إعلان الاستعداد للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، فإن ذلك يعني الدخول في مسار طويل، بدايته معروفة لكن نهايته مجهولة. وهذا ما يستطيع حزب الله استثماره في كسب الوقت وتقطيعه، ريثما تتبلور الصورة الإقليمية. بالتالي، فإن التشديد على تطبيق القرارات الدولية والاستراتيجية الدفاعية يمثل فرصة جديدة لحزب الله، لكسب مزيد من الوقت. لأن هذا يعني أن أي عمل تصعيدي أو عسكري مستبعد في ظل البحث في هذه النقاط.

اللافت وفق المصادر المتابعة أن عون يرفض البحث في هذه الاستراتيجية على طاولة حوار، أو تخصيص جلسات حوار لها، لأنه يتمسك بمبدأ البحث بها داخل الحكومة والمؤسسات الرسمية. وهذا الجو أبلغه عون إلى سفراء ودبلوماسيين يبدون اهتماماً بعقد طاولة الحوار للبحث في مسألة سلاح حزب الله. لكن عون يعتبر أن الأمر شأن داخلي رسمي، من اختصاص المؤسسات الرسمية، ولا يحتاج إلى عقد جلسة حوار.

لا شك في أن حجم المراقبة الدولية للوضع في لبنان يزداد، من بوابة الانتخابات والمؤتمرات، وصولاً إلى الملف النفطي، الذي فشلت واشنطن في تحقيق خرق فيه، على صعيد إيجاد تسوية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي لهذا الملف. وهناك من يسمع تهديدات أميركية بأنه لا يمكن السماح للبنان باستخراج النفط، في ظل وجود حزب الله بهذه القوة وعلى الحدود الجنوبية، لأنه سيكون المستفيد الأول من عائدات النفط. وهناك من يذهب أكثر من ذلك، ويعتبر أن الاعتراض الأميركي يسجّل على الشركة الروسية التي ستعمل في مجال التنقيب عن النفط، في ظل الخلاف الروسي- الأميركي.

بناءً على هذه القراءة، لا يزال البعض يتخوف من احتمال تصعيد أميركي. وتشير مصادر متابعة إلى أن التخوف كان قائماً منذ ثلاثة أيام، لكن بعد انقضاء مهلة الساعات الـ72 التي هدد فيها الأميركيون تبدد الخوف. ويعتبر هؤلاء أن واشنطن لن تلجأ إلى تنفيذ أي ضربة عسكرية في سوريا أو لبنان، لأن لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتمامات أخرى، أبرزها صفقة القرن وملف كوريا الشمالية، وأي تدهور في الوضع في المنطقة سيؤدي إلى عرقلة مسار هذين الملفين. وأقصى ما يمكن فعله هو توجيه بعض الضربات إلى مواقع عسكرية إيرانية في سوريا، على غرار ضربة مطار الشعيرات.

هذه الملفات كلها، وما يتصل بها من ملفات داخلية أخرى، ستكون مؤجلة إلى مرحلة ما بعد الانتخابات، وتحديداً مرحلة تشكيل الحكومة، حين ستبدأ الانقسامات السياسية بالتبلور، للاتفاق على شكل الحكومة وتركيبتها ووجهتها السياسية. وثمة من يشير إلى "نقزة" من أي اتفاق ضمني بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل بشأن تشكيل الحكومة، بشكل لا يرضى به الرئيس نبيه بري وحزب الله. وهذا سيكون عنواناً للانقسام السياسي، بدأ في بعض الخلافات في المواقف السياسية تجاه إسرائيل وعدم العداء الأيديولوجي لها من قبل باسيل، وتطور إلى الخلاف بين التيار وحركة أمل. وهناك من يشير إلى أن التساهل السعودي إزاء تحالف الحريري مع التيار قد يخفي أموراً مضمرة، كإقناع السعوديين بأن باسيل يختلف مع حزب الله. ما قد يمهّد إلى شرخ سياسي في المستقبل بينهما. وتعبّر المصادر عن خشيتها من أن يكون هناك رهان على محاولة حصار الحزب في الداخل، لأن ذلك سينعكس على التوازنات الداخلية وعلى الاستقرار السياسي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها