السبت 2018/03/17

آخر تحديث: 10:17 (بيروت)

هؤلاء هم دواعش بعلبك‎- الهرمل

السبت 2018/03/17
هؤلاء هم دواعش بعلبك‎- الهرمل
الانتخابات النيابية فرصة لاستعادة عرسال إلى أحضان المستقبل (عبدالله الحجيري)
increase حجم الخط decrease

لم يكن تيار المستقبل والقوات اللبنانية، في بعلبك، يحتاجان إلى كلام "يدعشن" تحركهما المعارض، حتى يتضاعف ارباكهما في بت مسألة تحالفهما الانتخابي "المطلوب" من أجل الخروج بلائحة وازنة في المنطقة. بل جاء الكلام "المسرب" للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الجمعة في 16 آذار 2018، عن "عدم السماح لمن سلح داعش والنصرة أن يمثلوا المنطقة" ليزيد العوائق التي تؤخر فرص استكمال أي لائحة قد يشكلانها بالمرشحين الشيعة، بعدما ارتاح الثنائي الشيعي لحالة "التخبط" السائدة على جبهة الرئيس حسين الحسيني، وعدم تمكنه من الخروج ولو بنواة لائحة حتى الآن.

صوب نصرالله بكلامه على "الركن السني"، لأي تحالف اعتراضي قد ينجح بوجهه، مع أن مجمل عدد الناخبين السنة لا يتجاوز في دائرة بعلبك 13% من مجمل عدد الناخبين.

فمن هم "حلفاء داعش والنصرة" الذين أعلن نصرالله استعداده للمخاطرة بحياته كي لا يسمح لهم بتمثيل أهالي بعلبك- الهرمل؟

اختار تيار المستقبل خوض المعركة في بعلبك بمنسقيه السابقين بكر الحجيري من بلدة عرسال وحسين الصلح من مدينة بعلبك، كركنين أساسيين من أركان التيار الذي يتشارك حزب الله معه مقاعد الحكومة.

في حديثه عن حيثيته الانتخابية، يكشف الصلح لـ"المدن" شبكة العلاقات الواسعة التي تربطه بعائلته وأهله السنة، بالإضافة إلى أبناء منطقته من الشيعة والمسيحيين. وهذا ما يعتبره من عناصر القوة التي تجعل ترشيحه مقبولاً ومرحباً به حتى من الخصوم السياسيين.

المدرس السابق، مارس خلال قيادته تيار المستقبل في المنطقة سياسة هادئة، أبعدت بعلبك تحديداً عن كثير من الفتن التي كان يمكن أن تشعلها. ونجح مع عائلته خلال الانتخابات البلدية، في العام 2016، بتأمين 4500 صوت معارض في صناديق بعلبك السنية.

وهذا ما يعيدنا إلى بكر الحجيري، ابن بلدة عرسال، التي بقيت طيلة الفترة السابقة واقعة تحت أصابع الاتهام الموجهة اليها بايواء التنظيمات السورية المعارضة، وهو أيضاً ابن تيار المستقبل الذي واجه انقساماً حاداً خلال الانتخابات البلدية، أخسره المجلس البلدي لمصلحة لائحة "مدنية" مقبولة من حزب الله. علماً أن معركة المستقبل حينها لم تكن مع اللائحة الفائزة فحسب، إنما مع لائحة ثالثة كان يقودها رئيس البلدية السابق علي الحجيري (أبو عجينة)، الموقوف على خلفية أحداث عرسال وتورطه فيها.

يرى الحجيري في الانتخابات النيابية الحالية فرصة لاستعادة عرسال إلى أحضان تيار المستقبل، بعد مرحلة من السياسات الخاطئة التي أدت إلى شرذمتها. لكن على خلاف ما يعتقده البعض، فإن عرسال، أكبر تجمع سني في دائرة بعلبك، والتي تضم نحو 16 ألف ناخب، ليست موحدة خلف مرشح تيار المستقبل في معركة بعلبك الانتخابية. ففي البلدة حالياً تسعة مرشحين آخرين، ثلاثة منهم طلب تيار المستقبل منهم تقديم ترشيحاتهم، فيما وصف بالخطأ الكبير، الذي أوقع التيار في مأزق اعادة سحب هذه الترشيحات واقناع أصحابها بالوقوف خلف بكر الحجيري. أما المرشحون الستة الآخرون فتقدموا بترشيحاتهم كمستقلين، وقد اجتمع ثلاثة من هؤلاء قبل أيام، في مبادرة من أجل توحيد صوت عرسال خلف مرشحين اثنين على أبعد تقدير، تجنباً لتشتت صوتها في صناديق الاقتراع. بالتالي، خسارة فرصتها بالتمثل من خلال هذه الانتخابات.

وسط هذه الأجواء يبرز في عرسال أيضاً حراك سياسي مدعوم من الفريق المؤيد للبلدية الحالية، ومرشحه محمد الفليطي الذي يتعاون مع المجتمع المدني من خلال 150 ناشطاً يضمهم "تجمع التواصل الوطني"، بالإضافة إلى الحزب الشيوعي، في محاولة لخلق لائحة انتخابية تكون قادرة على استقطاب أصوات شيعية معارضة على خلاف تيار المستقبل والقوات.

إلا أن تعدد الترشيحات في عرسال ليس نقطة الضعف الوحيدة سنياً. فثمة مطبات مؤجلة في معركة تيار المستقبل، وأبرزها ما يتعلق بتحديد وجهة صوته التفضيلي الذي يفترض أن يذهب إلى مرشح واحد. وهو ما قد يخلق تخبطاً داخلياً إضافياً لدى تيار المستقبل، قد ينقلب سلباً على هدف زيادة الحاصل الانتخابي المقصود من خلال تقديم مرشحين سنيين في بعلبك، رغم يقين المستقبل بقدرته "المنطقية" في ايصال نائب سني واحد إذا نجح بتجييش شارعه بالشكل اللازم.

وهذا التجييش يسهم فيه كلام نصرالله الأخير عن استعداده "للتجول شخصياً في قرى بعلبك ومدنها وأحيائها من أجل انجاح اللائحة مهما كانت الاثمان". وهو كلام كفيل بشد العصب البعلبكي "السني" في موازاة شد العصب الشيعي، ليرسم خطوط معركة، سيسعى حزب الله من خلالها إلى رفع نسبة الاقتراع في شارعه، سعياً إلى رفع الحاصل الانتخابي إلى نسبة قد لا يسمح الواقع الديموغرافي لمسيحيي القضاء وسنته ببلوغه. وبذلك يكون الثنائي الشيعي قد احتفظ بمعقل "صاف" له في بعلبك- الهرمل، حتى لو كانت الأثمان مزيداً من التشرذم الطائفي في الدائرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها