الإثنين 2018/01/22

آخر تحديث: 00:20 (بيروت)

سوق للخضار والفاكهة في الطريق الجديدة: الكلفة تثير الاعتراض

الإثنين 2018/01/22
سوق للخضار والفاكهة في الطريق الجديدة: الكلفة تثير الاعتراض
26 مليون و750 ألف دولار لانشاء سوق خضار في بيروت (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

منذ فوز شركة جهاد للتجارة بمناقصة سوق المفرق للخضار والفاكهة في بيروت، بدأ النقاش بشأن مواصفات هذه السوق بسبب كلفتها المرتفعة. ما حمل البعض على القول إن قيمة التلزيم مبالغ فيها كثيراً، خصوصاً أن السوق ستُبنى في عقار للبلدية خلف جامع الخاشقجي. فما هو رد بلدية بيروت على ذلك، وكيف تبرر هذه الكلفة؟

الحال أن هذه السوق عبارة عن مجمع تجاري (مول) سيُبنى على مساحة عقار تبلغ 7500 متر مربع، مؤلف من 6 طوابق، طابق سفلي وأرضي، و3 طوابق عليا، وسطح عبارة عن مواقف سيارات وخدمات، بمساحة اجمالية للبناء 35 ألف متر مربع، ومساحة الطابق الأعلى (الروف) حيث هو مستعمل مواقف وخدمات تبلغ 6000 متر مربع. بالتالي، فإن مجموع المساحات المشغولة هو 41 ألف متر مربع.

سيضم المجمع 168 محلاً للخضار والفاكهة و96 بازاراً، وفيه مختبر لفحص المأكولات والخضار. والمجمع مجهز بـ88 مصعداً و12 ترافيليتر للزوار والمستهلكين، تصل فيه السيارات لكل الطوابق وهناك إدارة الكترونية للوصول والخروج والوقوف للسيارات. مجهز بالميكانيك والكهرباء، والتكييف والتهوئة والإنذار ومعالجة الحرائق. ويوجد فيه غرف تبريد وثلاجات ومخامر للموز ومستودعات. ويضم أيضاً مكاتب وقاعات للنقابة وللرقابة مع الخدمات. وفي الطابق الأرضي والسفلي مخفر لمنطقة طريق الجديدة.

الكلفة وفق ما جاء في المناقصة، هي 26 مليون و750 ألف دولار، أي 652 دولاراً للمتر الواحد. ويحتاج إنجازه إلى سنتين من تاريخ أمر المباشرة الذي يفترض أن تعطيه البلدية للمتعهد، بعد أن يصلها رد ديوان المحاسبة، الذي أكد في معرض رقابته الإدارية سلامة اجراءات التلزيم والمناقصة. لكن، تبقى له الكلمة الفصل في نتيحة المناقصة، بعد التدقيق في الأسعار والمواصفات ودفتر الشروط. والبلدية تنتظر رد الديوان من أجل المضي بها أو إبطالها، وفق ما يؤكد رئيس البلدية جمال عيتاني لـ"المدن".

العمل في هذا المجمع سيعتمد على نظام الإيجار. وستتشدد البلدية لجهة حسن الإدارة والنظافة ليبقى بمستواه الراقي الذي وضعت شروطه من الأساس. لذلك، سيوضع بالتعاون بين بلدية بيروت والمحافظ والنقابة عقد التشغيل والصيانة لتكون السوق مؤسسة مستدامة تابعة لبلدية بيروت وتحت رقابتها.

ويعتبر عيتاني أن لهذه السوق أهمية كبيرة في مدينة بيروت، انطلاقاً من تحويل فكرة تسوق الخضار والفاكهة من عربات الشارع إلى مول مجهز لهكذا نوع من التسوق، بطريقة محترمة وراقية، خصوصاً للنساء. وهو مشابه لسبينس وغيره من مولات المأكولات، لاسيما أنه سينشأ في منطقة مكتظة سكنياً وهي بحاجة إلى هذا النوع من الأسواق.

هذا الموضوع كان محل نقاش داخل المجلس البلدي. فإذا كان انشاء السوق، وفق أحد أعضاء المجلس البلدي، ضرورياً لكونه سيخلق فرص عمل لأبناء المدينة، ويرفع مستوى المنطقة خدماتياً، ويساهم في انهاء ظاهرة عشوائية العربات المتنقلة في أرجاء بيروت، فإن الاعتراض كان على قيمة التلزيم نفسه. إذ اعترض بعض الأعضاء عليها حين عرضت نتيجة المناقصة على المجلس البلدي قبل نحو شهر ونصف، لاسيما أن 3 عارضين فقط كانوا قد تقدموا إلى المناقصة وفازت شركة جهاد للتجارة لتقديمها السعر الأقل. ما يعيدنا إلى الحديث عن دفاتر الشروط التي تفصل في الأصل على مقاس الشركات، وتكون نتيجة المناقصة محسومة سلفاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها