السبت 2018/01/20

آخر تحديث: 12:57 (بيروت)

هكذا اكتُشف منفذو تفجير صيدا: فرار رأس الشبكة

السبت 2018/01/20
هكذا اكتُشف منفذو تفجير صيدا: فرار رأس الشبكة
تم فتح السيارة وزرع العبوة تحت مقعد حمدان (علي لمع)
increase حجم الخط decrease
تمكنت شعبة المعلومات من تحديد هوية منفذ تفجير صيدا الذي استهدف أحد كوادر حركة حماس، محمد حمدان، قبل أقل من أسبوع. هي آلية التحقيق نفسها التي اتبعت بعد اغتيال الأخوين مجذوب في العام 2006. ارتكزت منطلقات التحقيق على مضمون كاميرات المراقبة في المنطقة، وعلى الاتصالات، وتحليل اشاراتها. لكن تحديد هوية المتهمين لم يكتمل لناحية القبض على رأس الشبكة، الذي غادر لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ليل الأحد الاثنين إلى هولندا، وذلك بعد ساعات من تنفيذ العملية.


هو محمد ب، من طرابلس في الشمال. وتفيد المعطيات المتوافرة عنه أنه تاجر، لديه أعمال ما بين لبنان وأمستردام، ولم يكن سجّله يدفع إلى التشكيك به. ويُعتقد أنه قد تم تجنيده خارج لبنان. وتتوقف المعلومات عند وضعه الاقتصادي المعيشي "غير السيئ"، خصوصاً أن المشغّلين عادة ما يستغلّون ذلك في عملية استدراج من يقع عليه الاختيار. بالتالي، ثمة سؤال أساسي يطرح عن السبب الذي يدفع شخصاً مثل محمد ب، للتعامل مع العدو الإسرائيلي.

وتتحرى القوى الأمنية كيف جرت عملية تجنيده، فهل تعرّض لعمليات ابتزاز واغراء، أم أن هناك أسباباً أخرى، منها الحنق الذي يعانيه كثيرون من الوضع السياسي. ووالبحث جارٍ عما إذا كان تورط في ذلك لأسباب سياسية أو بناء على رأي سياسي يختلف عن محور المقاومة.

ويعلّق أحد المعنيين بالتحقيقات أن المتعاملين مع العدو الذين تم توقيفهم في السنوات الماضية، لم يكونوا جميعاً في وضع معيشي سيء، وغالباً ما غاية العمالة كانت بدافع الحقد السياسي أو العقائدي. وهو أخطر ما في الأمر.

وفيما يتوسّع التحقيق تؤكد المصادر أن هناك أكثر من شخص لدى الأجهزة الأمنية، يتم التحقيق معهم بسرّية تامة للوصول إلى كل الخيوط. وتحرص الأجهزة على العمل بشكل صامت حتّى بعد إعلان اكتشاف هوية منفذي العملية، وتعزيز هذا الصمت مستقبلاً، لضمان النجاح في وجه شبكات العملاء هذه، والتي على ما يبدو أنها منتشرة على البقعة اللبنانية بكاملها.

وبحسب التحقيقات، فإن محمد ب ومجموعته توجها إلى صيدا قبل ساعات من تنفيذ العملية، حيث اضطلع عناصر المجموعة بمهمات متعددة: أحدهم تولّى عملية الرصد، وآخرون عملوا على فتح السيارة وزرع العبوة تحت مقعد حمدان، الذي نجا من الانفجار. فيما الاتصالات قادت إلى اكتشاف وتحديد حركة محمد ب، الذي تبيّن أنه كانت قد استأجر شقّة في واجهة بيروت البحرية، وقد تمّت مداهمة هذه الشقّة، كما دهم منزله في طرابلس، وصودرت منه أجهزة اتصال.

وتتوقع أن تؤدي التحقيقات إلى اكتشاف مزيد من العملاء والمتورطين، أو من المخططات التفجيرية، خصوصاً أن المعطيات تفيد بأن لبنان قد بات ساحة اشتباك أمني واستخباري بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية من جهة والعدو الإسرائيلي من جهة أخرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها