الجمعة 2017/09/08

آخر تحديث: 19:11 (بيروت)

الشهيد علي الحاج حسن: عرسه يؤجل دفنه

الجمعة 2017/09/08
الشهيد علي الحاج حسن: عرسه يؤجل دفنه
لم يكن أهالي شهداء البقاع يتوقعون إستقبالاً أقل شأناً لإبنائهم (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

احتاجت عائلة الشهيد علي الحاج حسن في شمسطار إلى يوم آخر حتى تتقبل أن ابنها الأصغر، الذي كان سيزف عريساً قبل ثلاث سنوات، لن يسكن البيت، الذي سرّعت تجهيزه والدته وداد منذ أسابيع، حتى تستقبل فيه مهنئيه بعودته سالماً. فإغتنمت وداد عودة علي، وإن في نعش، وأبت إلا أن يدخل بيته ولو لمرة أولى وأخيرة، الجمعة في 8 أيلول، مؤجلة يوم وداعه مجدداً حتى يوم السبت، في 9 أيلول، بعد أن تقيم مراسم "سهرة الحنة والبخور" للعريس وتوزع على "مهنئيه" البقلاوة والحلوى.

من برودة البراد الذي سيبيت عليه نعش علي أمام صورة له، بدت برودة المنزل الذي تخبر جارات وداد كيف أنفقت فيه كل راتب لإبنها الأسير، مطمئنة أن صلواتها له لن تعيده إلا سالماً. ورغم إستعدادها للمشاركة في يوم الحداد الوطني للعسكريين، حرصت وداد على تزيين مدخل البيت بالأبيض، وهيأت له الورد والأرز والريحان وأوصت جاراتها والأقارب بعرس مثالي لإبنها.

إلا أن كل محاولات الوالدة للتماسك إنهارت أمام النعش. فجثت بين النسوة المزغردات بعودته، تناجيه لتقنعه أن يُسمعها صوته ولو لمرة، مطمئنة اياه بأنه صار حراً، و"لا داعي لأن يخاف من مناداتها والاستنجاد بها بعد اليوم".


في عيون زملائه الكشفيين، الذين حضروا لوداعه، بحثت وداد عن ابنها علي أيضاً. فكان عهد هؤلاء له بأن تكرر الفرقة الموسيقية التي شكلها كل الأنغام التي رافقهم بعزفها، ليتذكرونه عند كل مشاركة في مناسبات الفرح والحزن، مثلما سيتذكره معارفه وأهله بالإنسان المحب والمسالم.

لكن شمسطار ليست وحدها التي خلت بيوتها لإستقبال الشهيد الحاج حسن، بل شكل هؤلاء جزءاً من سلسلة بشرية، إكتمل معها مشهد الوداع الشعبي لشهداء البقاع الخمسة، بدءاً من شتورا، نقطة التقاء المواكب وافتراقها، حيث توجه موكب الشهيد محمد يوسف برفقة والده حسين وزوجته إلى بلدته مدوخا، مروراً ببرالياس التي قدم أهلها اكليل زهر باسمهم لذوي الشهداء، ومجدل عنجر والمنارة.


فيما شقت مواكب العسكريين الأربعة الآخرين الطريق باتجاه البقاع الشمالي، من شمسطار بلدة الشهيد الحاج حسن، إلى حورتعلا بلدة الشهيد علي المصري، إلى اللبوة بلدة الشهيد مصطفى أمهز، مروراً بيونين بلدة الشهيد عباس مدلج.

لم يكن أهالي شهداء البقاع يتوقعون إستقبالاً أقل شأناً لإبنائهم، بل هم أعدوا العدة لذلك، لاسيما عائلة مدلج، التي تسنى لها أخيراً أن تزفه شهيداً في يوم ميلاده، وتدفنه بالقرب منها لتزوره وتصلي له، بعدما رأت بعينيها تفاصيل تصفية ابنها قبل كل زملائه الآخرين.

وإذا كان الإستقبال الشعبي لشهداء البقاع الشمالي الأربعة قد أخر وصول مواكبهم إلى قراهم، فقد إعتبر والد الشهيد الحاج حسن أن "ذلك يعكس ارادة الناس بمعرفة كل الحقيقة وراء استشهاد العسكريين، ومن قصر ومن تواطأ في هذا الملف"، محملاً مسؤولية كشف ذلك إلى رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي كان حاضراً بدوره في معظم مراسم تشييع شهداء البقاع الشمالي العسكريين، سواءً بصوره ورايات حزب الله أو عبر الوعود بتلبية نداءاته ونداءات زينب والحسين، أو عبر لافتات التأييد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها