الثلاثاء 2017/08/08

آخر تحديث: 13:19 (بيروت)

مدنيّو الشوف عاليه: حملة انتخابيّة بوجه قوى السلطة

الثلاثاء 2017/08/08
مدنيّو الشوف عاليه: حملة انتخابيّة بوجه قوى السلطة
الناشطون في الحملة شاركوا في الحراك المدني (المدن)
increase حجم الخط decrease

منذ تبلور صورة قانون الانتخاب الجديد والدوائر التي حدّدها، تنشط على المستوى الانتخابي في كل دائرة قوى مدنيّة أفرزتها تجارب سابقة. واليوم، لا تشذّ دائرة عاليه- الشوف عن هذه القاعدة، إذ تنشط فيها منذ فترة مجموعة من الناشطين الذين يستعدون للاستحقاق النيابي المقبل، سعياً نحو تحقيق تمثيل نيابي للحالة التي يمثّلونها في الدائرة، واستكمالاً لما بدأته في مناسبات عدّة.

في وجه قوى السلطة
التقت "المدن" عدداً من الناشطين في إطار الحملة التي لم تتخذ لها إسماً بعد، في انتظار اللحظة المناسبة لإعلان هذه الحالة وبرنامجها السياسي. ويقول أحد الشباب الناشطين فيها: "نحن حالة وطنيّة تشكّل تعبيراً عن النقمة الشعبيّة في معارك انتخابيّة مباشرة مع قوى السلطة في مناطق ومناسبات متعدّدة. وبطبيعة الحال، هناك امتداد لهذه الحالة في دائرة الشوف وعاليه، من خلال حملة انتخابيّة بوجه قوى السلطة كافّة".

وعن خلفيّة الناشطين في الحملة يذكر أنّهم كانوا قد شاركوا في الحراك المدني، ومع بيروت مدينتي وحملة نقابتي في نقابة المهندسين ونقابة المعلمين، دعماً ومشاركة. وهم كناشطين "من المبادرين لقيام تحالف وطني للقوى المدنية الديمقراطية ويلعبون دوراً في انضاجه".

تضم الحملة مجموعات عملت في إطار الانتخابات البلدية الماضية على حملات ومبادرات في قرى مختلفة. وتعمل في الحملة مجموعة من الناشطين الذين تحرّكوا سابقاً في مواجهة كسّارات عين دارة، بالإضافة الى مجموعة أخرى ممن نشطوا لمعالجة ومواجهة تلوّث معمل سبلين.

وفي ما يخص طريقة المشاركة، يشير إلى أنّ "الحملة ستحمل مشروعاً سياسياً بروح عصرية، يقدم نفسه للناخبين في الشوف وعاليه من خلال تحالف وطني عريض، يضم قوى ومجموعات مدنية تغييرية مستقلة لتواجه معهم قوى السلطة كافة". يضيف: "إنّنا منفتحون على التواصل مع الحالات المشابهة، ونحن نعمل لإيصال فكر وبرنامج وليس أشخاصاً. لذلك، ندعو الجميع إلى المشاركة لا بالتصويت فحسب، بل بالانضمام والمساهمة في إطار الحملة نفسها".

أمّا البرنامج، فسيكون وفق القائمين على الحملة، محوره المواطن، وهدفه بناء دولة مدنيّة عادلة وقادرة، تحافظ على دستورها وسيادتها.

أرقام دائرة عاليه- الشوف
تمثّل عاليه- الشوف إحدى الدوائر الجديدة التي ضمّ فيها القانون الجديد أقضية كانت تمثّل دوائر منفردة في القانون السابق. وتنتخب الدائرة 13 نائباً، موزّعين بين 8 نوّاب للشوف (2 دروز و2 سنة و3 موارنة و1 كاثوليك)، و5 نوّاب في عاليه (2 للموارنة و2 دروز و1 أرثوذكس). ويبلغ عدد الناخبين فيها نحو 322 ألف ناخب، إقترع منهم نحو 151 ألفاً في الانتخابات الماضية.

وإذا إفترضنا زيادة عدد المقترعين لغاية 180 الف مقترع جرّاء الزيادة في عدد الناخبين الواردة أسماؤهم على اللوائح وتنافسيّة القانون النسبي، سيبلغ الحاصل الانتخابي الضروري لتمكين اللائحة من المنافسة على المقاعد وفق القانون نحو 13.8 ألف مقترع. وهو رقم مقبول بالمقارنة مع غيرها من الدوائر، حيث ينخفض الحاصل الانتخابي فيها بسبب ارتفاع عدد المقاعد مقارنةً بعدد الناخبين.

ودائرة الشوف- عاليه من الدوائر التي تعاني من مشاكل مزمنة على صعيد التنمية، خصوصاً في قضاء الشوف، حيث تعاني من نقص شديد في الخدمات الصحيّة والتعليميّة، وتفتقر إلى أبسط خدمات البنية التحتيّة. ويشكو أهالي المنطقة من فقدان أي نشاط إقتصادي في قضاء الشوف يسهم في بقاء الشباب في قرى القضاء.

ومن المهم تذكّر المشاكل البيئيّة التي عانت منها المنطقة في الفترة الماضية جرّاء مطمر النفايات في الناعمة. ما أسهم في تحرّك مجموعات من المجتمع المدني من القرى المحيطة بالمطمر في إطار أنشطة الحراك المدني. وتحرّكت مجموعات من قضاء عاليه احتجاجاً على مطمر كوستابرافا الواقع ضمن نطاق الشويفات، إثر إنبعاث روائح المطمر في قرى القضاء المحاذية بداية هذا الصيف.

من الواضح أنّ قوى التغيير في الدائرة بدأت تعي أبعاد المعركة المقبلة، وبدأت باكراً التحضير لحملاتها التي من المفترض أن تشمل في إطارها تحالفاً عريضاً من المجموعات التي تتشارك الخطوط السياسيّة العريضة. يبقى أن ننتظر من تلك القوى إعلان برامجها الانتخابيّ الذي ستحدّد فيه الإطار التنموي والسياسي لمعركتها، كي تتضّح الصورة أمام الناخبين أكثر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها