الثلاثاء 2017/08/15

آخر تحديث: 15:14 (بيروت)

أسرة أحمد لا تصدّق أنه قُتل.. في بوركينا فاسو

الثلاثاء 2017/08/15
أسرة أحمد لا تصدّق أنه قُتل.. في بوركينا فاسو
يعمل أحمد في إدارة أحد المطاعم مع شريكٍ لبناني
increase حجم الخط decrease

لا شيء غير البكاء يخيّم على منزل أهل أحمد البلي، في منطقة ضهر المغر في طرابلس.

والده مصطفى يجلس على الكنبة حاملاً صورته المبللة بالدموع، يتأمله صامتاً، وبين دقيقةٍ وأخرى يردد: "مش عم صدق كيف قتلوك يا ابني". أمّه المفجوعة في غرفتها، وسط عمّاته وخالته، لم تصدق بعد نبأ مقتل ابنها، تنادي بصوتها المتقطع: "بدي أحمد، جيبولي ابني". أمّا زوجته، فتتكئ على السرير إلى جانب ولديها بعدما أُغمى عليها، والممرضة تعلّق لها المصل.

أحمد (33 عاماً) قتل في حادث المطعم التركي في بوركينا فاسو، في 14 آب. "أخبرتني والدته أنّها سمعت في نشرة الأخبار، عن حادث بوركينا. ارتبكنا بادئ الأمر، لكننا حاولنا اقناع أنفسنا أنّه ليس من الضروري أن يكون أحمد وشقيقه محمد في المطعم التركي"، يقول والده لـ"المدن".

أحمد الذي يعمل في إدارة أحد المطاعم مع شريكٍ لبناني له، يقيم في بوركينا فاسو مع زوجته وأولاده وشقيقه محمد. وبعدما ترددت الأخبار عن مقتل لبنانيين في الحادث، "حاولنا الاتصال أكثر من مرّة بأحمد، لكنّه لم يردّ. فظننا أنه في عداد المصابين. وعندما اتصلنا بمحمد، أخبرنا أنّ أحمد ذهب مع أصدقائه صباحاً إلى هذا المطعم، وأنّه قُتِل".

قبل شهر، عاد أحمد إلى لبنان مع عائلته برغبةٍ من ولديّه الصغيرين لتعلم العربية، خصوصاً أنهما يتكلمان اللغة الفرنسية بحكم دراستهما هناك. وكانت زوجته تريد اجراء امتحانات الدورة الثانية في الجامعة اللبنانية، بعدما بقي لها مادة واحدة. فتركهم في لبنان، على أن يلحقوا به في أيلول.

يتحسر الوالد على قدر ابنه الذي يصفه بـ"خيرة الشباب". فـ"أنا من أسستُ لأولادي مستقبلهم في بوركينا فاسو، عندما رافقني محمد وأحمد قبل 15 عاماً للعمل معي في الميكانيك وتجارة السيارات، ليقيني أن لا مستقبل لهما في لبنان. وبعد سنوات عدّة، عدتُ إلى لبنان بسبب تراجع البورصة وسوء الانتاج، فبقي أحمد ومحمد هناك، وأسسا عملهما الخاص، ثمّ تزوج أحمد قبل 7 سنوات واصطحب زوجته معه وأنجبا طفلين".

في اليوم نفسه، اتصل أحمد بزوجته وأخبرها أنّه ينوي مع أصدقائه تناول الطعام في مطعمٍ غير مطعمه. وفيما من المقرر أن تسافر الزوجة بعد فترة إلى بوركينا فاسو لانهاء عمل زوجها وتصفية حساباته التجاريّة، يرفض الوالد أن يسافر لاستلام جثّة ابنه. "أنتظر جثّته في لبنان، فلا أحتمل أن أسافر وألقاه ميّتاً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها