التقرير اليومي: ما هي الطحالب التي تغزو شاطئ بيروت؟

في الأشهر الماضية، ظهرت أكثرية ألوان الطيف الشمسي على الشاطئ اللبناني، فخلال شهر حزيران، ظهرت قرب شاطئ جنوب بيروت، بقع بنية وحمراء بسبب معامل البلاط والسيراميك على نهر الغدير. وقبل أشهر قليلة رأى سكان الذوق بقع رغوة بيضاء تطوف قرب الشاطئ، وخلال الفترة نفسها ظهرت بقع سوداء في جونيه ومناطق أخرى جراء تسرب نفطي، لم يعرف مصدره.

في الأيام الماضية، تحول لون مياه البحر في الرملة البيضاء إلى اللون الأخضر، وقد اعتبرت جمعية نحن ذلك "غزوة طحالب"، محذّرةً السباحين وسكان الأحياء القريبة من السباحة في مياه المنطقة، بسبب ازدياد العوالق جراء التلوث العضوي للمياه. ما يمكن أن يؤدي إلى "قتل الأسماك والثدييات والطيور، ويسبب مرضاً لدى البشر أو يلحق بهم الموت في الحالات القصوى".

ووفق الجمعية، هناك عوامل عدّة يمكن أن تؤدي إلى هذه الزيادة المفاجئة للعوالق Harmful Algal Blooms، منها "التغيرات في تدفق المياه والتغير المناخي"، بالإضافة إلى "الازدهارات بفرط التغذية، الذي ينتج عن زيادة الفوسفور والنيتروجين، المتأتيان من مياه الصرف الصحي"، وتوافر شروط أخرى مثل طمر النفايات في البحر وارتفاع درجات الحراراة والشمس.

ووفق الأختصاصية في علم البحار جينا تلج، لايزال من غير المعروف إذا كانت العوالق من النوع السام أم لا. ما يتطلب تحليلاً مخبرياً لم تجره الجمعية، مع العلم أن العوالق ظهرت ليوم واحد فقط، ثم اختفت. تلفتت الجمعية إلى أن الجهات المعنية لم تتدخل، ولم تلجأ إلى إنذار المواطنين على الأقل، رغم احتمال وجود خطر الإصابة بأمراض جلدية معينة وأخرى في الجهاز التنفسي والهضمي.

ووفق الباحث في كلية العلوم الزراعية والغذائية بالجامعة الأميركية البروفيسور يوسف أبوجودة، تتزايد هذه العوالق السامة في حال وجود تلوث بيئي. ومياه الصرف الصحي يمكن أن تكون سبباً أساسياً في هذه الحال. ويؤكد أبو جودة أن "مياه الصرف الصحي يمكن أن تكون إيجابية أيضاً في حال تم تكريرها، وبإمكانها أن تنتج طحالب من النوع الجيد". لكن يبقى هذا التكرير غائباً بشكل كلي عن الشواطئ، مع العلم أنه ربما يكون العلاج الوحيد القادر على السيطرة على الكميات الهائلة من مياه الصرف الصحي التي تصل إلى البحر في بيروت أو في المناطق الأخرى.