بيان عبدالوهاب: الأولى فلسطينيّاً

لم يكن مفاجئاً حصول التلميذة الفلسطينية بيان محمد عبدالوهاب على المرتبة الثانية في الجنوب، والسادسة على صعيد لبنان في امتحانات البريفيه، وفق ما يقول أهلها ومدرّسوها. فالنبوغ والاجتهاد اجتمعا في بيان منذ صغرها، كما يؤكد والدها، لتكون التلميذة في مدرسة نمرين، التابعة لوكالة الأونروا، الأولى على مدارس الوكالة.

نتيجتها النهائية تجاوزت 18.9/20. فرحة سكان مخيم البص الواقع في مدينة صور كانت مضاعفة. أولاً، لأن عائلة بيان تسكن هذا المخيم، وثانياً بسبب نشاط والدها، المعروف بالكابتن محمد. فتدريبه فريق كرة القدم الأبرز في المخيم وهو فريق الإيمان، طيلة أكثر من عشرين عاماً، أكسبه شعبية جارفة في المخيم لما حققه من إنجازات، جعلت الكؤوس تحجب بعض جدران المنزل.

ظهر النبوغ مبكراً لدى الفتاة الأكبر لدى عائلتها، كما يقول الكابتن. وهذا ما لفت انتباه الوالدين، ودفعهما إلى البدء بمساعدتها في المطالعة منذ أن بلغت سن الثالثة. الأم التي تمتهن التدريس، وتعمل معلمة للغة الإنكليزية، اقتطعت معظم وقتها لتطوير أداء الطفلة، وكذلك فعل الوالد الذي يعمل محاسباً. يصف الكابتن محمد عدد الساعات اليومية لدراسة ابنته بالمعتدلة. فـ"هناك فسحة من الوقت ضرورية من أجل اللعب".

بيان تجيد الرسم، وتستطيع مطابقة الصورة التي تراها رسماً على الورق. تلك الفرِحة دائماً، كما يصفها مدرّسوها، لا تتردد حين نسألها عن طموحها الدراسي، بالقول إنها تريد أن تصبح طبيبة عيون، من دون أن تنسى ذكر ابتهال الأسعد، تلك الفلسطينية التي نالت قبل سنوات المرتبة الأولى في امتحانات الصف التاسع في لبنان، لتتبناها بعد ذلك الأميرة موزة، والدة أمير قطر الحالي، ولتصبح ابتهال أصغر طبيبة في العالم. حديث بيان عن طموحها لا يقطعه سوى صوت متقطع فرِح.