الأحد 2017/06/25

آخر تحديث: 10:03 (بيروت)

غسان سلامة مبعوثاً أمميّاً إلى ليبيا: لماذا لامبالاة لبنان؟

الأحد 2017/06/25
غسان سلامة مبعوثاً أمميّاً إلى ليبيا: لماذا لامبالاة لبنان؟
كان سلامة مستشاراً رسمياً لأمناء عامين سابقين في الأمم المتحدة (Getty)
increase حجم الخط decrease

يأتي قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتعيين وزير الثقافة الأسبق غسان سلامة مبعوثاً أمميّاً جديداً إلى ليبيا، في سياق ترسيخ قيمة سلامة التي تخطّت منذ عقود حدود وطنه لبنان، إلى قيمة عالميّة لاتزال تعبر الحدود، رغم تجاوزه العقد السادس من العمر (1951).

وسلامة، صاحب "البصمات التي لا تُخطئها العين"، ثقافيّاً وأكاديميّاً واستشاريّاً وخبيراً في السياسات الدوليّة وتحولاتها، وهو المبعوث والمستشار الرسمي لأمناء عامين سابقين في الأمم المتحدة، خاض حقل تجارب شائكة متسلحاً بثقافته وأبحاثه التي سعى فيها دوماً إلى إلتقاط خفايا أزمات الشعوب، والبحث عن نظامٍ عالميٍّ بديل لم تتضّح معالمه بعد، فيما العالم يعيش صراعاً عرقيّاً وإثنيّاً ومذهبيّاً.

يخلف سلامة في منصبه الجديد الديبلوماسي الألماني مارتن كوبلر، وسيكون ثاني ديبلوماسي عربي ولبناني يتولى المنصب بعد مواطنه الوزير السابق طارق متري. وبعد إخفاق ترشيحات سابقة لبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، لاسيما ما حدث مع ترشيح الفلسطيني سلام فيّاض، اختار غوتيريش سلامة من بين 4 مرشحين هم: المسؤول السابق في الصليب الأحمر السويسري فيليب سبوري، والمبعوثان الأمميان إلى اليمن الحالي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد والسابق التونسي جمال بن عمر.

هكذا، لم يكن التعيين اعتباطيّاً. ذلك أنّ سلامة، أستاذ العلاقات الدولية وحلّ الأزمات في جامعة "ساينسز– بو" في باريس، يجلب إلى منصبه الجديد خبرةٍ امتدت لأكثر من 3 عقودٍ في المجال الأكاديمي والخدمة العامة. بدءاً من عمله، في العام 2003، مستشاراً سياسياً لبعثة الأمم المتحدة في العراق، حيث سعى إلى الجمع بين الأطراف المختلفة، إلى تعيينه مستشاراً خاصاً للأمين العام كوفي عنان بين عامي 2003 و2007، وفي العام 2012، وصولاً إلى انضمامه في العام 2016 إلى اللجنة المعنية بولاية راخين في ميانمار.

وفي الوقت نفسه، أنهى قرار تعيين سلامة عملية بحثٍ معقدة وشائكة وخلافاً دام 4 أشهر في أروقة الأمم المتحدة، بسبب رفض الولايات المتحدة الأميركية ترشيح فيّاض، وقد أبدت تجاهه رفضاً علنيّاً ورسميّاً. بينما في المقابل، التزمت الصمت تجاه تعيين سلامة، بعد نقاشٍ للأسماء المرشحة أجراه غوتيريش في المجلس الذي يضم 15 دولة.

يرفض سلامة في أكثر من تصريحٍ له، عقب قرار تعيينه في منصبه الجديد، أن يعطي انطباعاً تجاه التحديات التي تنتظره. ذلك أنّ قواعد العمل في الأمم المتحدة تفرض عليه انتظار تسلمه الفعلي للمنصب قبل أن يعبّر عن رأيه.

لكن هذا التعيين، يعيد إلى الواجهة الأسلوب الاستخفافي واللامبالي الذي تتبعه الدولة اللبنانية في تعاطيها مع سلامة. وتحديداً بعدما أعلنت الحكومة اللبنانية دعمها ترشيح فيرا الخوري إلى منصب المدير العام التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (الأونيسكو)، فيما كان يُتوقع أن تدعم ترشيح سلامة، الذي أحسن تمثيل لبنان بشخصيته المرموقة، من دون أن يُكافأ بأيّ دعمٍ معنوي من حكومته.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها