الجمعة 2017/06/02

آخر تحديث: 02:11 (بيروت)

المقاعد النيابية الـ20 الإضافية.. بين الصوتين السني والشيعي

الجمعة 2017/06/02
المقاعد النيابية الـ20 الإضافية.. بين الصوتين السني والشيعي
توزّعت المقاعد الـ20 مناصفة بين المسلمين والمسيحيين (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
برزت في الفترة الماضية مطالب "مسيحية" لنقل بعض المقاعد النيابية "المسيحية" من دائرة إلى أخرى، تحت ذرائع مختلفة. وكان الوزير جبران باسيل طالب بالعودة إلى مجلس نيابي يضمّ 108 مقاعد، كما نص اتفاق الطائف، ظناً منه أنّ هذه العودة ستنصف المسيحيين. ثم خفت مطلبه في هذا الشأن لتعود هذه المرة القوات اللبنانية للمطالبة بنقل بعض المقاعد المسيحية من دوائر ذات غلبة إسلامية إلى مناطق حيث الصوت المسيحي فيها مقرّراً.

وإذا عدنا إلى التوزع الجغرافي للمقاعد الـ20 التي أضيفت خلافاً لاتفاق الطائف نجد أنه، وباستثناء المقعد الماروني الضعيف مسيحياً في طرابلس، يوجَد تأثير مسيحي كبير على بقيّة المقاعد المسيحية، وهذا يتوقف على طبيعة التحالفات السياسية. 


المقاعد الـ108
استناداً إلى وثيقة الوفاق الوطني، وتطبيقاً للمساواة بين المسيحيين والمسلمين، صدر القانون الرقم 51 العام 1991، رفع بموجبه أعضاء مجلس النواب من 99 نائباً إلى 108 نواب وتعيينهم استثنائياً. وتطبيقاً لمبدأ المناصفة أضيفت ثلاثة مقاعد للشّيعة في صور والزهراني وبعلبك- الهرمل، ومقعدان للسّنة في بيروت وطرابلس، ومقعدان للدروز في بيروت ومرجعيون- حاصبيا، والمقعدان العلويّان في طرابلس وعكار.

لكن، بعد تدخل الوصاية السورية تمّ رفع عدد مقاعد المجلس النيابي من 108 إلى 128، في انتخابات العام 1992، وتمت إضافة 20 مقعداً.

المقاعد الـ20
توزّعت المقاعد الـ20 مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. عشرة مقاعد مسيحية، ذهب أربعة منها إلى الطائفة المارونية وثلاثة إلى طائفة الروم الأرثوذكس ومقعدان إلى طائفة الروم الكاثوليك ومقعد واحد إلى طائفة الأرمن الأرثوذكس. أما المقاعد العشرة المسلمة، فتوزعت على خمسة مقاعد للطائفة الشيعية وخمسة مقاعد للطائفة السنّية.

التوزع الجغرافي للمقاعد
على مستوى الدوائر الانتخابية توزّعت المقاعد العشرة للمسيحيين في المتن (مقعد ماروني ومقعد للروم الأرثوذوكس وآخر للروم الكاثوليك)، وفي كسروان (مقعد ماروني)، وفي طرابلس (مقعد ماروني)، وفي البقاع الغربي- راشيا (مقعد ماروني)، وفي عكار (مقعد روم أرثوذكس)، وفي زحلة (مقعد روم أرثوذكس ومقعد للأرمن الأرثوذكس ومقعد روم كاثوليك).

أما المقاعد العشرة للمسلمين فتوزعت في بعلبك– الهرمل (مقعد شيعي وآخر سنّي)، في البقاع الغربي- راشيا (مقعد شيعي ومقعد سنّي)، في بنت جبيل (مقعد شيعي)، وفي بعبدا (مقعد شيعي)، في بيروت الثالثة (مقعد شيعي)، وفي المنية- الضنية (مقعد سني)، وفي عكار (مقعد سني)، وفي صيدا (مقعد سني).

التوزع السياسي للمقاعد
تبدلت الولاءات السياسية لهذه المقاعد وفق المراحل السياسية التاريخية التي عاشها لبنان بعد اتفاق الطائف. لكن، استناداً إلى الانتخابات النيابية الماضية، في العام 2009، والتي خيضت بين استقطابي 8 و14 آذار، توزعت الولاءات السياسية لهذه المقاعد على 8 مقاعد لتحالف 8 آذار و12 مقعداً لـ14 آذار وهي على الشكل التالي:

- 8 آذار- التيار الوطني الحر: مقعدان مارونيان في المتن وكسروان، ومقعد روم أرثوذكس وروم كاثوليك في المتن،
- 8 آذار- حركة أمل وحزب الله: مقعدان شيعي وسني في بعلبك الهرمل، ومقعد شيعي في بنت جبيل ومقعد شيعي في بعبدا،
- 14 آذار- حزب الكتائب اللبنانية: مقعد ماروني في طرابلس (النائب سامر سعادة)،
- 14 آذار- مستقل: مقعد ماروني (النائب روبير غانم)، ومقعد شيعي (أمين وهبة) في البقاع الغربي- راشيا،
- 14 آذار- تيار المستقبل: مقعد روم أرثوذكس ومقعد سنّي في عكار، ومقعد سني في صيدا، ومقعد سني في المنية الضنية، ومقعد سني في البقاع الغربي- راشيا، ومقعد شيعي في بيروت الثالثة (غازي يوسف)
- 14 آذار- القوات اللبنانية: مقعد روم كاثوليك ومقعد أرمن أرثوذكس في زحلة، ومقعد روم أرثوذوكس في الكورة.

التأثير الطائفي على المقاعد
إذا أخذنا التوزيع الحالي لهذه المقاعد نرى أن الصوت السني يؤثّر على 9 مقاعد هي: مقعد شيعي في بيروت الثالثة، ومقعد سني في صيدا، وثلاثة مقاعد شيعي وسني وماروني في البقاع الغربي- راشيا، ومقعد ماروني في طرابلس، ومقعد سني في الضنية، ومقعدان سنّي وأرثوذكسي في عكّار. بينما يقتصر التأثير الشيعي المباشر على ثلاثة مقاعد هي: المقعد الشيعي في بنت جبيل، ومقعدان سنّي وشيعي في بعلبك- الهرمل. بالتالي، يكون التأثير المسيحي على 8 مقاعد هي: ثلاثة مقاعد في المتن، ومقعد ماروني في كسروان، ومقعد شيعي في بعبدا، ومقعد أرثوذكسي في الكورة، ومقعد كاثوليكي وآخر للأرمن الأرثوذكس في زحلة.

وإذا استثنينا المقعد الماروني في طرابلس حيث وزن المقعد النيابي في هذه الدائرة 27 ألف صوت، بينما يصل عدد الناخبين المسيحيين إلى 21 ألفا فقط، يتبيّن أنّ تأثير الصوت المسيحي على المقاعد في بقية الدوائر يعتبر مقرراً. ففي عكار يبلغ وزن المقعد 33 ألف صوت وعدد الناخبين المسيحيين 77 ألفاً. وفي البقاع الغربي- راشيا يبلغ وزن المقعد 20 ألفاً وعدد المسيحيين 31 ألفاً، وفي زحلة تصل نسبة الناخبين المسيحيين 55% من إجمالي الناخبين في الدائرة. فضلاً عن التأثير الماروني المقرر في قضاء بعبدا، كونها تملك أكثر من 60 ألف ناخب وتشكّل الأغلبية منفردة، لاسيما أن السنة والشيعة والدروز مجتمعين يشكلون نحو 78 ألفاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها