الخميس 2017/06/15

آخر تحديث: 01:09 (بيروت)

نسبيّة الـ15 دائرة: 56 مقعداً بأصوات المسيحيين

الخميس 2017/06/15
نسبيّة الـ15 دائرة: 56 مقعداً بأصوات المسيحيين
ستختلف المعادلة عن قانون الستين (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

تتعاطى بعض القوى السياسية، لاسيّما التيّار الوطني الحر، مع الناخبين المسجّلين في القوائم الانتخابية كما لو أنهم يشكّلون كُتلاً طائفية متراصّة. فعندما يتعلّق الأمر باحتساب المقاعد النيابية وفقاً لمبدأ المناصفة بعد إتفاق الطائف، يلجأ التيار إلى منطق العدّ الطائفي متناسياً الانتماء السياسي للنّاخبين. حتى أنّ معظم العاملين في الشأن الانتخابي لجأوا إلى هذه المعادلة، علماً أن الأرقام التي يضعونها للرأي العام خاطئة كونها لا تميّز بين المستويَيْن الطائفي والسياسي لطبيعة الناخبين اللبنانيين.

فإذا كانت الطائفة الشيعيّة تكاد تكون مقفلة للثنائي الشيعي، وأقل منها الطائفة الدرزية، فالطوائف الأخرى تتوزّعها قوى سياسية وزعامات سياسية متناقضة. حتى أنّ التيّار الذي يحاول شدّ العصب المسيحي عبر اللجوء إلى لغة العدد بدّل تحالفاته السياسية أكثر من مرّة منذ العام 2004. بالتالي، لا يمكن التعاطي مع الطائفة المسيحيّة كما لو أنّها كتلة موحّدة سياسيّاً وانتخابيّاً عندما نريد احتساب عدد المقاعد التي يستطيع المسيحيّون الإتيان بها.

قانون الستّين
بما أنّ "منطق العدد" بات همّاً مسيحيّاً، أو بشكل أدق همّاً لدى بعض القوى المسيحية، فهل اللجوء إلى القوائم الانتخابية يُهدّئ من روع البعض؟ بحسب قانون الستّين (26 دائرة انتخابية) يستطيع الصوت المسيحي، في ما لو كان المسيحيّون كتلة ناخبة موحّدة، تقرير مصير 47 مقعداً في 11 دائرة انتخابية آخذين في الاعتبار الدوائر التي تفوق فيها نسبة الناخبين المسيحيّين الـ52% من مجمل الناخبين في كل دائرة على حدة. وتتوزّع هذه المقاعد على الدوائر التالية: بعبدا (6 مقاعد) حيث تصل نسبة الناخبين المسيحيّين إلى 52%، تليها زحلة (7 مقاعد) بنسبة 56%، وجزين (3 مقاعد) بنسبة 76%، ثم جبيل (3 مقاعد) بنسبة 77%، والكورة (3 مقاعد) بنسبة 83%، وزغرتا (3 مقاعد) بنسبة 87%. بينما في بيروت الأولى (5 مقاعد) تصل نسبة الناخبين المسيحيين إلى 90% وفي البترون (مقعدان) بنسبة 92%، وفي المتن (8 مقاعد) بنسبة 94%، وفي كسروان (5 مقاعد) بنسبة 98%، لتصل النسبة إلى 100% كما هي الحال في بشرّي (مقعدان).

إضافة إلى هذه المقاعد الـ47 الخاضعة مباشرة لتأثير الصوت المسيحي، ثمة 17 مقعداً موزّعة في ثلاث دوائر انتخابية يبقى الصوت المسيحي فيها مرجّحاً. وهي: بيروت الثانية (4 مقاعد) حيث تصل نسبة الناخبين المسيحيين إلى 39%، والشوف (8 مقاعد) بنسبة 37% وعاليه (5 مقاعد) بنسبة 41%. بالتالي، ينحصر تأثير الصوت "المسلم" في بقية الدوائر الـ12، حيث تنخفض فيها نسبة الناخبين المسيحيين تدريجاً إلى ما دون الـ27%.

لكن، على عكس ما يروّج البعض من أنّ المسيحيين لا ينتخبون أكثر من 30 مقعداً بأصواتهم، تُظهر لوائح الناخبين أنّ المسيحيين وفق دوائر الستّين يستطيعون السيطرة على 47 مقعداً بأصواتهم. لكنّ هذه المعادلة تسري في حال اعتبرنا الناخبين كتلاً طائفيّة موحّدة. فيما إذا استندنا إلى الواقع اللبناني منذ تأسيس الجمهورية نكتشف أنّ طوائفه لم تأخذ هذا المنحى، بل كانت منقسمة على الدوام بحسب الاستقطاب السياسي. ولكون طائفة المسيحيين ليست كتلة متراصّة وتتنازعها الأحزاب والزعامات التي تميل إلى الاستقطابات السياسية والطائفية الموجودة في لبنان، فتأثير الكتل المسيحية الكبيرة على المقاعد ينخفض بحسب التحالفات السياسية مع بقية الأطراف. ما يجعل الصوت المسلم يرجّح كفة هذا الحلف على الآخر. وهذا يسري على دوائر جزّين (3 مقاعد) وزحلة (7 مقاعد) وجبيل (3 مقاعد) وبعبدا (6 مقاعد). أما في بقية الدوائر (28 مقعداً) فتأثير الصوت المسلم معدوم.


قانون النسبيّة في 15 دائرة
مع اعتماد الدوائر الـ15، سيحافظ المسيحيّون على التفوّق في التأثير مباشرة على 47 مقعداً، كما هي الحال في قانون الستّين مع اختلاف طفيف في نسب الناخبين. وهذه المقاعد موزّعة على 6 دوائر حيث تفوق نسبة الناخبين المسيحيين فيها الـ52%، وهي: دائرة بعبدا (6 مقاعد) بنسبة 52%، زحلة (7 مقاعد) بنسبة 56%، كسروان- جبيل (8 مقاعد) بنسبة 88%، وزغرتا الكورة- بشرّي- البترون (10 مقاعد) بنسبة 90%، وبيروت الأولى (8 مقاعد) بنسبة 93%، والمتن (8 مقاعد) بنسبة 94%.

لكن ولكون النظام المعتمد نسبياً، فإن تأثير الصوت المسيحي سيمتدّ على جميع الدوائر حيث ينتشر المسيحيّون. بالتالي، ستختلف المعادلة عن قانون الستين الأكثري ليصبح الصوت المسيحي مؤثراً بنحو 55 مقعداً. وهي على الشكل الآتي: دائرة بعبدا (3 مقاعد من أصل 6) حيث تصل نسبة الناخبين المسيحيّين إلى 52%، وزحلة (4 مقاعد من أصل 7) بنسبة 56%، وكسروان- جبيل (7 مقاعد من أصل 8) بنسبة 88%، وزغرتا- الكورة-  بشرّي- البترون (10 مقاعد) بنسبة 90%، وبيروت الأولى (8 مقاعد) بنسبة 93%، والمتن (8 مقاعد) بنسبة 94%، وبيروت الثانية (مقعدان من أصل 11) بنسبة 14%، والشوف- عاليه (5 مقاعد من أصل 13) بنسبة 38%، وصيدا- جزين (مقعدان من أصل 5) بنسبة 40%، والزهراني- صور (مقعد من أصل 7) بنسبة 13%، والنبطية- بنت جبيل- مرجعيون- حاصبيا (مقعد من أصل 11) بنسبة 10%، والبقاع الغربي (مقعد من أصل 6) بنسبة 22%، وبعلبك- الهرمل (مقعد من أصل 10) بنسبة 14%، وفي طرابلس- الضنية (مقعد من أصل 11) بنسبة 11%، وفي عكّار (مقعدان من أصل 7) بنسبة 27%.

أما الطوائف الإسلامية فسينحصر تأثيرها على: 8 مقاعد تحت تأثير الصوت الدرزي، و31 مقعداً تحت تأثير الصوت الشيعي، و33 مقعداً تحت تأثير الصوت السنّي (مع احتساب المقعدين العلويين في طرابلس وعكّار حيث الصوت العلوي يكاد يكون شبه معدوم).

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها