"آخر يوم" لسعودي أوجيه: أين حقوق الموظفين؟

ورغم أن "نهاية امبراطورية سعودي أوجيه" متوقعة، إلا أن خبر التبليغات جاء مزعجاً للموظفين، خصوصاً أن بعضهم ينام في العراء والمساجد والحدائق داخل السعودية، أملاً منهم بتحصيل مستحقاتهم المالية وتعويضاتهم من الشركة. وذهب التفاؤل ببعضهم إلى إمكانية نقل كفالتهم إلى شركة أخرى يجرى الحديث عن تأسيسها هناك. "الموظفون صارعوا حتى الرمق الأخير، وضعنا مأساوي نقتات على موائد الرحمن"، يقول لـ"المدن" موظف صيداوي أمضى في الشركة ثلاثة عقود. يضيف: "الأزلام تم نقلهم إلى المولود الجديد"، في إشارة إلى شركة Macc الناشئة (شركة العمران الحديثة للمقاولات)، التي تردد أنها قامت على انقاض سعودي أوجيه. ويقول متابعون إن "الفساد انتقل من أوجيه إلى ماك، والإدارة الفاسدة هي نفسها".

يقول "عالقون"، وهو وصف يطلقه مصروفون من الشركة على زملاء لهم بقوا في السعودية، إنه طُلب منهم الذهاب إلى مكتب العمل السعودي ورفع دعوى وتحرير وكالة لدى كاتب العدل، و"هناك محام اسمه تلمساني نمضي له توكيلاً على كل شيء ليرفع دعوى، لتحصل المصالحة والقبض". وكتب موظف على حسابه في فايسبوك: "رقبتنا بيد التلمساني، والتلمساني سعودي منحاز ليس للحق إنما لموقف المملكة السعودية ومنحاز لصاحب الشركة سعد الحريري". شعور عام ينتاب موظفي سعودي أوجيه أن السعودية منحازة إلى الحريري على حساب حقوقهم. "السعودية خذلتنا، كنا نتوقع منها انحيازاً إلى الحق وليس إلى الباطل".

وعلمت "المدن" أن محامين لبنانيين وأجانب سيتطوعون من أجل رفع دعاوى قضائية ضد سعودي أوجيه في أكثر من بلد، بينها بريطانيا، للمطالبة بحقوق الموظفين ومستحقاتهم المالية والتعويضات. وهناك عرائض وتوكيلات يقوم متضررون بتوقيعها من أجل أن تأخذ الدعاوى القضائية طريقها إلى التنفيذ.

وأعلن موظفون أنهم سينفذون اعتصاماً، السبت في 17 حزيران، بالتزامن مع الافطار الذي سيرعاه رئيس الحكومة سعد الحريري في دارة آل الحريري في مجدليون- صيدا. وتقول إحدى الدعوات إن "موظفي سعودي أوجيه سيفترشون الأرض عند الإفطار ليفطروا على قطرة مياه. موظفون أحرقوا ربيع شبابهم في غربة سوداء ظناً منهم أنها ستحمل لهم نهاية بيضاء تؤمن لهم حياة كريمة في آخر الطريق". ويراهن منظمو التحرك على تأييد الشارع الصيداوي لهم، إذ لفتت الدعوات إلى أن "صيدا مفتاح الحل لإنهاء مأساتنا. وكلنا أمل بصيدا.. ولتكن صرختنا مدوية محطمة لظلمهم وطغيانهم وجبروتهم. وفي صيدا يجب أن يكون التحرك ضد الحريري هو الأقوى والفشل ممنوع".

وحصلت "المدن" على نص التوكيل الملزم للموظفين بالتوقيع عليه في السعودية، وفيه:

"وزارة العدل- وكالة
أنا سالم بن سلامة الجلعود كاتب بالعدل في الوحدة المستقلة لتوثيق الوكالات حضر (أسماء الموكلين) وأقروا بتوكيل: عمر صالح عمر العمري سعودي الجنسية، سامي أحمد إبراهيم تلمساني سعودي الجنسية، مجتمعين أو منفردين في ما يخص (المطالبات والمحاكم) وذلك في المطالبة وإقامة الدعاوى- المرافعة والمدافعة- سماع الدعاوى والرد عليها- الصلح – طلب اليمين ورده والامتناع عنه- احضار الشهود والمبينات والطعن فيها- مراجعة دوائر الحجز والتنفيذ- طلب الحجز والتنفيذ- المطالبة بتنفيذ الأحكام- قبول الأحكام ونفيها- الاعتراض على الاحكام وطلب الاستئناف- انهاء ما يلزم وحضور الجلسات في جميع الدعاوى لدى جميع المحاكم – استلام المبالغ لدى المحاكم الشرعية – استلام صكوك الأحكام من اللجان العمالية- وفي ما يخص (البنوك والمصارف) مراجعة جميع البنوك والمصارف- الإيداع – صرف الشيكات- استلام الشيكات- وفي ما يخص ( الشركات والمؤسسات الاهلية) مراجعة شركات التحويل المالية والمصرفية الداخلية والخارجية وتحويل المبالغ النقدية خارج المملكة – وفروعها وما يتبعها من إدارات واقسام- في ما يخص الهيئات الحكومية ما يتبعها من إدارات واقسام- مراجعة الهيئة العليا لتسوية الخلافات العمالية- مراجعة الهيئة الابتدائية لتسوية الخلافات العمالية والاستلام والتسليم- مراجعة جميع الجهات ذات العلاقة وانهاء جميع الإجراءات اللازمة والتوقيع في ما يتطلب – وله حق توكيل غيره- وعليه جرى التصديق والتوقيع".