الإثنين 2017/05/29

آخر تحديث: 19:48 (بيروت)

كزدورة قبل الإفطار الرحلة الأخيرة:3 قتلى في حادث سير

الإثنين 2017/05/29
كزدورة قبل الإفطار الرحلة الأخيرة:3 قتلى في حادث سير
الناجي الوحيد حالته مستقرة
increase حجم الخط decrease
لم يعلم الأصدقاء الثلاثة خضر ناصر (55 عاماً) ونزيه حرب (58 عاماً) وحسين غشام (50 عاماً)، من بلدة يارون الجنوبية، أن كزدورة قبل الإفطار ستكون الرحلة الأخيرة، حيث اصطاد شبح الموت اثنين منهم على الطرق في حادث سير وقع على طريق حداثا- الطيري، في قضاء بنت جبيل، إضافة إلى الشاب مهدي سليم فاضل (21 عاماً) من بلدة حداثا. 


وحده حسين غشام نجا من الحادث، وهو يرقد في مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل للعلاج، إلا أنّه حتى الساعة لم يستطع التحدث عما جرى معهم وكيف وقع الحادث. فالعائلة التي تحيط به في المستشفى، تلفت إلى أن حالته مستقرة، لكنه يعاني من كسور متعددة في الجسم وسيخضع لعملية في الرأس والأنف. ويشير نجله إلى أنّ "الصعوبة تكمن في إخبار والدي بخسارة صديقيه. فهل سيتمكن من استيعاب الصدمة؟".

حادثة الاصطدام، التي جرت بين سيارتين من نوع مرسيدس، الأولى كانت تحوي الأصدقاء الثلاثة، والثانية يقودها الشاب العشريني فاضل. وهو وحيد أبويه، أنهى دراسته في معهد الآفاق الجامعي وافتتح متجراً لتصليح الأجهزة الخليوية في مدينة بنت جبيل. وكل من عرفه يصفه بالشاب الهادئ والمحترم، يعود يومياً قبيل المغرب إلى منزل أهله في حداثا على مقربة من مكان وقوع الحادث، الذي وصف بالمستغرب فالطريق ليست ضيقة ولا هي بمنعطف.

ويستغرب خبير السّير حسين خنافر، الذي عاين الحادث، في حديث إلى "المدن"، عدم وجود أي آثار لمكابح السيارتين على الأرض. ما يشير إلى عدم تفاجؤ السيارتين بتواجههما. ويرّحج خنافر أن الحادث قد يكون نتيجة "سهوة" أحد السائقين، إضافة إلى عامل السرعة.

أما المشهد في بلدة يارون فقد لفه السواد، بعدما فقدت البلدة إثنين من أبنائها في الحادث. يصعب على حسين ناصر، وهو نجل خضر ناصر (أب لـ5 أبناء)، التحدث عن صفات والده. فهو "الرجل المعطاء في البلدة، ومقصد الجميع. خسرناه في البيت وخسرته بلدته نتيجة حادث سير مؤسف. نؤمن أنه قضاء وقدر، ولا نضع اللوم على أحد، فقد باتت الحوادث مثل الخبز اليومي".

وعن فرضية أنّ يكون الحادث مدبراً، كون ناصر هو مسؤول حزب الله في البلدة، ينفي نجله الأمر. "نؤمن أنّ ما حصل هو قدر مكتوب لوالدي ونتمنى الشفاء العاجل لصديقه".

من جهته، يلفت علي، وهو شقيق نزيه حرب، أن خسارة شقيقه بهذه الطريقة يجب أن تكون عبرة للجميع بأن يلتزموا قوانين السير والسرعة المحددة. فقد خرج أخي كالمعتاد مع أصدقائه ليقع الحادث قبل موعد الإفطار بعشر دقائق. ويسأل نفسه: "هل يكون الصيّام سبب عدم تركيز الناس قبل موعد الإفطار؟ فما من أحد شاهد الحادث لحظة وقوعه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها