الخميس 2017/05/25

آخر تحديث: 20:49 (بيروت)

الحريري في طرابلس: استقبال أقل من المتوقع

الخميس 2017/05/25
الحريري في طرابلس: استقبال أقل من المتوقع
تفاوتت الردود على زيارة الحريري (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
تحت شعار "الإنماء"، وصل رئيس الحكومة سعد الحريري، ظهر الخميس في 25 أيار، إلى طرابلس، في زيارةٍ مفاجئة لم يجرِ التحضير لها مسبقاً. فمنذ الصباح، استيقظت المدينة على تدابير أمنيّة مكثّفة، عطّلت حركة السير عند مداخلها وفي شوارعها، واستنفر أنصار تيّار المستقبل وحشدوا أنفسهم لاسقبال الحريري، ورفعوا الصوّر واليافطات المرحبة به.

وما إن وصل الحريري إلى محطّته الأولى في المدينة، مقابل فندق كواليتي إن، للإطلاع على خرائط مشاريع رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر، حتّى ارتفعت هتافات "بالروح بالدم نفديك يا سعد".

ثمّة شيءٌ من استعادة أمجاد التيّار في الشمال لجسّ نبض الشارع. والحريري، الذي لم يستطع إلتقاط أنفاسه، من السلام والتسليم وتهافت محبيّه عليه لإلتقاط صور السّيلفي، أعرب عن حلمه أن يرى طرابلس مثلما كانت. "جئت لأتفقد المشاريع الإنمائية التي ستنعش إقتصاد طرابلس، وكي أؤكد أن هذه الحكومة هي حكومة استعادة الثقة".

هذه الزيارة، التي يراها مقربون من الحريري أنها جاءت في "التوقيت الذكي"، قبل بدء شهر رمضان وبعد عودته من القمّة السعوديّة- الأميركية في الرياض، تلقّاها الطرابلسيون برسائل متعددة. رسالة "إعادة المياه إلى مجاريها" بعد جفاءٍ دام سنوات، ترافق مع تراجع حضور الحريري في المدينة وارتفاع أسهم اللواء أشرف ريفي. ورسالة عن احتمال انتهاء الأزمة المالية في مؤسسات الحريري، مع إمكانيّة إعادة ضخّ الأموال وإنشاء مشاريع جديدة. وأخرى بديهيّة، عن تعزيز قوّة التيّار في الشمال وتحالفاته المرتقبة قبل الانتخابات النيابيّة، وقدرة حكومته على انتاج قانون جديد، لاسيما في تأكيده خلال لقاء مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، الذي اسقبله إلى مأدبة غداء، "ما تخافوش، اتفقنا على قانون انتخاب جديد".

لكنّ الرسالة الأبرز لطرابلس، المتصلة بشعار "الإنماء"، جاءت لامتصاص غضب أهالي الشمال من مشاريع مجلس الإنماء والإعمار، التي يصفونها بـ"الفشل الذريع". فالحريري الذي جاء على شرف ‏سبعة مشاريع على طريق الإنجاز- من سوق الخضار الحديث، ومشروع المنطقة الإقتصادية في المرفأ، الاوتستراد العربي، مروراً بخان العسكر ومشروع اﻹرث الثقافي ومشاريع البنى التحتية، إلى المدرسة النموذجية ودار المعلمين، وصولاً إلى الجامعة اللبنانية كلية الهندسة والفنون الجميلة- كانت كلّها مشاريع بدأت قبل نحو 10 سنوات، ولم يُنجز منها شيء إلى اليوم، إضافة إلى اتهام المجلس بالفساد والهدر وعقد الصفقات المشبوهة على حساب مصالح الناس.

شعبيّاً، تفاوتت الردود على زيارة الحريري، بين متحمس وغير مبالٍ للزيارة. وإن جاءت الحشود الشعبيّة التي استقبلت الحريري أقلّ من المتوقع، باعتراف إحدى الشخصيات البارزة في منسقيّة تيار المستقبل لـ"المدن"، التي اعتبرت أنّ حضور قوى الأمنيّة على الأرض طغى على عدد أنصار المستقبّل. إذ "كنّا نتوقع استقبالاً شعبيّاً أوسع ممّا شهدناه بكثير".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها