من أجل الأسرى.. "مي وملح" في لبنان

إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية عن الطعام الذي يحمل الرقم 23، كان الحدث الشاغل للفلسطينيين في لبنان، وكذلك لعدد من المتضامنين اللبنانيين. واتخذ التضامن مع ما بات يُعرف بإضراب الكرامة أشكالاً عدة في العالمين الواقعي والافتراضي. واختلف التفاعل ما بين اعتصامات وتظاهرات وصولاً إلى نشر صور وفيديوهات متضامنة على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي.

أسماء السجون الإسرائيلية كعسقلان وعوفر والنقب صارت تتردد في صفحات المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان أكثر من اسم أي مخيم، وكادت تحجب اسم مخيم عين الحلوة من صفحة "عاصمة الشتات عين الحلوة" رغم الأحداث التي عاشها أخيراً. كما بدت المتابعة اللحظية لأخبار الأسرى مهيمنة بصورة واضحة على تلك الصفحات.

وغالبية الفلسطينيين غيرت صورها الشخصية على صفحات التواصل. أما على تويتر فتفاعل الناشطون الفلسطينيون مع هاشتاغ "تحدي مي وملح". والمياه والملح هما ما يدخل أمعاء الأسرى فحسب خلال إضرابهم عن الطعام.

نشر تسجيلات مصورة لناشطين يشربون "مي وملح" كان لافتاً بشكل كبير. وشارك في الحملة فنانون معروفون، كملحم زين الذي ظهر في تسجيل مصور يشرب كوباً من المياه والملح، في إشارة تضامنية مع الأسرى. وحذا حذوه الفنان الفائز أخيراً ببرنامج عرب أيدول يعقوب شاهين. أما وليد توفيق، الذي أهداه الرئيس الفلسطيني محمود عباس جواز سفر فلسطينياً، فنشر تسجيلاً مصوراً يعلن فيه تضامنه مع الأسرى.

وكان للفن حصته أيضاً من خلال إطلاق عدد من المغنين أغاني تضامنية، منها إطلاق الاتحاد الدولي للفنانين الفلسطينيين أغنية خاصة بالأسرى، أدّاها عمرو الواوي. وشارك فنانون برسومات تحيّي صمود الأسرى، منهم رسام الكاريكاتير في مخيم برج البراجنة ماهر الحاج.

في مدينة صيدا كانت تظاهرة، بدعوة من التنظيم الشعبي الناصري، نادت بدعم الأسرى، وتلبية مطالب أكثر من 1500 أسير مضرب عن الطعام، والتي أبرزها انتظام الزيارات، وزيادة مدتها، والسماح للأطفال والأحفاد تحت سن 16 عاماً من لقاء الأسرى من أقاربهم من دون حاجز زجاجي. وللمناسبة ذاتها نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اعتصاماً جماهيرياً حاشداً في مخيم عين الحلوة حضره ممثلو الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية الوطنية والإسلامية في صيدا.

ودعماً للأسرى المضربين عن الطعام، وبدعوة من هيئة التنسيق اللبنانية الفلسطينية للأسرى والمحررين، نُفذ اعتصام جماهيري أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيروت بمشاركة الفصائل الفلسطينية، والأحزاب اللبنانية، والمؤسسات والفاعليات الوطنية والاجتماعية، وجمهور كبير من بيروت وأبناء مخيماتها. وشهدت ساحة سمير قصير، وسط بيروت، اعتصاماً تضامنياً، بدعوة من منظمة الشباب التقدمي، شاركت فيه قيادات فلسطينية ولبنانية.

وشهدت المخيمات الفلسطينية دعوات للتظاهر الجمعة، في 28 نيسان. وبعد اجتماع فصائلي وأهلي في مخيم شاتيلا جرى نصب خيمة اعتصام تضامنية مع الأسرى، ورُفعت اللافتات التي تدعو إلى إطلاق سراح الأسرى. وفي المخيم نفسه التقى فريق أحلام لاجئ بفريق صامد ضمن دورة الأسير الفلسطيني لكرة القدم، ودخل الفريقان الملعب يحملان صور الأسير مروان البرغوثي. ولم تخلُ الروضات والمدارس من فعاليات وطنية.