السبت 2017/03/25

آخر تحديث: 07:34 (بيروت)

حزب الله باقٍ في سوريا:الحرب مع إسرائيل عند الضوءالأصفر

السبت 2017/03/25
حزب الله باقٍ في سوريا:الحرب مع إسرائيل عند الضوءالأصفر
استطاع حزب الله تحويل نفسه من خصم إلى حاجة لأعدائه (Getty)
increase حجم الخط decrease

يبدي حزب الله استهزاءً بكل التحليلات والتقديرات التي تتحدث عن قرب انسحابه من سوريا. يعتبر أن هذه المواقف الشعبوية ليس لها أي مردود. أما الميدان والفعل فكلامه آخر.

وفي وقت يعتبر البعض أن فتح معركة دمشق قد يؤثر على نفوذ الحزب، فإن الحقيقة مغايرة بالنسبة إليه. فهو ذهب إلى حلب في أقصى الشمال السوري، وخاض معارك عنيفة، وتكبد خسائر إنسجاماً مع الأهداف الإستراتيجية التي دفعته إلى الدخول في الحرب السورية. وهذه الأسباب لاتزال موجود. بالتالي، فإن الإنسحاب غير وارد. وبالتأكيد لن يترك دمشق. وهذا لا يحدده موقف من هنا أو من هناك لأي مسؤول أميركي أو روسي أو تركي. فحزب الله لا يستجيب لما يقوله البعض في آستانة أو غيرها.

في مقابل ذلك، تتكاثر المواقف الإسرائيلية التي تهدد الحزب بإمكانية شن حرب واسعة ضده، إذ لاتزال إسرائيل على موقفها بمنع الحزب من الحصول على أسلحة استراتيجية. داخل بيئة الحزب أجواء كثيرة توحي بإمكانية شن حرب إسرائيلية. وهذا مؤشر على أن نسبة التهديدات تزداد. لكن، كيف ستكون هذه الحرب؟ لا أحد قادراً على تحديدها. فهي لن تكون على غرار ما حصل في حرب تموز 2006، ولن تكون مفتوحة على مواجهة كبرى. وقد تقتصر على تنفيذ ضربات محددة ونوعية. وهذا يستدعي من الحزب رفع مستوى الإستعدادات، وهو يستند في ذلك إلى قاعدة الإشارات الضوئية، أي الإنتقال من الضوء الأصفر إلى الأحمر، تحسباً لأي طارئ.

المقلق بالنسبة إلى إسرائيل هو نوعية التسلّح، خصوصاً الصواريخ الإستراتيجية الكاسرة للتوازن. والصراع قائم حقيقة في السياسة، وتحديداً بين إسرائيل وطهران، لأن السلاح يستخدم لتحقيق مكاسب سياسية. وبدلاً من أن يكون النقاش في شأن موعد إنسحاب الحزب من سوريا وكيف، يتحول إلى سبب استمرار تدفق هذا النوع من الأسلحة إليه. لذلك، تخرج مسألة مشاركته في سوريا من التدوال على الأقل من الناحية العملية.

لا يمكن لإيران أن توافق على أي تحجيم دورها في سوريا، من دون وجود بدائل. لذلك، فإن هذا السلاح هدفه الأساس تعزيز الموقع الإيراني. بالتالي، فإن البحث لا يتناول إنسحاب الحزب من سوريا، إنما يتمحور حول بقائه، ولكن بأي شروط، وفي أي سياق. وهذا الضغط، يصب في خانة التطويع وليس الإقتلاع، لأن قوة النظام من قوة النفوذ الإيراني. بالتالي، لا يمكن تقويض النفوذ الإيراني لإحلال نفوذ آخر على الأرض.

ومما لا شك فيه أن حزب الله استطاع تحويل نفسه لدى أعدائه من خصم إلى حاجة. لأن البدائل غير متوافرة أو غير مضمونة. بالتالي، يريد الخصوم حزب الله بسلاح خفيف وليس بصواريخ. فيما هناك من يعتبر أن التهديد الموجود ليس وجودياً، أو بهدف الإنهاء، إنما بهدف التأثير سلباً على قوة الحزب، خصوصاً أن هدف إسرائيل هو حفظ الإستقرار على حدودها. وهذا ينطلق من إستمرار إنشغال الحزب في سوريا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها