الأربعاء 2017/03/15

آخر تحديث: 00:58 (بيروت)

"المسيحيون الآخرون": قانون باسيل بدعة

الأربعاء 2017/03/15
"المسيحيون الآخرون": قانون باسيل بدعة
النظام الأكثري في دوائر كبرى يلغي التمثيل الصحيح (المدن)
increase حجم الخط decrease
لم تستسغ القوى المسيحية، خارج ثنائي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، قانون الانتخاب الذي طرحه رئيس التيار جبران باسيل. وترى فيه أداة جديدة لاستهدافها، عدا عن كونه "بدعة لا تستقيم قانونياً ولا دستورياً، ولا يؤمن صحة التمثيل، طالما أنه لا يعتمد معياراً واحداً يساوي بين اللبنانيين"، وفق ما يقول النائب بطرس حرب لـ"المدن".

والقانون، وفق حرب، "يحرم قسماً من اللبنانيين من ممارسة حق الانتخاب. فهو، مثلاً، لا يسمح لمسلمي قضاء البترون بالانتخاب. وكذلك الأمر بالنسبة إلى مواطنين آخرين في مناطق أخرى". ويبدو موقف حرب واضحاً في مواجهة هذا "الاقتراح الذي يحمل في طياته كثيراً من الخفة"، في دعوته الحكومة إلى أن "تأخذ موقفاً جدياً من قانون الانتخاب أو أن تستقيل".

ولا يبدو موقف تيار المردة بعيداً من ذلك. فعضو المكتب السياسي فيرا يمين تتحدث عن "هاجس المقعد الواحد"، في إشارة إلى مقعد باسيل النيابي، "الذي يجلعنا نفقس كل يوم قانوناً انتخابياً". لكن تقنياً، وفق يمين، "هذا الاقتراح غير قابل للتطبيق"، خصوصاً أنه "كلما اتسعت الدوائر الانتخابية كلما اتجهنا إلى النسبية، بينما سيؤدي ما يقترحه باسيل إلى إحداث نوع من الإنقسام". وهي لا تفسر ذلك بغير سعيه إلى "إرضاء البعض مؤقتاً". وتقول يمين إن "اللبنانيين سبق لهم أن اتفقوا على قانون الدوائر الوسطى، فلماذا لا نعود إليه، مع بعض التعديلات التي تراعي هواجس الأفرقاء؟".

وفي الشق المذهبي لتحديد آليات التصويت، "يكرس الاقتراح المحادل الانتخابية لمصلحة الثنائيات المذهبية"، وفق مستشار النائب سامي الجميل ألبير كوستانيان، الذي يؤكد أن حزب الكتائب لم ينته بعد من دراسة الاقتراح. لكنه "يفضل الصيغ الواضحة على المركبة، إذ إن الصيغ المركبة تأتي على قياس من يركبها". ويلفت كوستانيان إلى أن الكتائب يفضل الصيغ الموحدة على غرار ONE MAN ONE VOTE، أو النسبية وفق دوائر متوسطة، "لأنها واضحة وسهلة للفهم ولديها معايير موحدة".

والمشكلة في اقتراح باسيل، وفق كوستانيان، تكمن "في وجود نواب سينتخبون على أساس طائفي وآخرين سينتخبون على أساس نسبي. ما يشكل إزدواجية في المعايير في المجلس نفسه، ويثير علامة استفهام حول وحدة القيمة التمثيلية للنائب".

وهذا ما يؤكده الخبير الانتخابي كمال فغالي، إذ إن "فكرة تكريس النظام الأكثري في دوائر كبرى تلغي التمثيل الصحيح، بينما كانت مواقف التيار الوطني الحر سابقاً ضد الدوائر الكبرى". ويستغرب فغالي أن يعود باسيل اليوم إلى الدوائر الكبرى، خصوصاً أنها "تترافق مع قانون طائفي، علماً أن هدف النسبية فتح المجال لتصحيح التمثيل. من هنا، فإن المؤكد أن هذا الإقتراح لا أمل له بالحياة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها