الثلاثاء 2017/02/21

آخر تحديث: 00:14 (بيروت)

استقالات من تيار العزم: "تنبؤ" أم مسرحية؟

الثلاثاء 2017/02/21
استقالات من تيار العزم: "تنبؤ" أم مسرحية؟
البعض علق عضوياته اعتراضاً على "الانزلاق في المستنقع الإيراني" (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تأخذ اللاستعدادات للانتخابات النيابية في طرابلس اتجاهاً تصعيدياً– توترياً، حتى في صفوف التيّار الواحد. وما حدث داخل تيّار العزم والسعادة، التابع لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، مساء السبت في 18 شباط، من تقديم استقالات وعمليّات فصل شباب من التيّار، أشعل حمى الخلافات الداخلية وأخرجها من "الكتمان"، لتتحول مواقف "الشباب الغاضبين" إلى فرصة لـ"الاستدراج"، يتولى مهمّتها أنصار اللواء أشرف ريفي.

لم تنحصر دوافع الاستقالات والفصل بسبب واحد. فأول الغيث، كان مع محمد شرف الدين، وهو موظف في قطاع شباب العزم، حين كتب على صفحته في فايسبوك: "لأنّ من لا يقف بجانبي في وقت الشدّة لا أريده في وقت الرخاء، ولأسباب عدة أخرى، أعلن استقالتي من مكتب شباب العزم". فشرف الدين الذي توجه، في 14 شباط، إلى مدينة طرطوس في سوريا، من أجل قضاء يوم عطلة، أوقفته هناك المخابرات الجويّة السورية، وحققت معه لساعات بعد الاشتباه باسمه، ليتبيّن لاحقاً أنّه خالٍ من أيّ شبهات.

لكن الافراج عن شرف الدين كان يستوجب حصوله على إذن مغادرة، فتواصل مع مسؤولين في تيّار العزم، طالباً مساعدتهم، فلم يُلبّوه. ما دفعه لاحقاً إلى الاتصال بواحد من أفراد عائلته، الذين هم على معرفة بأحد سياسيي منطقة المنية المقربين من النظام السوري، والذي عمل على مساعدته.

حادثة شرف الدين تبعتها حالة تعاطف كبيرة من زملائه في مكتب شباب العزم، ولاسيما أنّه صاحب شخصيّة مؤثرة، وقد ساعد في السنوات الماضية على استقطاب أعداد كبير من شباب المدينة، بغية دفعهم إلى الانتساب إلى المكتب. وهذا التعاطف، الذي تبعه توالي تقديم الاستقالات من شبابٍ آخرين، وضعها مسؤولون في المكتب في خانة "التضامن" ليس أكثر. لكن الواقع، يشي بغير ذلك، إذ بدا أن هناك عملية "غربلة" تقوم بها قيادة التيار، بهدف استبعاد المنتسبين الذين تحوم حولهم علامات الاستفهام، وفق وجهة نظرها.

فقضية طه حافظ، وهو أحد المنتسبين إلى المكتب، الذي تبلغ قرار فصله مع عددٍ من رفاقه، غير مرتبطة بـ"التضامن" مع شرف الدين. وفي حديث إلى "المدن"، يشير حافظ إلى أنّ تزعزع وضعه في مكتب شباب العزم، بدأ حين كتب على صفحته في فايسبوك، رأيه برفض مشاركة تيار العزم ممثلاً بمستشار ميقاتي خلدون الشريف، في ذكرى ثورة الخميني في السفارة الإيرانية في بيروت، فـ"اعتبرتها مهينةً بحقنا، وأطلقت هاشتاغ #ضد_الانزلاق_في المستنقع_الإيراني. ما دفعني إلى تعليق عضويتي إلى حين اتضاح التحالفات واللوائح الانتخابية، التي سيشكلها الرئيس ميقاتي".

بعد عدّة أيام، تراجع حافظ عن تعليق عضويته، فاستدعاه مدير مكتب شباب العزم إلى غرفته، "وأجروا معي شبه محاكمة داخلية، وعلّقوا عضويتي إلى حين استدعائي مرّة ثانية لاتخاذ قرارٍ إمّا بفصلي أو بقائي. ووجهوا إليّ كلاماً قاسياً، مثل رحم الله امرئ عرف قدره ووقف عنده، كأنني لست شيئاً، واتهموني أنني وصولي أطلب الشهرة على حسابهم، وقالوا لي قبل أن تحارب إيران هناك داعش لا تنساها". يسأل حافظ: "هل بمجرد التعبير عن اعتراضنا ورأينا الشخصي يتم الاستغناء عن تضحياتنا والاسم الذي بنيناه سوياً؟ وهل يجب أن نجاريهم بكلّ مواقفهم من دون أن نتكلم؟ فما هو دورنا؟".

وفيما يعتبر هؤلاء الشباب أنّ هناك تجاهلاً واضحاً لتطلعاتهم وعدم اكتراث بمطالبهم وأفكارهم وحاجاتهم، تشير معلومات من داخل التيّار، لـ"المدن"، إلى أنّ كلّ ما يجري في مكتب شباب العزم، ليس أكثر من مسرحية يقف خلفها ريفي، خصوصاً أنّ مستشاره عمر الشامي كتب على صفحته في فايسبوك ما يشبه التنبؤ: "استقالات كبيرة ستطال تياراً سياسياً غداً". على أن تتحول المنافسة إلى عملية استدراج الشباب كـ"مفاتيح انتخابية" فعّالة، من خلال اشعارهم بالتهميش والغبن.

بالعودة إلى شرف الدين، يعتبر مصطفى الآغا، أحد قياديي التيّار، أنّ عدم إمكانية مساعدته "كانت بسبب انقطاع علاقة الرئيس ميقاتي بالنظام السوري منذ سنوات بعد تمويله المحكمة الدولية لتغليب مصلحة لبنان على مصالحه الشخصية". وينفي أن يكون المكتب قد قام بفصل أحد من الشباب، فـ"نحن حريصون على شبابنا وهم من قدّموا استقالاتهم".

وحول التحضيرات الانتخابية يضيف الآغا: "من الاحتمالات القائمة هو أن يشكل الرئيس ميقاتي لائحته المستقلة والاكتفاء بالمقربين منه. وقد أطلقنا ماكينتنا الانتخابية، في انتظار تحديد القانون الذي ستجرى الانتخابات وفقه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها