الجمعة 2017/02/10

آخر تحديث: 00:30 (بيروت)

مستشفيات ترفض استقبال منى: ليس لدينا عناية خاصة بالأطفال

الجمعة 2017/02/10
مستشفيات ترفض استقبال منى: ليس لدينا عناية خاصة بالأطفال
الطفلة منى مريضة بالسل والسحايا
increase حجم الخط decrease

منى عثمان، طفلة فلسطينية من مخيم نهر البارد، انتشرت صورتها مساء 9 شباط، على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولةٍ لإنقاذها، بعدما أحبطت أسرتها من طرق أبواب المستشفيات في طرابلس التي رفضت إدخالها للمعالجة، وهي تعاني من وضعٍ صحي مزمن يتطلب وجودها في غرفةٍ للإنعاش خاصة بالأطفال مقابل تكاليف باهظة.

تأزُم وضع منى، البالغة 10 سنوات، الذي بدأ من الأحد في 5 شباط، أجبر والدها منذر عثمان بعدما استنفد جميع خياراته في "رحلته" بدءاً من مستشفى معوض في زغرتا وصولاً إلى مستشفيات الإسلامي والمظلوم والنيني والحكومي في طرابلس، أن يُدخلها إلى مستشفى الخير في طرابلس، وهي معروفة بأنها "على قدّها"، ولا تملك التجهيزات اللازمة للحالات الطارئة. "اكتفينا بوضع أوكسيجين اصطناعي لها، بينما هي تحتاج إلى غرفة عناية خاصة بالأطفال، لكن المستشفيات رفضت إدخالها إمّا بحجة عدم وجود غرفٍ للعناية، أو بسبب عدم شغور أيّ مكان لها. والردًّ كان يأتي دائماً بعد أن يعلموا أننا لن نتمكن من دفع أيّ مبلغ"، يقول والدها.

منى التي تشكو من مرضي السلّ والسحايا، منذ العام 2010، لم تستطع أن تنتسب إلى مدرسة، فكانت ما إن تُشفى قليلاً حتى تنتكس مجدداً، ولم تحظَ بفرصة العلاج لا من جهة والدها الفقير، وهو سائق تاكسي لديه 5 بنات، ولا من وكالة الأونروا التي "تتكفل" عادةً بتأمين الخدمات الصحيّة للاجئين الفلسطينيين. يضيف الوالد: "لقد أحبطنا من حالة منى الصحية ونحن نعيش هاجس خسارتها، بعدما دخلت في حالة موت سريري بسبب احتباس الماء في دماغها، وبعدما يأسنا من الاونروا التي لم تعد تقدم المساعدة الصحية للاجئي المخيمات الفلسطينية، وقد اكتفت بالانصياع إلى رفض المستشفيات من دون أن تبذل أي مساعٍ أخرى لإنقاذ ابنتنا".

وفيما تفتح قضية منى الباب على مأساوية أوضاع أبناء المخميات الفلسطينية، وما لمح إليه والدها من تعرضهم لتمييز عنصري في سائر الخدمات، إضافة إلى السلوك "الماديّ" في مستشفيات لبنان، ينفى الدكتور عماد مطر لـ"المدن"، وهو طبيب كلفته الاونروا متابعة وضع منى مع أهلها، أن تكون الأونروا قد قصرت في واجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، أو أنها لم تساعد منى في سعيها للتواصل مع المستشفيات المتعاقدة معها في لبنان. "قمنا باتصالاتنا مع المستشفيات كلها في بيروت والشمال والبقاع، لكن أحداً لم يستجب لطلبنا بسبب عدم توافر عناية خاصة بالأطفال، ونحن لا نستطيع فعل أكثر من ذلك لأنّ وضعها حرج".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها