الثلاثاء 2017/11/28

آخر تحديث: 08:16 (بيروت)

طرابلس: حل مشكلة جبل النفايات.. جبل آخر؟

الثلاثاء 2017/11/28
طرابلس: حل مشكلة جبل النفايات.. جبل آخر؟
المطمر تكدست فيه النفايات على مدى ربع قرنٍ (جنى الدهيبي)
increase حجم الخط decrease

لا تزال أزمة جبل النفايات في طرابلس تتفاقم وتنتج مزيداً من الروائح والسموم، من دون إحراز أيّ تقدمٍ عملي من قِبل اتحاد بلديات الفيحاء. هذا الجبل، أصبح الشُغل الشاغل لأهالي طرابلس ومدار حديثهم اليومي. والسؤال الذي لا يجد أحدٌ جواباً له: إلى متى ستبقى الروائح تخنق أهالي طرابلس وسكانها؟

المطمر الذي تكدست فيه النفايات على مدى ربع قرنٍ من دون فرزٍ أو معالجة، امتدّ إلى البحر وأصبح جبلاً عملاقاً بطول 39 متراً ويوازي ارتفاعه طول مباني المدينة. وغاز الميتان مُهدد بالانفجار منه في أيّ لحظة. وقد ازدادت مشكلة الروائح الكريهة تعقيداً، بفعل الروائح الناجمة عن معمل التسبيغ المحاذي للجبل الممول من الاتحاد الأوروبي، الذي لزم قبل 7 أشهر ويُدار من اتحاد بلديات الفيحاء الذي يرأسه رئيس بلدية طرابلس أحمد قمرالدين. والمشكلة الفعليّة، هي أنّ شركة لافاجيت، التي تحمل النفايات إلى المعمل بحدود 350 طناً يوميّاً، تردّ منها نحو 240 طناً يومياً إلى المطمر.

تشير الناشطة المدنيّة المهندسة ريان كمون، لـ"المدن"، إلى أنّه قبل تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته كان من المفترض أن تبحث الحكومة في 3 مشاريع لحلّ أزمة المطمر في طرابلس. لكن في الواقع، "هذه ليست مسؤولية الحكومة وحدها، وإنما اتحاد البلديات والأعضاء الذين ليسوا على اطلاع حول مضامين هذه المشاريع، ولا يُتابعون عن كثب مع الخبراء من حيث التلزيم قبل البتّ بالقرار النهائي من قبل الحكومة". وحاليّاً، "هناك توجه لعقد طاولة مستديرة تضم خبراء بيئيين وأعضاء من البلدية والاتحاد لدراسة واقع الجبل علمياً، لاسيما أن الجبل في الآونة الماضية شهد انهيارات في بعض أجزائه".

من جهته، يشير عضو بلدية طرابلس باسم بخاش، لـ"المدن"، إلى توجه لإنشاء جبلٍ صغيرٍ في المساحة الشاغرة خلف الجبل الحالي، "لغياب البدائل الحاليّة بعدما أصبح الوضع طارئاً ويستدعي الحلّ السريع". قبل 3 أسابيع، "شكلنا لجنة لمتابعة أزمة المطمر، لكن وبسبب سفر قمرالدين لم تعقد اجتماعات".

هناك توجه آخر، وفق بخاش، يعتبر الحلّ الوحيد والأمثل ويُدرس جديّاً لإنهاء أزمة جبل النفايات قدمته جامعة ULF الفرنسيّة بالتنسيق مع الشركة الأميركية Hoskinson. وهذا الحلّ، جاء نتيجة دراسة قامت بها الجامعة والشركة، بشأن آلية إنشاء معمل لمعالجة النفايات الصلبة ويتخلص من قسم من المكب إلى جانب النفايات الناتجة منه، وفق تقنيّة Pyrolytic Gasification، ويعمل على توليد الطاقة الكهربائيّة بنحو 25 ميغاوات يومياً. ما يغطي حاجة طرابلس من ساعات التقنين الكهربائي. لكن مشكلته الوحيدة أنه ذو كلفة مرتفعة، تصل إلى 100 دولار أميركي لكلّ طن.

ويكشف بخاش: "يمكن أن يكون ملاصقاً للجبل في المساحة الشاغرة خلفه. لكن ما يمنع ذلك، هو التوجه إلى إنشاء جبلٍ صغير في هذه المساحة، خصوصاً أن الجبل الحالي على شفير الانهيار، ما يدفعنا لإيجاد بديلٍ في حال جرت الموافقة عليه في القلمون أو خارج طرابلس".

هذه الحلول وغيرها، بالنسبة لبخاش، "لا يمكن البتّ فيها قبل أن يتغيّر تعاطي قمرالدين مع هذا الملف وغيره، بعدما أصبح يسافر كثيراً بحجة عقد اجتماعات مع شركات أجنبية لإيجاد حلولٍ لأزمات طرابلس، لكنّه يعود وجعبته فارغة من أيّ اقتراحٍ أو حلّ. ما يثير كثيراً من علامات الاستفهام".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها