الإثنين 2017/11/27

آخر تحديث: 14:54 (بيروت)

قراصنة إيرانيون يخترقون ايميلات عون والحريري

الإثنين 2017/11/27
قراصنة إيرانيون يخترقون ايميلات عون والحريري
القراصنة السيبرانيّون المشاركون في عملية "أويلريغ" هم مدنيّون (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

في إطار عمليّة قرصنة الكترونيّة واسعة النطاق تطال لبنان، وفي خضم الأزمة الأخيرة الناتجة من الاستقالة المفاجئة لرئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض، هاجمت مجموعة من القراصنة الإيرانيّين ترعاهم طهران، سرفيرات مكاتب رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري وحسابات بريديهما الالكترونيين، بالإضافة إلى وزارتي العدل والخارجية، والجيش والعديد من المصارف اللبنانية.

هذا ما نقلته صحيفة لوفيغارو الفرنسيّة، الاثنين في 27 تشرين الثاني، عن أجهزة مخابرات غربية ناشطة في الشرق الأوسط. وقال المصدر إنّ هؤلاء القراصنة، التابعين لما يُعرف بعملية "أويلريغ"، يخترقون منذ نحو 6 أشهر سرفيرات لبنانية. بالتالي، تمكّنوا من الولوج إلى حسابات البريد الالكتروني الخاصة بكل من الرئيسين عون والحريري. ومن الواضح أنّ ما تقوم به طهران عشيّة الانتخابات النيابية المرتقبة، في العام 2018، يأتي في سياق التأثير على نتائج الاقتراع وتعزيز نفوذ حزب الله في الشرق الأوسط، من خلال جمع معلومات مُحرِجة عن منافسيه.

ولفت المصدر نفسه إلى أنّ هذه القرصنة الإيرانيّة والمستوحاة من الحليف الروسي الجديد، تركّز أولاً قبل أي شيء على المرشحين السُّنّة الذين تدعمهم المملكة العربية السعودية، وزعيمهم سعد الحريري. ولهذه الغاية، عمل الإيرانيون على جمع وثائق وكلمات سر لاستخدامها في الوقت المناسب. ما يسهم في ترجيح كفة الشيعة عموماً، وحزب الله خصوصاً. ما يشكّل دليلاً قاطعاً على تدخّل إيران المباشر في اللعبة السياسية اللبنانية المعقدة جداً، وفق ما أكد المصدر، كاشفاً أنّ هؤلاء ليسوا مجرّد قراصنة هواة، بل إنّ ما يحدث هو عبارة عن هجماتٍ منسّقة وذات بُعدٍ استراتيجي.

وإذ أشار إلى أنّ هؤلاء القراصنة السيبرانيّون المشاركون في عملية "أويلريغ" هم مدنيّون، رأى المصدر أنّ ذلك يسمح للحكومة الإيرانية بأن تدحض أي اتهام لها بالتورط في عمليات القرصنة المذكورة، والادّعاء بالنأي بالنفس عن أي تدخّل في الداخل اللبناني، مشدّداً على أن أجهزة المخابرات الغربية تملك أدلة تثبت أن تمويل هذه المجموعة يأتي من وزارتي الدفاع والأمن الداخلي الإيرانيتين.

فمجموعة "أويلريغ" المذكورة ناشطة منذ عام ونصف العام. ويبرز ذلك من خلال العديد من الهجمات على سرفيرات في المنطقة، وبشكل خاص ضد السعودية، وذلك خلال عملية ضخمة ضد 120 موقعاً إسرائيلياً كُشفت في نيسان 2017. كذلك، حاول القراصنة الإيرانيون التسلل إلى العديد من سرفيرات الحكومة الأميركية، لجمع معلومات سرية عن مواقف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التفاوضية خلال المفاوضات حول الأسلحة النووية الإيرانية، ومن ثم تلك المتعلقة بالعقوبات المحتملة والمتوخاة من قبل واشنطن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها