الأحد 2017/11/19

آخر تحديث: 10:49 (بيروت)

باسيل: 4 ملفات خوّف بها الأوروبيين

الأحد 2017/11/19
باسيل: 4 ملفات خوّف بها الأوروبيين
ربط باسيل بين ملف النفط والاستقرار في لبنان (Getty)
increase حجم الخط decrease

آثر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في إطار جولته الأوروبية التي اختتمها في موسكو، استخدام لغة الترهيب والترغيب خلال مخاطبته قادة الدول، لإظهار عمق الأزمة التي يتخبّط فيها لبنان. بالتالي، الضغط في سبيل حشد الدعم الخارجي لمساعدته في الحفاظ على استقراره ومنع أي دولة من اتخاذ إجراءات أحادية، خصوصاً أن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري أنذرت باحتمال تهديد التسوية السياسية.. والاستقرار. وقد حذّر باسيل من "عواقب على أوروبا نتيجة زعزعة الاستقرار اللبناني".

ففي وقت جدّد التأكيد أن "سيادتنا ليست للبيع، وسنردّ على أي محاولة للتدخل الخارجي في شؤوننا"، طرح باسيل خلال لقاءاته، 4 ملفات أساسيّة تحاكي الفوضى اللبنانية وارتداداتها على أوروبا، واضعاً مَن التقاهم في صورة السيناريو المعدّ لتفجير الساحة اللبنانية، مشدداً على مبدأ أن "ما يصيبنا قد يصيبكم"، أكان من باب أزمة النازحين، أم من خلال إيقاظ الخلايا الإرهابية النائمة، وأخطرها بإشعال فتنة سنية- شيعية لا تُحمد عقباها... أو خسارة استثمارات نفطية محتملة في لبنان.

أولاً: قال باسيل إنّ أزمة استقالة الحريري هي جزء من "محاولةٍ لخلق فوضى في المنطقة". وإذ لفت إلى "محاولةٍ لحرف لبنان عن المسار الإيجابي"، أعلن أن "الإخلال في استقرار الأمن في لبنان ستكون له نتائج مباشرة على أوروبا".

هذا الواقع المستجدّ قرأه نظيره الروسي سيرغي لافروف على أنه تدخّل في شؤونٍ لبنانية، وشدّد على أنّ روسيا معنيّة في أن يسود الأمن في لبنان بمعزل عمّا يجري في المنطقة. وهو ما لمسه باسيل عندما التقى نظراءه الأوروبيين، وفق ما تفيد مصادر مقرّبة منه لـ"المدن". إذ عبّروا جميعاً عن قلقهم من "استخدام لبنان ساحة لحرب أكبر بالوكالة في الشرق الأوسط"، آملين ألا يحصل أي نزاع جديد في المنطقة يمكن أن تنجم عنه عواقب مدمرة.

ثانياً: نبّه باسيل المجتمع الدولي والأوروبي من التداعيات الخطيرة لأزمة النازحين السوريين. وقال: "انتبهوا، لا تباركوا كي لا ينفجر بالعالم وأوروبا وحافظوا على استقرار لبنان"، مؤكداً أن "أزمة النازحين لا تحل من دون الكلام مع الحكومة السورية والموضوع في حاجة إلى الوقت".

وتوضح المصادر أنه من غير المنطقي أن يدخل القيّمون على السلطة في حوارهم الطويل بشأن الملفات التي تحدّد مستقبل لبنان، من دون التصدّي لأبرزها وأخطرها على الإطلاق، ملف النازحين السوريين والفلسطينيين. هذه القضية باتت من أكبر القضايا سخونةً، نظراً إلى خروجها عن الإطار الإنساني. وتكشف المصادر أن الدراسات الموثّقة التي أعدَّتها وزارة الشؤون الاجتماعية تفيد بأنّ عدَد المخيّمات السورية العشوائية في لبنان بلغَ الألف، في الوقت الذي تبقى الحدود السورية مع الأردن وتركيا مراقبةً، علماً أنّ أيّ إغلاق مفاجئ للحدود من البلدان المجاورة سيُنتج أزمةً بازدياد عدد النازحين إلى لبنان ولا مفر من أن تُصدّر تداعياتها إلى الدول المجاورة. ولا يمكن تجاهل الخوف الأوروبي من هجرات غير شرعية إضافية إلى دولها.

ثالثاً: جدد وزير الخارجية اللبنانية التأكيد أنّ حزب الله مقاومة مقبولة عند جميع اللبنانيين، وقد حمت لبنان من العدو الصهيوني وبعده من الإرهاب التكفيري، مشيراً إلى "حملة تهويل لإخافة لبنان وانتزاع عناصر القوة التي يتمتّع بها في محاربة الإرهاب".

رابعاً: تحدّث باسيل أيضاً مع نظيره الروسي عن ملف النفط في لبنان، لافتاً إلى أن "المسألة تتعلق بالاستقرار في لبنان والمنطقة، ولبنان كان على وشك توقيع عقود استخراج الغاز في البحر اللبناني".

ووفق التقديرات الأوّلية لحجم الثروة البترولية في المياه اللبنانية، فإن هذه الثروة ستمكّن لبنان من تطوير البنى التحتية والخدمات، وستتيح استعادة التوازن الطبقي بعدما اضمحلّت الطبقة الوسطى بفعل الواقع الاقتصادي السائد منذ عقود. وتؤكد المصادر أن لبنان لا يتوقف عن عمله في الموضوع النفطي بعدما أنجز في العامين الماضيين قانون الموارد النفطية، ونجح في وضع قانون عصري وحديث، واُنجزت كل المراسيم التطبيقية واُقرّت في مجلس الوزراء، كما وُضعت قواعد العمل للأنشطة البترولية، وتمّ تعيين هيئة إدارة قطاع النفط. وتختم المصادر بالقول: نحن قادمون على نهضة اقتصادية ذهبية للبنان، فإما أن نحيّد كل الخلافات السياسية لمصلحة لبنان واقتصاده، وإما أن نبقى غارقين في الديون الاقتصادية وضيق فرص العمل والهجرة القسرية للعقول الشبابية الواعدة، ونخسر بالتالي لبنان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها