الجمعة 2017/01/20

آخر تحديث: 20:00 (بيروت)

مفاجأة.. ليس كل أهل بريتال يخطفون أو يسرقون

الجمعة 2017/01/20
مفاجأة.. ليس كل أهل بريتال يخطفون أو يسرقون
عادت بريتال متهمة بالخطف بنظر كثيرين (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

للمرة الأولى منذ تفشي ظاهرة الخطف التي اتهمت بها بلدة بريتال، تجمع شباب من البلدة أمام بلديتها بمشاركة رئيس المجلس وأعضائه، بالتزامن مع اقفال عام لمؤسسات البلدة، لـ"ينفضوا يدهم" من ارتكابات بعض أبنائها، ويحولوا الأصابع إلى أجهزة الدولة، التي اتهموها بـ"التقاعس سواء في القبض على عصابات الخطف، أو أقله خلق الروادع التي تصعّب مهمتهم. ما جعل بريتال أسيرة صورة خاطئة ساهم الإعلام بترسيخها في الأذهان".

جاء ذلك بعد ليل من المحاولات الحثيثة التي ذُكر أن بسام طليس قادها بتكليف من الرئيس نبيه بري مع نافذين في البلدة لحث الخاطفين على تسليم رجل الأعمال المخطوف سعد ريشا، والتي ينفي رئيس البلدية أحمد علي إسماعيل اطلاعه على تفاصيلها.

وصل إسماعيل إلى رئاسة البلدية اثر فوز حزب الله بمجلسها، الذي تحكم به لفترة طويلة الشيخ صبحي الطفيلي، فكانت إحدى مهماته، كما يقول لـ"المدن"، استبدال الصورة النمطية عن بريتال "كبؤرة حامية لعصابات سرقة السيارات والخطف". إلا أن اختطاف ريشا نسف ما بذل من جهود، خصوصاً أنه جاء بعد فترة من تراجع ظاهرة الخطف، وفي بداية عهد استبشر كثيرون أن يضع نهاية لما شهده البقاع من لا استقرار أمني.

عادت بريتال متهمة بالخطف بنظر كثيرين. وعاد الحديث عنها كبيئة آمنة لسارقي السيارات ومبتزي المواطنين بحرياتهم. وحتى لو كان عدد المتهمين الفعليين، كما يقول أبناء البلدة، لا يتجاوز أصابع اليد وسط كثافة سكانية تزيد على 20 ألف نسمة، بينهم عدد كبير من المثقفين والضباط ورجال الأعمال.

عندما يُسأل إسماعيل عن الشبان الثلاثة الذين تداولت وسائل الاعلام أسماءهم كمشتبه بهم في عملية الخطف، يسارع إلى الإشارة إلى أنهم "من أنسباء رئيس البلدية السابق الموالي لصبحي الطفيلي. فهم من أصحاب السوابق، وبعضهم أوقف بسبب عملية خطف رجل الأعمال أحمد زيدان، لكن سرعان ما أطلق سراحه بعد أشهر قليلة بقدرة قادر".

لدى إسماعيل تساؤلات عدة يلمح من خلالها إلى أن الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية متقاعسة بردع ظاهرة الخطف. ويقول: "إذا كان أفراد العصابة المشتبه بها من أصحاب السوابق وبعضهم من الموقوفين سابقاً، فلماذا يترك هؤلاء على سجيتهم لإنتاج عملية جديدة في كل مرة؟ ولماذا لا تقوم الدولة بملاحقتهم جدياً رغم كل التعهدات التي تلقتها سراً وعلناً بتعريتهم من أي غطاء سياسي؟ لماذا لا يلقى القبض عليهم، وإذا اعتقلوا لماذا يفلتون من العقاب مجدداً؟ بل كيف ينشرون صورهم على فايسبوك وانستغرام في رحلات سياحية في إيطاليا وقبرص وتركيا، متجاوزين ملاحقاتهم ببلغات البحث والتحري؟".

يشارك رئيس البلدية خيبة أبناء بلدته ممن شاركوا في الاعتصام الذي تداعوا إليه تضامنا مع عائلة ريشا ورفضاً لعمليات الخطف المستمرة. وحتى في ظل الخطط الأمنية التي تبناها أكثر من وزير داخلية في حكومات متعاقبة، لم تتعامل أجهزة الدولةـ كما يقول أهالي البلدة، بالجدية المطلوبة مع حملاتها. بل أنذرت المرتكبين أكثر من مرة قبل أن توجه وحداتها إلى بؤرهم، ليكون حضورها جزءاً من بروباغندا إعلامية نسفت سلطة الدولة وصدقيتها.

يروى في البلدة أنه بعد زيارة قام بها وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى بريتال اثر اطلاق الخطة الأمنية الأخيرة في البقاع، أن أفراد العصابات خرجوا من مخابئهم بعد مغادرته وراحوا يطلقون النار في الهواء ابتهاجاً بانتهاء مفاعيل الخطة. هي الصورة الأكثر استهزاء، التي يؤكدها إسماعيل. فـ"بريتال ليست من يجب أن تتحمل عبء الخارجين عن القانون فيها، فهي لا تغطيهم ولا تريدهم، بل هي الأكثر تضرراً من ارتكاباتهم، لأنها تجعل البلدة كلها تصطبغ بصبغة الإجرام والخروج على القانون".

لكن الجهد الذي بذلته قلة شاركت في اعتصام الجمعة 20 كانون الثاني، لم يعكس في المقابل جدية أبناء البلدة بنبذ المرتكبين، كما طلب منهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لقاءات سابقة. حتى أحاديث بعضهم مع "المدن"، بدت ذرائع لينجوا هؤلاء بارتكاباتهم، خصوصاً في اشارتهم إلى اقتصاص سياسي تتعرض له بريتال من خلال "تضخيم صورة المرتكبين فيها، مقابل تقزيم ما قدمته البلدة من تضحيات حمت لبنان كله من خطر التكفيريين بعدما قدمت شبابها سابقاً كمقاومين للاحتلال الإسرائيلي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها