الثلاثاء 2016/08/30

آخر تحديث: 00:05 (بيروت)

طورسركيسيان يزور عون: هل "تؤدبّه" كتلة المستقبل؟

الثلاثاء 2016/08/30
طورسركيسيان يزور عون: هل "تؤدبّه" كتلة المستقبل؟
هل يقرأ طورسركيسان بيان كتلة المستقبل الثلاثاء؟ (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
تفاعلت الزيارة التي قام بها النائب في كتلة المستقبل سيرج طورسركيسيان إلى العماد ميشال عون، الإثنين، في الأوساط السياسية والإعلامية خصوصاً تلك التي تدور في فلك 14 آذار وفي مقدمها أوساط تيار المستقبل.

من نافل القول إن زيارة كهذه لم تكن لتأخذ كل هذا الاهتمام لولا "التجاذب الرئاسي" بين المستقبل والتيار الوطني الحر المستمر بوتائر مختلفة منذ الشغور في سدّة الرئاسة قبل نحو سنتين وثلاثة أشهر.

فالسؤال الأول الذي طرحه اللقاء منذ لحظوة الإعلان عنه: هل النائب عن منطقة الأشرفية الرميل في بيروت ينقل رسالة ما من الرئيس سعد الحريري إلى عون، أم أنّ الزيارة "من بنات أفكاره؟".

هذا السؤال شغل أوساط المستقبل وشخصيات في 14 آذار طيلة عصر الإثنين. وأفادت معلومات بدايةً أنّ طورسركيسيان نسّق الزيارة مع أحد المستشارين البارزين للحريري، قبل أن يتصل نائب في المستقبل بالمستشار عينه الذي نفى علمه بالزيارة. كذلك اجريت اتصالات بين عدد من "صقور المستقبل" لتبيان خلفية الزيارة، لكن أياً من هذه الاتصالات لم يتوصّل إلى تأكيد تنسيق الزيارة مع قيادة "المستقبل".

علماً أنّ طورسركيسيان نفسه كان أوضح عقب لقائه عون أنّ الزيارة "خطوة شخصية مع خلفية أننا نريد تحريك البلد، إذ لا نستطيع أن نبقى في الجمود".

كذلك استدعى الأخذ والرد في شأن الزيارة توضيحاً من الرجل حيث قال في تصريح تلفزيوني إن "زيارتي العماد عون مبادرة فردية وقد تحملت قصفا كفاية جراء هذه الزيارة"، مضيفاً: "لم أطلع أحداً على هذه الزيارة".

وكان نائب الأشرفية قد أعلن بطريقة غير مباشرة تأييده لانتخاب عون رئيساً للجمهورية إذ أجاب عن سؤال عمّن يؤيد للرئاسة، بالقول: "مجرد وجودي هنا اليوم هو خطوة كبيرة". وقال إنّ "كل نائب لديه افكاره (في الموضوع الرئاسي) سواء أكان ينتمي إلى كتلة أم لا". وهو كلام يؤشر إلى "تمايز" طورسركيسيان عن كتلة المستقبل في الشأن الرئاسي، خصوصاً بعد اجتماع الكتلة برئاسة الحريري في أول آب 2016 والذي دار فيه نقاش في شأن الموقف من ترشيح عون لرئاسة الجمهورية وقد كان رأي معظم نواب الكتلة عدم صوابية السير بهذا الترشيح.

لكن البارز في كلام طورسركيسيان سواء من الرابية أو في التصريح التلفزيوني عقب الزيارة هذه الـ"نغمة الجديدة" التي بدأت بالظهور في أجواء بعض نواب الأشرفية- الرميل لناحية تأكيد هؤلاء إستقلاليتهم عن المستقبل، وهو ما يوحي به كلام الوزير ميشال فرعون الذي كثّف في الآونة الأخيرة من زياراته إلى معراب، وقد قال في أحد تصريحات من هناك: "بعد اتفاق الفريقين المسيحيين بات لترشيح عون شرعية مسيحية". وهو كلام يوحي بتأييد الرجل انتخاب عون. كذلك انسحب فرعون من الجلسة الحكومية الأسبوع الماضي احتجاجاً على طرح مواضيع أساسية في الجلسة بغياب وزيري تكتل التغيير والإصلاح.

وقد قال طورسركيسيان من الرابية الإثنين رداً على سؤال عما إذا كانت زيارته عون تعني طلاقاً مع المستقبل: "كلا، لسنا في هذا الوارد. فالنواب الذين انتخبوا في المناطق المسيحية لديهم استقلاليتهم. انا نائب عن منطقة الأشرفية والرميل والصيفي، ومنذ 2009 كانت قراراتنا مستقلة. ونحن متحالفون مع تيار المستقبل وما زلنا".

وهذا كلام جديد على لسان بعض نواب هذه المنطقة من بيروت، وهو دليل تحسب من انعكاسات "تفاهم معراب" على مجرى الانتخابات النيابية المقبلة في المناطق المسيحية، خصوصاً في ظل مطالبة د. سمير جعجع وعون بقانون انتخابي يسمح لأكبر عدد من المسيحيين بانتخاب نوابـ"هم" في البرلمان.

ومعلوم أنّ طورسركيسيان كان موضع تجاذب بين القوات والمستقبل في انتخابات العام 2009، إذ كان جعجع مصراً على ترشيح طبيب قواتي هو ريشار قيومجيان، لكن تدخلات من جانب شخصية بارزة في 14 آذار سمحت بتسوية الخلاف بين الجانبين والإبقاء على ترشيح طورسركيسيان. وبالتالي، هذا قد يفسّر حركة الأخير المستجدة نحو الرابية لضمان ربما مقعده النيابي في الأشرفية.

وبالعودة إلى الجدل الذي أثارته زيارة نائب الأشرفية إلى الرابية الإثنين فإنّ بعض الأوساط السياسية أشارت إلى أنّ هناك توجهاً في المستقبل لإسناد مهمة قراءة بيان كتلة المستقبل "عالي النبرة كسابقه"، الثلاثاء، إلى طورسركيسان في خطوة تصوّب موقفه بعد الزيارة في حال كانت النية تأكيد بقائه تحت السقف السياسي للمستقبل.. إلا إذا كان أحد صقور هذا التيار يغطيه وهذا في حال كُشف سيدّل على تفاعل الإنقسام في المستقبل بشأن ترشيح عون.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها