الثلاثاء 2016/12/13

آخر تحديث: 01:38 (بيروت)

مطمر الناعمة: كهرباء لست قرى مجاورة

الثلاثاء 2016/12/13
مطمر الناعمة: كهرباء لست قرى مجاورة
المشروع تعويض عن الضرر الذي لحق بالأهالي في الفترة الماضية
increase حجم الخط decrease

بعد انتظار دام لأعوام كافأت الدولة اللبنانية أهالي القرى المجاورة لمطمر الناعمة، بإنجاز مشروع تحويل غاز الميثان إلى طاقة داخل المطمر، ليضيء بيوت السكان مجاناً على مدى خمسة عشر عاماً. فقد بدأت القرى الست المجاورة للمطمر، وهي عرمون وعبيه والبساتين وبعورته ودقون- باستثناء الناعمة التي تعاني مشكلة تقنية حالياً، تتغذى بين 20 و23 ساعة من الطاقة الكهربائية يومياً منذ عشرة أيام في حين يفترض أن تصل ساعات التغذية إلى 24/24 في الأيام المقبلة.

إنجاز المشروع، يعني كثيراً لأهالي القرى المجاورة التي عانت على مدى أعوام من آثار المطمر السلبيه على الصحة والبيئة. رغم ذلك، إنقسمت الآراء هناك، بين من إيد وبارك وتحمس لإنجاز المشروع وبين من اعتبره مكرمة لا تقاس بحجم الضرر الذي أصاب أهالي المنطقة هناك.

فالمشروع كأسلوب حياة مفيد لأهالي المنطقة، والأهم من ذلك أنه أنهى رائحة السموم والغاز التي كانت متطايرة طوال العقدين السابقين، وفق ما يقوله أحد ابناء عبيه أديب حمزة لـ"المدن"، معقباً على ذلك بالقول: "المشروع طال انتظاره، بل كان يفترض إنجازه منذ اللحظة الأولى لإنشاء المطمر، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً".

للشيخ منير الحلبي، من بلدة عرمون والناشط في الحملة الأهلية لإقفال مطمر الناعمة، وجهة نظر مختلفة تقول إن هذا المشروع على أهميته، يشبه إكليل الزهور الذي يوضع على ضريح الموتى، لأنه حصل بعد ضرر كبير عاشه أهالي المنطقة هناك. وهو يأتي كمكرمة صغيرة ممن يتحمل مسؤولية الأذى الواقع على الأهالي ولا تقاس منفعته بحجم الضرر الذي تكبده الأهالي في المنطقة".

أهالي الناعمة الأكثر تضرراً من وجود المطمر والذين ينتظرون وصول الكهرباء ويخافون الإستثناء الدائم لهم، يعتبر بعضهم في حديث مع "المدن"، أن ما تحقق يعد إنجازاً يحلم به كل مواطن في لبنان. ويرى الناشط في حارة الناعمة محمد عطوي أن المشروع يؤكد حقيقة أن للنفايات فوائد وليست أعباء كما تحاول الحكومة تصويرها. لكن ذلك لا يلغي أن المطمر عالج النفايات بطريقة غير صحية وبيئية. وتوافقه في ذلك أنيسه فخرالدين التي لم تتردد في الإفصاح عن مخاوفها في استثناء بلدة الناعمة من الكهرباء المجانية.

ويؤكد عضو لجنة المراقبة على مطمر الناعمة، التي شكلها وزير الزراعة أكرم شهيب سابقاً، زياد المهتار لـ"المدن" أن تزويد بلدة الناعمة بالطاقة الكهربائية المجانية يحتاج إلى نحو شهر كأبعد تقدير، وذلك بسبب مشاكل تقنية تتصل بالكابلات وطريقة توصيل الكهرباء وتتولى ذلك شركة كهرباء لبنان إلى جانب الجباية وتوزيع شبكة الكهرباء في المناطق التي شملها المشروع وصيانتها. فيما تقتصر الكلفة المترتبة على السكان على دفع بدل إشتراك رمزي، من أجل تغطية مصاريف الصيانة وتشغيل المعمل.

يستثنى من هذا المشروع، وفق قرار الحكومة الذي حدد القرى المستفيدة من المشروع، المؤسسات والمحال التجارية. وسيتم تدشين محطة تحويل الغاز إلى طاقة كهربائية الأربعاء 14 كانون الأول 2016.

ويؤكد الناشط البيئي بول ابي راشد، في اتصال مع "المدن"، أن إنجاز مشروع تحويل غاز الميثان إلى طاقة في منطقة الناعمة يجب اعدم استخدامه دليلاً على صحة خيار المطامر، ولاسيما أن المشروع تحقق بسبب إصرار الأهالي في المنطقة، وأتى كتعويض عن الضرر الذي لحق بهم طوال الفترة الماضية. ولكن في الوقت نفسه، لا يقلل ذلك من أهمية حصول أهالي المنطقة على التغذية الكهربائية المجانية، على أمل أن يصل لبنان خلال جدول زمني معين إلى معالجة بيئية للنفايات بعيداً من فكرة طمرها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها