الأحد 2016/12/11

آخر تحديث: 00:36 (بيروت)

زغرتا تتحدى الوطني الحر والقوات

الأحد 2016/12/11
زغرتا تتحدى الوطني الحر والقوات
هل تهدد معركة زغرتا النائب سليمان فرنجية؟ (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

منذ توقيع ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يروّج الثنائي لفكرة تمثيل 85% من المسيحيين. وقد أربكت الدراسة التي نشرتها "الدولية للمعلومات" الجميع. فقد أشارت إلى إمكانية اكتساح الثنائي المسيحي بتحالفه مع تيار المستقبل معظم مقاعد المجلس النيابي في حال تمّ اعتماد قانون الستين.

يشرح الباحث في "الدولية" محمد شمس الدين، في حديث لـ"المدن"، كيف توصّلت الدراسة لتوقعات خسارة النائب سليمان فرنجية مقعدين في معقله الزغرتاوي. فبالأرقام، كان عدد المقترعين في القضاء في الانتخابات النيابية العام 2009 نحو 33 ألفاً و500 صوت موزعة على الشكل الآتي: 26 ألف ماروني، و6 آلاف سني، و1500 روم أرثوذوكس. حصل تحالف فرنجية مع التيار الوطني الحر على نحو 18 ألف صوت، فيما حصل تحالف ميشال معوض مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل على نحو 15 ألف صوت. ما يعني أنه في حال جرت الانتخابات المقبلة وفق النظام الانتخابي نفسه، أي الستين، وفي ظل تحالف الثنائي المسيحي، ستنقلب الأمور رأساً على عقب في حال خاض فرنجية المعركة منفردا في وجه التحالف المفترض بين معوض والمستقبل والثنائي.

ويشير شمس الدين إلى أنه يكفي أن يجير الثنائي قوته الانتخابية في القضاء، التي تقدر بنحو 2000 صوت، إلى تحالف مفترض بين معوض والمستقبل، كي يحسم المعركة لمصلحته. ما يعني أن المعركة تصبح "على المنخار" حيث سيكون مقعد فرنجية نفسه مهدداً في معقله وليس خسارة مقعدين من المقاعد الثلاثة في القضاء الزغرتاوي.

وفيما ينفى رئيس "حركة الاستقلال" ميشيل معوض علمه بتلك الدراسة مكتفيا بالقول إنه مع وضع قانون انتخابي قائم على النسبية يسهم في تطوير الحياة السياسية، تستغرب مصادر مقربة من فرنجية ما ورد في الدراسة. فبالنسبة إلى فرنجية من المفضّل "التركيز على نتائج الانتخابات البلدية التي أثبتت عدم قدرة ثنائي الوطني الحر والقوات على احتكار التمثيل، وذلك بسبب التعددية السياسية الكبيرة عند المسيحيين. علما أن هذه الانتخابات أثبتت أن بقية المكونات المسيحية تمثل أكثر من 50% من الشارع المسيحي على الأقل. فلو عدنا إلى انتخابات جونية في قضاء كسروان، رغم حضور الرئيس ميشال عون شخصياً، فاز تحالفه بفارق لم يتعد 50 صوتاً على المرجعيات المسيحية هناك. أما في انتخابات زحلة، فقد حصلت ميريام سكاف وحدها على نحو عدد الأصوات التي نالتها الأحزاب مجتمعة، بما فيها القوات والتيار. وفي البترون أثبتت النتائج مدى قوة المرجعيات المحلية على تحدي الثنائي المسيحي".

يضيف المصدر أنّ الانتخابات البلدية تعكس المزاج المسيحي الحقيقي وليس كما يحاول الثنائي إشاعته من أنه سيكون تسونامي العام 2017. يتابع: "هذا التحالف الثنائي أحدث ضرراً كبيراً ليس على الشارع المسيحي فحسب، بل على المسلمين أيضاً. وذلك بسبب سياسة التحدي المعتمدة، عوضاً عن طمأنتهم". هذا فضلا عن "النفس الإلغائي الذي اتّسم به والذي شكل نوعاً من الترهيب للزعامات والقوى المسيحية المستقلة. وبالتالي، هو تحالف لجعل بقية القوى المسيحية تسير منصاعة له، لكنها على العكس من ذلك تبحث في نهاية المطاف عن مصالحها وترفض إلغاء نفسها".

ويشدد المصدر على أنّ تيار المردة فاز في انتخابات العام 2009 رغم الشحن الطائفي والأموال التي أغدقت على الناخبين، علماً أن التيار الوطني الحر لا يملك كتلة ناخبة وازنة في القضاء. ليس هذا فحسب بل إن الوطني الحر لم يقترع أساسا للائحة فرنجية". فالأخير "في زغرتا لا يُهزم لأن الجميع يثق بقيادته". وبالتالي، جميع توقعات تلك الدراسة غير منطقية، ولاسيما أنه من المبكر التكهّن بكيفية تشكل التحالفات الانتخابية. وسيعمل المردة على "توسيع رقعة خوضه المعارك الانتخابية في بقية الأقضية الشمالية، حيث لم يستثمر شعبيته المباشرة في الانتخابات النيابية الماضية. إذ أظهرت تلك الانتخابات أن مرشحي المردة في عكار وطرابلس والكورة (كريم الراسي ورفلي دياب وفايز غصن) قد احتلوا المرتبة الأولى مسيحياً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها