الأحد 2016/11/27

آخر تحديث: 09:41 (بيروت)

مؤتمر المستقبل: الانتقال إلى "الجيل الثاني"

الأحد 2016/11/27
مؤتمر المستقبل: الانتقال إلى "الجيل الثاني"
يرى كثيرون أن انتخابات المستقبل هي القسم الأهم (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

كان من الصعب أن تجد في جمهور تيار المستقبل ومندوبيه إلى المؤتمر العام الثاني، مَن اقتنع بأن انتخابات التيار يمكن أن تجري بلا "زعبرة" أو في أحسن الحالات بلا "غمزة" من قادة التيار. فهذه الفكرة تكرست في العقل الجمعي العربي لعقود طويلة. لكن خطاب الرئيس سعد الحريري في البيال أمس، جاء ليحسم هذا النقاش وليرسم لـ"رفيقاته ورفاقه" خريطة "مستقبل المستقبل". فالحريري "ليس لديه لائحة يريد فرضها ولا رأياً مسموحاً أو ممنوعاً"، قائلا: "لا أحد يقول لكم هذه لائحة سعد الحريري.. أنتم جميعكم سعد الحريري". لكن بما أن المستقبل يعني النظر إلى الأمام، تمنى الحريري على المندوبين التصويت للشابات والشبان ليكونوا في قيادة التيار، موجها الشكر والتحية إلى "جيل المؤسسين".

خطاب الحريري الداخلي ترك أثره السريع في قاعة البيال، حيث عقد اليوم الأول من المؤتمر العام بعد تأجيل تقني دام نحو الشهر. فاليومان الأولان شهدا، وفق المعلومات، تسريبات للوائح واسماء قيل إن الحريري يزكيها للوصول إلى المكتب السياسي، وهذا ما نفاه "الشيخ سعد" نفياً قاطعاً. أما حماسته للشابات والشبان والمرأة، وتقديمه الشكر والتحية لـ"جيل المؤسسين"، فوصفته شخصية قيادية في المستقبل بـ"انتقال التيار رسمياً إلى الجيل الثاني". لكنها أعربت عن اعتقادها بأن مطالبة "الرئيس" بتكريس دور الشباب والمرأة في قيادة التيار، لا يعني بالضرورة المنضوين في قطاعي الشباب والمرأة، كما روج له البعض، بل الشباب والمرأة من القطاعات كلها".

حضر المؤتمر أكثر من ألف شخصية سياسية واجتماعية، لبنانية وعربية وغربية، بمن فيها وفد من الحزب الشيوعي الصيني وآخر من حزب العدالة والتنمية التركي، إضافة الى العشرات من ممثلي أحزاب ليبرالية عربية وأوروبية. وذلك قبل أن ينصرف الزوار لتبدأ الجلسات المغلقة لمناقشة الوثائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إذ فاجأ الرئيس الحريري المؤتمرين بعودته إلى القاعة للمشاركة في النقاشات وللرد على الاسئلة والمداخلات التي تجاوزت 180 مداخلة.

وبعد تلاوة التقرير السياسي، الذي غلب عليه الطابع النقدي، تمحور النقاش حول القضايا السياسية والوطنية، إضافة إلى عمل المكتب السياسي والكتلة النيابية والأمانة العامة، مستعرضاً التحديات التي واجهها التيار منذ العام ٢٠١٠، تاريخ انعقاد المؤتمر الأول، حتى اليوم. وأفرد التقرير مساحة واسعة لحركة ١٤ آذار والوهن الذي أصابها، محملا أحزاب الحركة كلها مسؤولية ما وصلت إليه، داعياً إلى وقف تفسّخها. وأكد التزام المستقبل بالمحكمة الدولية ودعوته إلى تصحيح القضاء اللبناني.

أما في الموضوع الإيراني، فقد ركز التقرير على الانطباع السائد حول هيمنة إيران على لبنان من خلال حزب الله، مؤكداً أن تيار المستقبل، رغم التزامه مقتضيات الوفاق الوطني، مصر على رفض الانجرار إلى الفتن المذهبية، داعياً إلى تحرير البيئة الحاضنة للتدخل الإيراني، ورافضاً منطق الميليشيات والسرايات وأي سلاح غير سلاح الشرعية.

وتحدث التقرير عن المأزق الذي وصل إليه لبنان وكان سبباً وراء المبادرات التي اطلقها الحريري وصولاً إلى انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون لـ"قطع الطريق على المؤتمر التأسيسي والحفاظ على اتفاق الطائف".

عربياً، أكدت الوثيقة السياسية تأييد تيار المستقبل المطلق الثورة السورية، معنوياً وسياسياً، ودعمه المطلق للقضية الفلسطينية.

أما في الملفين الاقتصادي والاجتماعي، فتركز النقاش حول قضايا النمو وكيفية تفعيله، وتطوير وتحديث البنى التحتية، وتحسين التقديمات الاجتماعية، إضافة إلى ملفات الصحة والتعليم والنفط والاستثمار وتفعيل دور الشباب في المجتمع ومواجهة البطالة والعمل على سياسة إسكانية تريح فئة الشباب وتخدم تطلعاتهم.

وسيصدر في ختام المؤتمر التقرير التنظيمي وسيتم البت بالتعديلات النهائية على النظام الداخلي وسينتخب المندوبون مكتبهم السياسي. انتخابات يرى فيها كثيرون القسم الأهم من هذا اليوم الطويل، حيث سيتوجه 2400 مندوب إلى انتخاب 18 عضواً من أصل 85 مرشحاً، بعدما انسحب 23 مرشحاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها