الأحد 2016/11/20

آخر تحديث: 12:13 (بيروت)

عقار في البحر: وثيقة عثمانية تفاجئ بلدية الميناء

الأحد 2016/11/20
عقار في البحر: وثيقة عثمانية تفاجئ بلدية الميناء
الفوضى تهدد شاطئ الميناء (المدن)
increase حجم الخط decrease
"هل وصل مخطط وضع اليد على الأملاك البحرية إلى الميناء؟"، سؤال قفز إلى واجهة اهتمامات الرأي العام الطرابلسي، مع الإعلان عن نية بيع مساحات من البحر تحت مسمى "العقار 1403". ما عزز المخاوف من أن يكون مصير الميناء مماثلاً لما جرى في الرملة البيضا، خصوصاً مع تقدم أصحاب العقار بطلب تخطيط لدى البلدية.

وكان موظفو دائرة الهندسة في البلدية تفاجأوا بوصول شخص يحمل إفادة عقارية يعود تاريخها إلى العام 2015 مرفقةً بخريطة مساحة. وعندما تم تحويل المعاملة إلى مصلحة الهندسة من أجل إجراء "تخطيط وإرتفاق" استكمالاً لرخصة بناء أو بيع العقار، تبين أن كامل المساحة واقعة داخل البحر. وما أثار شكوك المهندسين أنه عند التدقيق تبيّن أن العقار غير موجود في أي من الخرائط الكاملة للبلدية، كما أنه واقع خارج حدود الكورنيش الذي أقيم أصلاً بعد ردم البحر في منتصف ثمانينات القرن الماضي.

ومن أجل رفض إجراء المعاملة تم الاستناد إلى القانون اللبناني الذي يعتبر المساحات البحرية أملاكاً عامة. وتشير المصادر إلى أن الإفادة العقارية المقدمة تتحدث عن "عقار مُسقط من الأملاك العامة البحرية- أملاك غير مبنية". وبالتالي، فإنه في الحالة الحاضرة هناك ما يتجاوز تزوير الإفادة العقارية، إلى تكوين ملف وادعاء بوجود صك من العهد العثماني.

المالكون الجدد، وهم من آل شبطيني وحبيب، يستندون إلى قرار قضائي صادر في العام 2015، ويدعون أنهم يمتلكون حصة في العقار 220– بساتين الميناء، الذي تبلغ مساحته 149 ألف م2. وبالإستناد إلى قرار القاضي العقاري المشرف على أعمال الضم والفرز، فإن هناك قطعة أرض تابعة للعقار 220 سقطت سهواً ومساحتها 29838 م2، هي التي دفعت لإنشاء العقار 1403.

لكن رئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين يرفض هذه الإدعاءات، قائلاً إنها وقائع مزورة. ومن أجل تأكيد بُطلان وجود "العقار الوهمي"، يستند علم الدين إلى أنه في العام 1979، وبموجب المرسوم 2151 خضع العقار 220 لأعمال الضم والفرز وتم توزيع القطع كلها على أصحابها وتم تسجيلها في القيد العقاري وفق الأصول. ويلفت إلى المرسوم التوجيهي العام 16353، الصادر في 10 شباط 2006 الذي يُكرس الواجهة البحرية متنزهاً بحرياً عمومياً، هدفه تقديم الخدمات الترفيهية للمواطنين.


وفي الحالة الراهنة فإننا أمام محاولة لـ"الإستيلاء على الأملاك العامة" من طريق قرار قضائي يستحدث عقاراً في قلب البحر، ويقع خارج نطاق الضم والفرز العام. ولا يتأخر علم الدين في إتهام من يقف وراء "العقار الوهمي" بالقيام بتشويه مقصود للواجهة البحرية للميناء بطول 420 متراً، مؤكداً أن مجالس بلدية الميناء منذ العام 1996 أقرت المخطط التوجيهي العام وخفضت معدل الاستثمار من أجل كشف البحر للجميع وترك منافذ للوصول إليه.

ونظراً إلى وقوع "العقار 1403" داخل المياه، يتنبأ علم الدين، في حديث إلى "المدن"، بوجود نية لطمره والبناء عليه، ما سيُضاعف من قيمته، خصوصاً أنه في منطقة لا تخضع لنظام بناء يُحدد عدد الطبقات والارتفاعات. فالعقار الذي تبلغ قيمته السوقية نحو 60 مليون دولار، معروض للبيع بـ700 دولار للمتر، أي نحو 20 مليون دولار.

معركة إلغاء الصحيفة العقارية
جند أبناء الميناء قدراتهم من أجل استباق إجراءات "حيتان البحر في الميناء"، فبدأت التحضيرات لتوأمة بين المراجعة القضائية والتحرك الشعبي. وفي سبيل ذلك، كُلف محامي البلدية طوني التاجر بوضع إشارة على صحيفة "العقار الوهمي" ورفع دعوى قضائية ضد من يثبت تورطه في التعدي على بحر الميناء.

ويؤكد الناشط فواز المصري أن إنطلاق التحركات الشعبية مرهون بإجراءات البلدية، لأن "أبناء الميناء لا يمكنهم العيش من دون بحر". وما يجري اليوم، ذكّر بالشكوك التي راودت الناشطين منذ عام تقريباً، عندما بدأ أحد المتعهدين بناء سور دعم في منطقة الجامعة العربية.

الأكشاك غير المرخصة
التعدي على الواجهة البحرية للميناء من الأمور المزمنة. فعلى طول الكورنيش البحري الممتد على مساحة 7 كيلومترات تنتشر الأكشاك غير المرخصة، التي تحتل الرصيف المحاذي للشاطئ. ويتعامل أصحاب الأكشاك باستخفاف مع الإنذارات التي توجه إليهم على نحو دوري.

هذه الفوضى التي تترجم بوضع اليد على مساحات من الشاطئ، دفعت بعض أصحاب المؤسسات الخاصة إلى احتلال الأجزاء المقابلة لمقاهيهم، وتوسيع نطاق خدماتهم. وفي حديثه إلى "المدن"، يشير علم الدين إلى إصداره منذ شهر قراراً بإزالة جميع المخالفات على الواجهة البحرية وشوارع الميناء. لكن شيئاً لم يتغير.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها