وفي الحالة الراهنة فإننا أمام محاولة لـ"الإستيلاء على الأملاك العامة" من طريق قرار قضائي يستحدث عقاراً في قلب البحر، ويقع خارج نطاق الضم والفرز العام. ولا يتأخر علم الدين في إتهام من يقف وراء "العقار الوهمي" بالقيام بتشويه مقصود للواجهة البحرية للميناء بطول 420 متراً، مؤكداً أن مجالس بلدية الميناء منذ العام 1996 أقرت المخطط التوجيهي العام وخفضت معدل الاستثمار من أجل كشف البحر للجميع وترك منافذ للوصول إليه.
ونظراً إلى وقوع "العقار 1403" داخل المياه، يتنبأ علم الدين، في حديث إلى "المدن"، بوجود نية لطمره والبناء عليه، ما سيُضاعف من قيمته، خصوصاً أنه في منطقة لا تخضع لنظام بناء يُحدد عدد الطبقات والارتفاعات. فالعقار الذي تبلغ قيمته السوقية نحو 60 مليون دولار، معروض للبيع بـ700 دولار للمتر، أي نحو 20 مليون دولار.
معركة إلغاء الصحيفة العقارية
جند أبناء الميناء قدراتهم من أجل استباق إجراءات "حيتان البحر في الميناء"، فبدأت التحضيرات لتوأمة بين المراجعة القضائية والتحرك الشعبي. وفي سبيل ذلك، كُلف محامي البلدية طوني التاجر بوضع إشارة على صحيفة "العقار الوهمي" ورفع دعوى قضائية ضد من يثبت تورطه في التعدي على بحر الميناء.
ويؤكد الناشط فواز المصري أن إنطلاق التحركات الشعبية مرهون بإجراءات البلدية، لأن "أبناء الميناء لا يمكنهم العيش من دون بحر". وما يجري اليوم، ذكّر بالشكوك التي راودت الناشطين منذ عام تقريباً، عندما بدأ أحد المتعهدين بناء سور دعم في منطقة الجامعة العربية.
الأكشاك غير المرخصة
التعدي على الواجهة البحرية للميناء من الأمور المزمنة. فعلى طول الكورنيش البحري الممتد على مساحة 7 كيلومترات تنتشر الأكشاك غير المرخصة، التي تحتل الرصيف المحاذي للشاطئ. ويتعامل أصحاب الأكشاك باستخفاف مع الإنذارات التي توجه إليهم على نحو دوري.
هذه الفوضى التي تترجم بوضع اليد على مساحات من الشاطئ، دفعت بعض أصحاب المؤسسات الخاصة إلى احتلال الأجزاء المقابلة لمقاهيهم، وتوسيع نطاق خدماتهم. وفي حديثه إلى "المدن"، يشير علم الدين إلى إصداره منذ شهر قراراً بإزالة جميع المخالفات على الواجهة البحرية وشوارع الميناء. لكن شيئاً لم يتغير.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها