الثلاثاء 2016/10/25

آخر تحديث: 02:51 (بيروت)

العنف على جسد الطفل علي: الحضانة والأم تتقاذفان التهم

الثلاثاء 2016/10/25
العنف على جسد الطفل علي: الحضانة والأم تتقاذفان التهم
رفعت والدة علي دعوى قضائية بعد الحصول على إفادة طبيب
increase حجم الخط decrease

قضيّة تعنيف الأطفال تبرز مجدداً، من بوابة الحضانة. وهذه المرّة، كان الضحيّة علي رضا علام، ابن السنتيّن وثلاثة أشهر، من الضاحية الجنوبية، الذي ترك العنف على جسده الصغير كدمات حمراء، طُبعتْ على فخذيه وقدميّه، فيما أهله وإدارة الحضانة، يتقاذفون الشكوك، وكلٌّ يُحمّل الآخر تُهمة تعنيفه.

تروي والدة علي، فاطمة، لـ"المدن"، وهي أستاذة في مدرسة البرج الخامسة، تفاصيل الحادث، فـ"الكيل طفح بعد محاولات الاستقواء علينا"، وفق تعبيرها. فعلي الذي أعاده والده إلى البيت، يوم الخميس في 20 تشرين الأول، مع أخته الصغيرة البالغة سنة وأربعة أشهر، انصدمت والدته وهي تبدّل له ثيابه، من بقع الاحمرار على جسده.

تقول: "للوهلة الأولى، فقدت السيطرة على نفسي من قسوة المشهد، ولم أستطع سوى البكاء. إلا أنّ زوجي رجح أن تكون هذه البقع من آثار دواء الالتهابات الذي يتناوله لمعالجة لوزه. حملناه سريعاً إلى عيادة طبيبه، الذي قطع الشكّ باليقين، وأكد أن دواءه لا يسبب هذه البقع الحمراء، وأنّ ثمّة احتماليّن، إمّا أن يكون قد وقع على شيءٍ قاسٍ وحاد، وإمّا أنه تعرّض إلى التعنيف والإيذاء المقصود، وهو الاحتمال المرجح، فكتب لنا تقريراً وطلب منّا إخضاعه للفحوصات".

عادت الوالدة إلى الحضانة حاملةً طفلها، من أجل الاستفسار عن الحادث وهي تسأل: "شو صاير مع ابني؟". ورغم أن الإدارة تضامنّت معها بادئ الأمر، إلا أنها انقلبت عليها لاحقاً.
عندما كشفت فاطمة جسد علي على إحدى مربيات الحضانة، ضربت المربية على رأسها وصرخت تأثراً وهرعت إلى الداخل. ثم أكدت المستخدمة أنّها لم تجد شيئاً على جسده عند تفحص حفاضته. لكن المديرة أعربت عن استعدادها أخذ علي إلى الطبيب الشرعي، فطلبت أم علي أن ترى الكاميرات بعد العودة من مختبر الفحوصات، والمديرة لم ترفض.

تضيف فاطمة: "انقلب كلّ شيء علينا بعد العودة من إجراء الفحوصات التي أكدت أنّه تخلص من الالتهابات. رفضت المديرة اطلاعنا على الكاميرا، فاعتبرت تصرفها بمثابة إدانة صريحة للحضانة، فخاطبتني بنبرةٍ عالية، ثمّ عدّت إلى طبيب ابني حيث كانت المفاجأة، إذ غيّر إفادته، وهو على علاقة مسبقة بالإدارة، معتبراً أنّ الطفل ذات البشرة البيضاء والحساسة يبقى أثراً على جسده إن أمسكه أحد. ذهبت إلى طبيبة تعرفها المديرة، من دون أنّ أعلمها أن ابني في هذه حضانة، فجزمت أن الآثار على جسده هي نتيجة عنف مبرح، فكتبت تقريرها مترددةً بعدما شكّت أن علي هو من هذه الحضانة".

وفي حين تؤكد والدة علي تهديد الإدارة لها في حال تسرّب الأمر إلى القضاء، تشير مديرة الحضانة في حديث إلى "المدن"، إلى أنّ انتساب حضانتها إلى النقابة، وهي عضو نقابي، خير برهان على أنها مثالية في مواصفات الجودة والرعاية للأطفال.

وتقول: "قبل سنة، بقي علي في رعايتنا 9 أشهر وهو ابن الأربعين يومياً، ولو لم نكن موضع ثقه لم تعده إلينا. ذنبنا الوحيد أننا كنّا إنسانيين مع هذه الأمّ، التي قبلنا أن نضع طفليها سوياً في الحضانة مقابل ثمنٍ قليل جداً لا يعادل مردود نصف طفل، تضامناً منّا مع أوضاعها الصعبة، وخلافاتها مع زوجها التي كانت تحدثنا عنها، وهو يهددها بأخذ الأولاد منها والسفر إلى السويد. فلماذا لا يكون هذا العنف مصدره البيت، ولاسيما أنّها لم تراجعنا حتى الساعة 7:30 مساءً، بينما ترك علي الحضانة عند الثانية ظهراً؟ فمن يعلم ماذا حصل خلال تلك الساعات؟ ولماذا تتحرك الوالدة وحدها بالقضية من دون زوجها؟".

فاطمة التي أدلت بأقوالها داخل المخفر، رفعت دعوى قضائية بعد الحصول على إفادة طبيب شرعي، ردّاً على الدعوى التي رفعتها الحضانة متهمةً إيّاها بالقدح والذمّ. "هددتنا بدها تهدّ الحضانة على راسنا مع سلايفها"، وفق تعبير المديرة، التي تعتبر أنها مرتاحة الضمير وواثقة من حضانتها، فـ"لا أعترف بشهادة طبيب أبو 10 آلاف ليرة فاتح دكان على الطريق".

وقد علمت "المدن" أنّ وزارة الصحة بدأت متابعة القضية، وهي تقوم بالاجراءات اللازمة مع الحضانة ووالديّ الطفل، بعد تبلغها الشكوى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها