الإثنين 2016/01/18

آخر تحديث: 22:21 (بيروت)

..وفعلها سمير جعجع

الإثنين 2016/01/18
..وفعلها سمير جعجع
increase حجم الخط decrease
فعلها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وجّه ضربة إلى جميع الأفرقاء، الأقربين منهم والأبعدين. فتح طريق الرئاسة امام العماد ميشال عون وحمّله برنامجاً رئاسيا محدداً يستوحي لحظة تأسيس حركة 14 اذار ويكسب اعلان النوايا مع التيار العوني بعداً وطنياً وينأى بالعونيين عن حلفائهم من فريق 8 اذار.  



 لقاء القمّة بين رئيسي أكبر حزبين مسيحيين، سبقه عدد من اللقاءات، بدأ بين جعجع والنائب إبراهيم كنعان، بحضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي، في ما بعد انضم وزير الخارجية جبران باسيل إلى الإجتماع، لينضم في ما بعد النائبان جورج عدوان وستريدا جعجع، وعلى الإثر خرج رياشي إلى قاعة الصحافيين، ليعلن تبنّي "القوات" ترشيح عون إلى الرئاسية قائلاً إن "جعجع سيعلن ذلك رسمياً بحضور عون خلال المؤتمر الصحافي الذي سيعقده". بعد ذلك استمرّت الإجتماعات لأربع ساعات متتالية، قبل وصول النائب ميشال عون في أول زيارة له إلى معراب.

قبيل وصول "الجنرال" خرج جعجع مع مجالسيه إلى الباب الرئيسي في المقر العام لحزب "القوات". دقائق قليلة قبل وصول قائد حرب الإلغاء ضد "القوات"، تخللتها مشاورت جانبية بين جعجع وباسيل، وكنعان وعدوان، ليخرج في ما بعد رياشي إلى سيارة عون فيستقبله، ويصطحبه، تحت مظّلة مشتركة إلى الداخل. فتح جعجع ذراعيه لعون. تعانقا، وقبلا بعضهما البعض، ليعاودا الدخول إلى قاعة الإجتماعات، نصف ساعة بعدها انتقل الجميع إلى القاعة الكبرى حيث مقرّ المؤتمر الصحافي.

من دون أي مقدمات، بدأ جعجع بعد الترحيب بعون، قراءة مسوغات قراره القاضي بترشيح عون، عن ورقة مكتوبة. وقال: "لقد بتنا على قاب قوسين أو أدنى من الهاوية، فصار لابدّ من عملية إنقاذ، غير اعتيادية، حيث لا يجرؤ الآخرون، ومهما كان ثمنها، نضع فيها كلّ إقدامنا وجرأتنا ونكراننا للذات. ومن هذا المنطلق، أعلن وبعد طول دراسة وتفكير، تبني القوات اللبنانية لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في خطوة تحمل الأمل بالخروج مما نحن فيه الى وضع أكثر أمانا واستقرارا وحياة طبيعية".

وفي الورقة المكتوبة أيضاً، عشر بنود جرى الإتفاق حولها، أطلق عليها جعجع إسم البرنامج الرئاسي، وهي تتلخص بـ:"الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف، تعزيز مؤسسات الدولة وثقافة الاحتكام إلى القانون وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف، دعم الجيش معنويا وماديا وتمكينه وسائر القوى الأمنية الشرعية من التعامل مع مختلف الحالات الأمنية على الأراضي اللبنانية كافة بهدف بسط سلطة الدولة وحدها على كامل الأراضي اللبنانية، ضرورة التزام سياسة خارجية مستقلة بما يضمن مصلحة لبنان ويحترم القانون الدولي، وذلك بنسج علاقات تعاون وصداقة مع جميع الدول، ولاسيما العربية منها، ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية في الاتجاهين، وعدم السماح باستعمال لبنان مقراً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين، احترام قرارات الشرعية الدولية كافة والالتزام بمواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، العمل على تنفيذ القرارات التي تم التوافق عليها في طاولة الحوار الوطني، إقرار قانون جديد للإنتخابات يراعي المناصفة الفعلية وصحة التمثيل، بما يحفظ قواعد العيش المشترك ويشكل المدخل الأساسي لإعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة".

وعلى الإثر دعا جعجع القوى الحليفة في "14 آذار" وثورة الأرز، إلى تبني ترشيح عون، لا سيما أن الإطار المذكور يترجم في نواح عدة عناوين مهمة من مشروع 14 آذار ويتلاءم معها على خلفية الواقعية السياسية واعتماد أفضل الخيارات المتاحة".

من جهته اعتبر عون أن كل ما أتى على ذكره رئيس القوات :" في ضميرنا وكتابنا ولن ننسى ما قاتلنا من أجله في سبيل سيادة واستمرار ودوام هذا الوطن في التاريخ". مضيفاً: "سنسعى لجعل وطننا وطناً نموذجياً لأولادنا وأحفادنا اذ يجب الخروج من الماضي لبناء المستقبل ولكن دون أن ننساه كي لا نكرره". واذ أكد ان "الورقة السوداء انتهى دورها ويجب حرقها ولنضع كل ذلك في ذاكرتنا فقط"، أمل عون "ان تتم عملية انتخاب رئيس الجمهورية بخير في المستقبل القريب، ونحن نعد أن نكون غطاء لجميع اللبنانيين باعتبار أننا لم ولن نتعامل بكيدية مع أحد حتى في صلب مرحلة الخصومة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها