الثلاثاء 2016/01/19

آخر تحديث: 00:00 (بيروت)

مشاهد "معرابية": ثلاثة شهداء.. ومعارضين!

الثلاثاء 2016/01/19
مشاهد "معرابية": ثلاثة شهداء.. ومعارضين!
زهرا كان أكثر الممتعضين وباسيل تلقى أكثر من إشارة
increase حجم الخط decrease

بدمعة حبسها داخل عينيه، استقبل رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع خصمه التاريخي النائب ميشال عون، من هذه الصورة يمكن تسجيل مشاهدات عديدة على هامش يوم معراب الطويل، والذي انتهى جعجع بترشيح عون إلى الرئاسة. بعض هذه المشاهدات تعتبر دليلاً على أن ليس الجميع راضياً على ما يحصل، في صفوف الفريقين الخصمين تاريخياً.
 

ما يؤشر على ذلك، هو إصرار جعجع على القول أمام جميع محازبيه، بأن القرار الذي اتخذه بحاجة إلى جرأة لا مثيل لها، وقال عبارته القواتية الشهيرة "حيث لا يجرؤ الآخرون". من حيث الشكل المرتبط بالمضمون أيضاً، كان لافتاً إصرار "القوات"، على حضور 120 ضابطاً سابقاً، ممن يسمّون بالحرس القديم، في قاعة ترشيح عون، هؤلاء الضباط خاضوا أشرس المعارك ضد عون في حربه الإلغائية ضدهم، الرسالة التي أراد جعجع إيصالها، بأن "القوات" واحدة موحدة تسير خلف هذا الخيار ولا أحد يعترض، لأن الهدف الأساسي والتاريخي هو وحدة الصف المسيحي.
 

أما في مشهدية اللقاءات، فقد كان لافتاً، أن النائبين أنطوان زهرا وإيلي كيروز غير موافقين، أو على الأقل تأتي موافقتهما على هذه الخطوة على مضض. لم يستطع كيروز كبح الدمعة التي سالت من عينيه أثناء إعلان جعجع ترشيحه لعون، قد يكون تذكر مرحلة التقاتل، ولا يخفى عنه انزعاجه من الإختلاف في هذه النقطة مع الحلفاء الإستراتيجيين، أي تيار "المستقبل".
 

بالنسبة إلى زهرا، فقد بدا لافتاً، انه غير منسجم مع نفسه في الصف الأمامي، تعابير وجهه كانت تفيد بحجم انزعاجه مما يجري، ومما وصلت إليه الأمور، وفيما علا تصفيق الجميع أثناء دخول عون وجعجع معاً إلى القاعة العامة، وحده زهرا لم يصفق، حتى حين كان يعلو التصفيق مقاطعاً جعجع عند تلاوته لأي نقطة من نقاط الإتفاق،  لامس زهرا يديه بضع مرات قليلة بما يشبه التصفيق الخجول، ربما حرجاً، لكن وجهه كان فيه الكثير من التعابير الرافضة للحال التي وصلت إليها "القوات".
 

 في المشهدية أيضاً، عند دخول باسيل برفقة النائب ستريدا جعجع، وصل إلى مصافحة زهرا، كانت المصافحة جافة، إلى أن أجبرت ستريدا باسيل على تقبيل منافسه في الإنتخابات النيابية على دائرة البترون. قبل زهرا بالأمر، ليقول أحدهم ما في تنافس بعد اليوم. وعلى الوتر بين مرشحي الدائرة الواحدة، صفق زهرا مرة عند ذكر ضبط الحدود والسلاح في يد الأجهزة الشرعية حصراً، فيما صفّق باسيل على مسألة قانون نسبي للإنتخابات، ليمتنع زهرا حينها، لأن النسبية تسمح لباسيل بالفوز بالمقعد النيابي.

 
وأيضاً على سبيل الرسائل، والرسائل المضادة، عند ذكر جعجع لبنود الوثيقة السياسية، وتحديداً عند تناول مسألة السياسة الخارجية والإبتعاد عن المحاور، غمز جعجع من قناة باسيل، مشيراً إليه بأن عليه هو الإلتزام بهذا الامر، ما دفع بالأخير إلى الضحك. أما عند ذكر بند إحترام قرارات الشرعية الدولية والإلتزام بمواثيق الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، أخذ عون المبادرة، مقاطعاً جعجع، ومشيراً إلى باسيل بالقول: "هذا من مسؤوليتك، وعليك الإلتزام به".
 

واللافت أيضاً، أنه خلال تناول نخب المناسبة، لوحظ عدم دخول زهرا إلى القاعة، بل بقي في الخارج، وعند المشاورات، بين جعجع، وعون، وباسيل، وعدوان، وكنعان، التفت باسيل إلى الصحافيين بالقول، إن ثلاثة شهداء من السياسيين قد سقطوا اليوم. اعتبر الجميع، أن المتضررين من هذه الخطوة هم الرئيس نبيه بري، الرئيس سعد الحريري، والنائب وليد جنبلاط، ليسارع باسيل في ما بعد إلى النفي، مشيراً إلى أن الشهداء، هم: هو على خلفية التصويب الذي تعرض له خلال المؤتمر من عون وجعجع شخصياً، وجورج عدوان، وابراهيم كنعان، أما أسباب الإستشهاد السياسي لعدوان وكنعان بحسب توصيف باسيل فلم يوضحها، قائلاً إنها سرية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها