الإثنين 2015/08/24

آخر تحديث: 14:25 (بيروت)

"حزب الله": ضرب الحراك أكثر من ضرورة!

الإثنين 2015/08/24
"حزب الله": ضرب الحراك أكثر من ضرورة!
ضرب هذا الحراك هو ملاقاة إستباقية للتظاهرات في الشارع العراقي (محمود الطويل)
increase حجم الخط decrease

لا يمكن فصل أي حدث جديد أو حراك على الساحة اللبنانية عن موقف "حزب الله" أو تصوره لما يجري، كما لا يمكن فصله عن نظرة كل القوى السياسية لذلك، لكن لا شك أن "حزب الله" صاحب الرؤية الأوضح في التعاطي مع الأمر، ودائماً يكون لديه خيارات وخطط بديلة، ولأن الحزب يمتلك عدداً من الخطط دوماً للتعاطي مع أي أزمة، فإن ذلك يستدعي تعدد وجهات النظر التي يمكن من خلالها فهم ما يريده الحزب وما يسعى إليه، وهو بلا شك يعمل دوماً للكسب على أي جبهة أو في أي استحقاق.

على مدى يومين من الحراك الشعبي في وسط بيروت، لم يظهر أي موقف من "حزب الله" لدعم التحرك من عدمه، صمت الحزب عادة يقرأ أبلغ من كلامه، وبالتالي تكون الاهداف أكثر إستراتيجية، خصوصاً أنه معطوف على طريقة تغطية الوسائل الإعلامية المحسوبة عليه وتحديداً "المنار".

وفق ما ترى مصادر متابعة لـ"المدن" فإنه منذ بدء هذا التحرك كان مجال الإستثمار مفتوح للجميع ومن بينهم لا بل على رأسهم "حزب الله"، لأن أي حراك مدني صرف يذهب بإتجاه الدولة والقانون والدستور، يعني بالبعد الإستراتيجي أنه مضرّ للحزب الذي تقوم فكرته وتكوينه على الإصطفاف، ولذلك فإن "حزب الله" متضرر مما يجري، ولذلك كانت محاولات تشويه الصورة واضحة.

ينطلق "حزب الله" في ضرب هذا الحراك، من أهداف عديدةّ، أولاً ضيقة في إطار تحالفاته، وثانياً لها علاقة بكل ما يجري من حولنا في الإقليم لما للحزب من إرتباطات إقليمية. وعلى الصعيد المحلّي، بحسب ما ترى مصادر متابعة لـ"المدن" أراد الحزب توجيه رسالة داعمة وقوية لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عبر دعمه، إذ أن عون كان أول داعمي هذا الحراك الذي يهدف إلى تعطيل الحكومة وشلّها، وفي وقت سابق لم يدعم الحزب عون في تحركاته، بل الآن دعمه في الشارع وبطريقة غير مباشرة.

في المقابل ثمة من يقرأ الأمر من الدائرة الأوسع، يراقب الحراك العراقي ويشير إلى أن هناك مجهوداً حثيثاً يبذله "حزب الله" والحلف الذي ينتمي إليه من أجل شيطنة التظاهرات العراقية المطالبة بالإصلاحات، واعتبار ان المتظاهرين تحركهم السفارات، وبالتالي فإن الحزب يتضرر من أي نزول إلى الشارع خصوصاً إن كان المتظاهرون غير مدعوين من قبل أفرقاء سياسيين، بمعنى أن "الحزب يفضل أن يحشد فريق 14 آذار مليون متظاهر على أن يحتشد في الساحة آلاف المتظاهرين من دون أن يدعوهم أحد، وفق شعارات مطلبية، لأن أي معادلة جديدة تذهب بإتجاه خيارات ثانية يعتبر عنصراً مزعجاً للحزب، وضرب هذا الحراك هو ملاقاة إستباقية للتظاهرات في الشارع العراقي".

أيضاً ثمة من يذهب إلى أكثر من ذلك، ويعتبر أن "حزب الله" وفي مرحلة ما بعد إنطلاق التسويات الإقليمية والدولية فمصيره أن يعود من سوريا، وهو يحضر لمرحلة ما بعد عودته، بمعنى ان ثمن عودة الحزب من سوريا تقتضي أن لا يبقى النظام القائم كما هو بل بحاجة إلى تعديلات، لا سيما ان نظرية المقاومة سقطت في ظل الإتفاق النووي والتحول الإيراني، بالإضافة إلى السقوط المدوي في سوريا وسقوط نظرية الحرب الوجودية. عودة الحزب من سورية تعني هزيمة للحزب، ولذلك ثمة من يضع هذا الرفض للتحرك في سياق حركة استباقية لتعزيز مكاسب سياسية في تركيبة النظام.

ما بدا جلياً بالأمس، هو أن هناك تواطؤاً من مختلف الأطراف السياسية لضرب هذا التحرك، إذ أن الجميع يستمد قوته ووجوده واستمراريته من الإنقسام الحاصل، وبالتالي تقاطع المصالح كان واضحاً في إجهاض الحراك، لكن يبقى "حزب الله" هو الأقدرعلى الإستثمار.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها