الإثنين 2015/10/12

آخر تحديث: 16:41 (بيروت)

"التيار" يطرح "خريطة طريق": السلبية مؤجلة!

الإثنين 2015/10/12
"التيار" يطرح "خريطة طريق": السلبية مؤجلة!
مطالب بإقرار قانون إنتخابي عادل وإجراء إنتخابات نيابية قبل الرئاسية (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

يتحدّث "التيار الوطني الحر" هذه الايام عما يصطلح على تسميته بـ"خريطة الطريق". والمقصود على هذا الصعيد، هي مجموعة افكار وعناوين تنظر اليها الرابية كممر الزامي لحل الأزمة الراهنة بمختلف جوانبها، وكمسار يعيد الحياة السياسية والمؤسساتية الى طبيعتها، لا على اي اساس غير الثوابت الميثاقية.

صحيح أن اكثر من 500 يوم مرت على الشغور الرئاسي، ولكن روزنامة القصر الرئاسي الخالي ستتجه الى تسجيل ايام اضافية في عدادها طالما ان شيئاً لا يتبدّل. فالمقاربة نفسها ستؤدي الى النتيجة عينها. وتشير معلومات "المدن" الى أن مقاربة التيار لن تقوم في الفترة المقبلة على الحلول الجزئية ولا المقاربات التسووية، بل تطرح الحل الشامل، وستستمر في الضغط بكل الوسائل الديموقراطية المتاحة، من داخل المؤسسات، او من خلال الشارع، لوضع القطار على سكة العودة الى الشعب.

لا يقتنع التيار بخيار الانتخابات الرئاسية قبل النيابية، الاّ في حالة واحدة، في حال انتخاب الرئيس من الشعب ليكتسب الشرعية الشعبية. فالاشكالية لم تبدأ في الخامس والعشرين من ايار 2014، إنما قبل ذلك بعام. من هنا، فالمطلوب بالنسبة الى التيار تصحيح الخلل الذي بدأ عشية التمديد الأول في العام 2013، والذي اقفل الباب على تداول السلطة وانتاج قانون انتخاب جديد يؤمّن المناصفة ووضع البلاد في ثلاجة الانتظار، ما يفترض اعادة تزييت مبدأ تداول السلطة، من خلال:

أولاً، اعتماد قانون انتخاب يصحح الخلل في التمثيل منذ العام 1990.
وثانياً، اجراء انتخابات نيابية في اقرب فرصة، بعد اقرار قانون الانتخاب، تنبثق عنها حكومة جديدة، وينتخب رئيس للجمهورية.

ضمن هذا السياق، يبدو حضور مجلس الوزراء او المشاركة في طاولة الحوار مجرد تفصيل بالنسبة الى "التيار الوطني الحر" هذه الايام. والامور مرهونة بأوقاتها، كما تقول مصادر "التيار" لـ"المدن"، بناء على الايجابية او السلبية التي تبديها الاتصالات على صعيد قبول السير بخريطة الطريق من عدمها.

ويبدي قياديو "التيار" إرتياحهم إلى هذه المقاربة، اذ يعتبرون أنها مسار طبيعي لمن يرغب باحترام منطوق الدستور ومتطلبات الميثاق. ويزداد ارتياحهم بعد ما يعتبرها "تجربة الحشد الناجحة" في الحادي عشر من تشرين، ما اكسبهم مشروعية شعبية لطروحاتهم.

تتوقّف اوساط "التيار" عند نقطة مشتركة لدى العديد من اهل الحكم، وهي رفض التوجّه الى صناديق الاقتراع. فالشعب الذي حرم من حقّه منذ العام 2009، يعبّر عن رغبته وتطلعه للتعبير عن رأيه بالطبقة السياسية والنفايات والاصلاح والفساد وسواها من الملفات من خلال الانتخابات النيابية، ليوجّه الشعب من خلالها التحية لمن يستحق، ويرفع البطاقة الحمراء في وجه غير المستحق.

ولأنه يريد تحويل الافكار الى واقع، تشير معلومات "المدن" الى ان "التيار" لا يقفل الابواب على التواصل مع كل طرف يبدي رغبة في الالتقاء على ارضية الحل المشتركة. لذلك، فقنوات التواصل مفتوحة مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط وغير مغلقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. اما مع معراب، فإعلان النوايا يلعب دوره ايضاً في تشكيل الرؤى المشتركة. ويبقى العائق الاساس، تعدد وجهات النظر داخل تيار "المستقبل".  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها